ولان الخير لا ينقطع في هذه البلاد.. ولأن دعوة الرسول الكريم (الخير في وفي امتي الى يوم الدين) باقية حتى يرث الله الارض ومن عليها.. فقد طرق بابنا متبرع آخر بكليته للطفل ملفي الشمري المصاب بالفشل الكلوي بحفر الباطن وينتظر الموت في اي لحظة. جاءنا الشاب غازي خلوفه المذكور 28 عاما من اهالي الدمام الطيبين الذين تطفح وجوههم بالبشر والطيبة, وقال: تأثرت كثيرا بقصة الطفل ملفي خاصة وان العمر امامه وظللت طوال هذه الايام منتظرا اتخاذ القرار, الذي وصلت اليه عن قناعة كاملة.. انا قررت التبرع بإحدى كليتي لملفي لوجه الله تعالى. قلنا له هل انت واثق من ذلك؟.. قال نعم.. يكفي انني سأساعد في حياة شخص آخر, ولا يهمني نوعية المستشفى الذي سيجري العملية سواء حكومية او اهلية بالداخل او الخارج, وزاد على ذلك قائلا بل وسأشارك في تكاليفها ايضا اذا لزم الأمر. هل تتصورون خيرا اكثر من هذا.. بالأمس جاءنا شاب يعرض كليته على (ملفي) والآن جاء آخر.. بل ويريد المشاركة في تكاليف العملية هكذا يكون المجتمع الواحد مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى. ولكن على النقيض تماما نجد بيروقراطية الاجهزة التي لم تسارع ولم تسم الى مستوى التضحية وتتبرع بتبنى القضية واجراء العملية, ولكن ماذا يفعل ملفي هل ينتظر الموت؟ او ينتظر ان يأتي دوره في برنامج زراعة الاعضاء وسيكون ساعتها الموت اقرب اليه من الدور ايضا! حياة ملفي في اعناقنا جميعا.. في عنق البيروقراطية.. والروتين الذي بلا قلب.. فالمريض موجود.. والمتبرع موجود (ولوجه الله) فماذا تنتظر المستشفيات الحكومية والمسؤولون عن برنامج زراعة الاعضاء. ما سبق نشره في (اليوم) تصوير - شاجع بالحارث