أدت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري إلى ذوبان جليد القطب المتجمد الشمالي وتقلصه إلى أدنى مستوى له منذ ظهور الحضارة الإنسانية. وأكد مدير المركز الأمريكي لمعلومات الثلوج والجليد مارك سيريز أن حجم الجليد انخفض الآن إلى أدنى مستوى للصيف الرابع على الترتيب. وأوضح «أعيد التأكيد علي تصريحاتي الأخيرة بأن الغطاء الجليدي في القطب الشمالي دخل في دوامة الموت ولن يخرج منها.. وذلك لأن كميات هائلة من الحرارة تضاف إلى المنطقة صيفا بعد صيف؛ وأصبح أكثر من 2.5 مليون كيلومتر مربع من المحيط مفتوحا ومعرضا لحرارة الشمس طوال 24 ساعة يوميا». وفي غضون ذلك، أكد العلماء أن المحيط المتصاعد الحرارة لن يستغرق وقتا أطول للعودة للتجمد فحسب، بل وسيبعث كميات هائلة من الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي، ما يسبب اختلالا في أنماط الطقس بنصف الكرة الشمالي. وتمتد المنطقة المتجمدة على مساحة 13 مليون كيلومتر مربع من الأراضي الواقعة في ألاسكا وكندا وسيبيريا وأجزاء من أوروبا، وتحتوي على ما لا يقل عن ضعف كمية الكربون الموجودة حاليا في الغلاف الجوي، أي 1672 جيجا طن من الكربون، وفقا لدراسة نشرت في مجلة «الطبيعة» عام 2009. وهذا الحجم يعادل ثلاثة أضعاف كل الكربون الذي تحتويه جميع غابات العالم. ولاحظ العلماء ذوبان طبقة الجليد المستديمة باستمرار في جميع أنحاء المنطقة منذ الثمانينيات. وإذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية من متوسط 0.8 درجة مئوية الحالي إلى درجتين مئويتين، كما يبدو مرجحا، فستكون النتيجة هي ارتفاع حرارة منطقة القطب الشمالي بما لا يقل عن أربع أو ست درجات وربما ثماني درجات. «مثل هذا الارتفاع في حرارة الجسم، يكفي لإرسالنا إلى المستشفى إن لم يقتلنا مباشرة»، على حد تعبير الخبراء الذين أضافوا «وإذا ارتفعت سخونة القطب ست درجات، فمن الأرجح أن يذوب نصف الجليد الدائم في العالم بعمق بضعة أمتار، وأن ينبعث معظم الكربون والميثان اللذين تراكما هناك على مدى آلاف السنين. ومن شأن ذلك أن يشكل كارثة للحضارة البشرية من واقع ارتفاع حاد في درجات حرارة الجو».