للحديث عن التحكيم والأساليب الحديثة لتطويره ومتابعته ومراقبته وصقله ودعمه والارتقاء بمستوياتهفف أود التركيز على المسؤولية المباشرة للاتحادات الوطنية من اجل تحقيق كل هذه الأهداف التي ذكرتفف والتي تسبق وتتقدم على مسؤوليات أي اتحاد قاري ودولي. ونظرا لأن رياضة كرة القدم حاليا وبطولاتها الوطنية بشكل خاص تعتبر الأبرز رياضيا على الصعيد الوطني وفي كل البلدان والقارات دون استثناءفف ولأن النجاح في مثل هذه البطولات الحساسة لا يمكن أن يتحقق دون طواقم تحكيمية وطنية متقدمة تمتلك كل القدرات والكفاءات البدنية والفنية والنفسيةفف فإن في مقدمة واجبات الاتحادات الوطنية وضع المسألة التحكيمية في مقدمة اهتماماتهافف وأن تتولى رصد كل الامكانيات المادية والفنية من أجل بلوغ الصافرة والراية معا مراتب عالية من كفاءة اتخاذ القرار صحة وعدالة وإقناعافف وعلى هذا فإن مسألة استقطاب حكام في سن مبكرة يجب أن تكون في مقدمة أولويات التنسيب لأسرة التحكيم، وأن يتم ذلك وفق معايير دقيقة وعبر اختبارات علمية حديثة تضع الشخصية القيادية في المقام الأول من حيث المظهر والرغبة والذكاء والفطنة وردود الفعل وقدرات اتخاذ القرارفف ومن هنا تبدو لي أهمية تحديث الفحوص والاختبارات الشفهية والنظرية من خلال نقلة نوعية تعتمد على الموهبة الفردية والمهارة العمليةفف على أن تتم متابعة كل أصحاب المواهب من المنتسبين الجدد من خلال محاضرين ومراقبين وأصحاب خبرة تحكيمية عملية يملكون قدرات ايصال النصيحة والمعلومة والتوجيه بأفضل الوسائل والقدرات النفسية والعملية المقنعة، على أن يكون الترفيع من درجة لأعلى رهن الكفاءة والأداء والإبداع دون الالتفات للفترات الزمنية الرتيبةفف وبانتظار هذه الكوكبة التحكيمية المستقبليةفف فإن تطوير وتحديث أساليب الصقل والتحليل والمراقبة والتطوير للحكام العاملين حاليا يجب أن يكون الشغل الشاغل للجان التحكيم الوطنية. وتبدو لي معسكرات الاعداد الصيفية للحكام والتي أخذت تتكرر في أكثر من بلد عربي أمرا في غاية الأهمية من حيث ترسيخ عامل الثقة والدعم للقطاع التحكيمي في الأسرة الكروية، لكن الأهم في رأيي هو في جدية الاعداد التحكيمي للدوري الكروي من حيث ايجاد دائرة أو مكتب خاص بالتحكيم في كل اتحاد كروي تتوافر فيه كل الامكانيات التقنية الحديثة التي تستطيع فرز الخطأ والصواب في القرار التحكيمي خلال فترة زمنية قصيرة تستطيع من خلالها تقدير امكانيات الحكم ومساعديه على أن تتم مساءلة الحكام والمراقبين في كل قرار وتقرير وبالأسلوب الايجابي الذي يحفظ للدوري العام شفافيته وعدالته. ولي عودة في زاوية قادمة لمزيد من الشرح حول أسلوب مساءلة الحكام والمراقبينفف! *الاتحاد الاماراتية