يقول تعالى في محكم كتابه الكريم " وإنك لعلى خلق عظيم" سورة القلم-5- إشادة ومدح وثناء من الله سبحانه وتعالى لأعظم شخصية أنجبتها البشرية خاتم لأنبياء الله ورسله الكرام المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. وما أدراك بالموضوع الذي أشادت به السماء لشخصية رسول الله، فقد نعتته بالخلق العظيم وهذا هو المبدأ الأساس لرسالة المختار حيث صرح في كثير من المواضع بأنه ما بعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق. فالأخلاق الحسنة هي أقصر الطرق للدخول في قلوب الآخرين وأقوى الأساليب لفتح القلوب المستعصية. ورب موقف أخلاقي بسيط يستطيع أن يصنع ما يعجز عنه موقف آخر غير منبعث عن المشاعر الأخلاقية الإنسانية وإن كان قوياً وذا شأن. إن المتطلع للسيرة النبوية العطرة كثيراً ما تستوقفه مواقف أخلاقية عديدة تمر في حياة صاحب الرسالة لا يملك إلا أن يطأطئ رأسه إجلالاً وإكباراً لها. والحديث عن عظمة الأخلاق النبوية عند العدو قبل الصديق وعند غير المسلمين قبل المسلمين مبدين إعجابهم بأخلاقه العظيمة التي أسرت لبابهم وأخذت بمجامع قلوبهم حتى إن أحدهم وهو ( الدكتور مايكل هارت) ألف كتاباً للحديث عن أعظم مائة رجل في العالم ووضع النبي صلى الله عليه وسلم في المرتبة الأولى يليه السيد المسيح عليه السلام. فحري بنا نحن اتباع محمد عليه السلام أن نتحلى بأخلاقه الرفيعة في جميع شؤون حياتنا العائلية والاجتماعية والعملية. هذا ولقد وعت الكثير من المنظمات والمؤسسات الحكومية أهمية الأخلاق الحسنة في تسيير دفة أنشطتها وأعمالها، فكذلك نجد أن علم التسويق والدعاية والإعلام التجاري لديهم اهتمام بأن يكون أفراده أصحاب أخلاق لبقة تجذب المستهلك لشراء منتجاتهم. ونحن هنا لا نريد أن تكون أخلاقنا الحسنة فقط لتيسير مصالحنا التجارية، بل لأن الخلق الكريم يلبي جزءا من حاجاتنا الفطرية المؤدية للارتقاء بالنفس إلى مصاف أخلاق العظماء.. @@ محمد عبد الله المقرب