انتظر الكثيرون الانتقام العادل من حماس لاستشهاد احمد ياسين والرنتيسي، وجاءت العملية الاستشهادية الاخيرة لتثلج القلوب وتسر النفوس ، فهذا الانتقام كان متوقعا في اي لحظة لان الدم الفلسطيني اغلى من ان يهدر عبثا على ايدي الارهابيين الصهاينة الذين قامت دولتهم على الارهاب واستمدت كيانها من العنف والقهر والاستهتار الذي تمارسه القوات الاسرائيلية في كل الاراضي الفلسطينية علنا ومنذ قيام هذا الكيان الغريب الذي استوطن هذا الجزء من الوطن العربي. والعمليات الاستشهادية هي طريق الخلاص اذ ان الكيان الصهيوني، لا يعرف غير لغة العنف بعد ان فشلت كل مبادرات السلام العربية وغير العربية لردع الحكومات المتعاقبة في تل أبيب عن طغيانها وجبروتها وتجاهلها لكل القرارات والاعراف الدولية، فهذه العمليات الاستشهادية هي التي تقض مضاجع الصهاينة، وتؤثر على اقتصادهم، وتلفت نظر العالم الى جرائمهم المنكرة والمتكررة، وقد قدم الشعب الفلسطيني من التضحيات ما لم يقدمه شعب آخر لمواجهة احتلال اراضيه واغتصاب حقوقه وانتهاك حرماته. شعب بهذا التصميم والارادة لا يمكن ان يهزم مهما طال الزمن، وقد فشلت كل المراهنات التي تبنت فكرة نسيان القضية لدى الاجيال الفلسطينية الجديدة، ومن رحم المأساة ولد اطفال الحجارة، ومن عمق المعاناة ولدت الفلسطينية التي تبنت مبادرة الردع والرد على اي عمل اجرامي ترتكبه وزارة الحرب في الكيان الصهيوني، بكل مالديها من مجندين مرتزقة لاينتمون للارض الفلسطينية او التاريخ الفلسطيني، ولعل الاسباب التي جمعتهم ستكون هي نفسها حبل المشنقة الذي سيلتف حول العنق الصهيوني ليضيق شيئا فشيئا حتى تكون النهاية ان شاء الله على ايدي المجاهدين من ابناء فلسطين. ان اي كيان يقوم على الظلم والاستبداد لابد له من نهاية ومثل هذه العمليات الاستشهادية هي التي ستعجل بهذه النهاية، اذا ترك الشعب الفلسطيني يمارس حقه في الدفاع عن نفسه وعن حقوقه المغتصبة واراضيه السليبة، فها هو رغم كل الاحباطات والعراقيل وتجاهل ذوي القربى لمأساته، يترنم بنشيد الجهاد ويتلو مزامير الانتقام العادل لكل ضحاياه. ومن دماء الشهداء تسقى شجرة التحرير لتثمر آلاف المجاهدين الذين يطلبون الاستشهاد لتوهب لهم الحياة الحرة الكريمة. وما من حق يضيع ووراءه مطالب.