الفراء الأبيض الذي تستخدمه الكثير من الحيوانات القطبية من الدببة الى الثعالب كغطاء للتمويه قد لا يصبح له ضرورة مع موجة الدفء العالمية. فارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى تغير بيئة الحياة الطبيعية يجعل الحيوانات البيضاء واضحة جدا للعيان لو ذاب الجليد تاركا وراءه ارضا جرداء وسوداء. وقد تجد الدببة القطبية أنه صار من الصعب عليها التسلل بحذر لمهاجمة فرائسها في الاسكا على سبيل المثال فيما قد تصبح الارانب البرية في روسيا أكثر عرضة للنسور والضواري الاخرى لو تلاشى البياض الذي تحتمي فيه نتيجة خلل بيئي. وكثير من الكائنات الحية تتعرض في الواقع لضغوط في القطب الشمالي حيث يقول العلماء ان ارتفاع درجة الحرارة يمضي هناك بأسرع مما عليه الحال في أي مكان اخر بالعالم. وعلى الجانب الاخر من العالم فان طبقة الجليد السميكة في القطب الجنوبي تكبح أي ارتفاع في درجات الحرارة. وفيما قد يكون نذيرا بمشكلات أكبر اضطرت 3 من الدببة البيضاء التي هي من أشد الحيوانات نهما للطعام في القطب الشمالي للعيش على بيض طيور البحر هذا العام بعد أن تركها انحسار جليد البحر محصورة في جزيرة نائية بالقطب الشمالي. واختفت الام واثنان من صغارها منذ ذلك الحين من جزيرة الدب النرويجية وربما في محاولة يائسة للسباحة شمالا لمسافة 200 كيلومتر نحو جزر أكثر برودة او لمناطق جليدية حيث الفقمة أكثر وفرة. وقالت سامانثا سميث مديرة برنامج القطب الشمالي التابع لمنظمة البيئة العالمية :الحيوانات التي تتكيف بالتحول للون الابيض كتمويه خلال الشتاء ربما ليس لديها ما يكفي من الوقت للتكيف مع عالم لم يعد أبيض. وتابعت :ومن المحتمل الا يوجد أمامها مفر من التوجه شمالا مع ارتفاع درجات الحرارة في موطنها الحالي. وربما تموت طيور الترمجان وهي طيور من نوع الدجاج التي يتحول ريشها في الشتاء الى الابيض من البني في أماكن مثل اسكتلندا لو اختفى الجليد، وليس بمقدورها أن تعرف أنها قد تنجو لو طارت باتجاه الشمال فوق البحر لايسلندا على سبيل المثال. وأنواع من الثعالب والارانب وطيور الخرشنة وابن عرس واللاموس من بين الحيوانات التي تغير لونها في الشتاء كطريقة للتخفي. وتطورت الدببة القطبية التي هي دائما بيضاء من اللون البني ربما قبل 200 ألف عام. وبدأت مشكلات الدببة القطبية المحاصرة عندما خرجت الام فيما يبدو متأخرة من بياتها الشتوي بعدما ذاب جليد البحر حول الجزيرة مع دفء الربيع. وكان رضيعاها في سن لا تسمح لهما بالسباحة. وقال سيسل ارفيك المسؤول البيئي في ارخبيل سفالبارد القطبي شمالي جزيرة الدببة :اعتقدنا انها ستحاول في نهاية الامر السباحة شمالا للوصول الى الجليد. الام ربما حاولت لكن المسافة كانت بعيدة أكثر مما ينبغي بالنسبة للصغار. ويقول العلماء ان انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من الوقود التقليدي الناتج عن تشغيل كل شيء من السيارات الى محطات الطاقة أدى الى تغطية العالم بغلاف وزاد من درجات حرارة الطقس. ويقول العلماء ان ثاني اكسيد الكربون يحبس حرارة الشمس مثل نوافذ الصوب الزجاجية. وقفزت نسبة ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 30 في المئة منذ الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر. وتواجه البيئة حول القارة القطبية تغيرات ضخمة. فالجليد يذوب بمعدلات أسرع في الشمال لاسباب عدة منها أن الارض السوداء أو مياه البحر تمتص عند تعرضها للشمس حرارة تفوق ما يعكسه الجليد أو الثلج. وقال الامريكي بوب كوريل رئيس لجنة اعداد تقرير التغيرات في المناخ القطبي الذي سينشر في نوفمبر.الناس الاصليون الذين يعتمدون على الدببة القطبية والفقمة والحيتان يواجهون بيئة جديدة كلية.وأضاف انه في غضون 20 عاما قد تختفي الدببة القطبية من خليج هدسون المتجمد بكندا نتيجة انحسار الجليد. وقد تقلص عدد الثعالب القطبية التي تغير لونها في الشتاء من البني للابيض رغم ان دولا كثيرة تضعها منذ فترة طويلة على قوائم الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض لتوفير بعض الحماية لها.