وصف المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المواطنة بأنها حقوق وواجبات، وقال «عندما نُعزز قيمة الأخلاق والمسؤولية والشورى والمساواة والتعايش فيما بيننا أبناء الوطن الواحد، فإننا سنتعايش في أمن وسلام ونخدم ديننا ووطننا ونلتف حول ولاة أمرنا، ونفخر بانتمائنا لهذا الدين ولهذا الوطن». وأوضح خلال المحاضرة التي ألقاها على طلاب مدارس الرياض للبنين والبنات، ضمن برنامج «أتطور»، بعنوان «المواطنة وأثرها على حياة الطالب»، أن معنى الشورى هو التشاور وأخذ الرأي، وأضاف «أنا أعترف أن الشورى عندنا ضعيفة جداً في تعاملنا، وأيضاً هذا الأمر ينطبق على بيوتنا». وأكد الشيخ ابن حميد أن التناصح فيما بيننا من الانتماء الوطني، وأنه من المهم اختيار الطريقة المناسبة لتقديم النصيحة، لأن الزميل يسمع غالباً ويتقبل من زميله أكثر مما يسمع أو يتقبل من أبيه». وأضاف «أنا لا أشك في وطنية أي شخص لأن حب الوطن فطري، كما أن الطيور تحب أعشاشها والحيوانات تحب أكنتها، فأنتم يا أبنائي تحبون بالطبع وطنكم لأن الله جعل ذلك في فطرتنا». واستطرد «لذلك نرى الرسائل والوصايا المتبادلة بيننا عن طريق رسائل الجوال أو التواصل الاجتماعي مثالية، وحينما ندخل في نقاش يختلف هذا الوضع مباشرة، وهذا الأمر خلاف الشورى تماماً لذلك يجب أن يكون الإنسان واسع الصدر وأن يتقبل الرأي الآخر». وتابع «لذلك أنا أريد أن نغير ثقافتنا الحالية لأنه لو سادت الشورى سيختفي التعصب تماماً، لكن لا يعني هذا الأمر أن لا يكون لك رأي بالعكس تمسك برأيك، والتمسك بالرأي لا يتعارض مع الشورى وأن تعطي الحق لزميلك أن يتمسك برأيه، فمن تأكيد انتمائنا لوطننا أن تسود الشورى بيننا». وتابع «لأجل اختبار انتمائنا لوطننا أولاً يجب أن نعرف ما هو وطننا، والحمد لله، الله عز وجل خصنا في المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين، ولذلك انتماؤنا للمملكة والحرمين الشريفين يعطينا مسؤوليات كبيرة جداً، كذلك انتماؤنا لديننا، ومن ثم وطننا لأن الوطن ليس جدرانا ولا حجارة ولا حصى ولا جبالا، فالوطن هو المواطن والمجتمع والانتماء، فوطننا المملكة العربية السعودية بوحدتها ودستورها». وأردف «الطاعة لا تعني أن لا يقول الإنسان رأيه، لكن يجب أن نفرق بين الطاعة لأن ما يصدر من ولي الأمر يجب طاعته ولا يجوز مخالفته، فطاعة ولي الأمر من طاعة الله ورسوله لذلك لا يوجد تعارض بين الطاعة وبين الشورى».