يبدو ان العديد من الاتحادات الوطنية والقارية المتطورة كرويا قد بدأت تتيح الفرصة للتحكيم الانثوي بعبور بداية الدخول والتواجد في مسابقات كرة الرجال الاحترافية.. وهذا ما فعلته اتحادات كل من سويسرا وكوريا والمانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول التي ارادت فسح المجال امام مواهب التحكيم الانثوية من اجل اثبات الوجود في رياضة جماهيرية لازالت قرارات حكامها من الرجال مجال شك متواصل وجدل كثير في صحتها ودقتها وحتى في عدالتها. ولعل ومن خلال خبرة طويلة مع كرة السيدات لعبا وتحكيما تمتد لاربعة عشر عاما بدءا من عام 1989 في اول تجربة عالمية لمسابقة كروية للسيدات استضافتها الصين الشعبية حينها.. وأرادها الدكتور جوها فيلانج رئيس الفيفا وقتها مقدمة لمسابقة كروية دولية اخرى تضاف الى قائمة مونديا الناشئين والشباب والصالات المغلقة التي بدأت واستمرت في عهده وباشرافه وبخطوات جريئة منه. ونجحت المقدمة الانثوية في الصين لعبا وجماهيرية.. في حين استمر الرجال بقيادة مبارياتهن في تلك المسابقة بمساعدة عدد قليل من الحكمات المساعدات من دول تمارس كرة النواعم.. واستمر الشأن التحكيمي على هذه الحال رجالا في الساحة واناثا على الخطوط في اول مونديال رسمي انثوي للاناث عدا ثلاث مباريات فقط كان الطاقم التحكيمي فيها كله انثويا.. ولا زلت اذكر بأن الاتحاد الدولي ومن خلال حرصه على كسب الدروس من تجربة المونديال الانثوي الاول، فقد اعلن عن ندوة خاصة بكرة السيدات استضافتها مدينة زيوريخ السويسرية بعد اشهر قليلة على انقضاء المونديال الانثوي الرسمي الاول.. وكلفت حينها بالحديث عن الشأن التحكيمي في المونديال الاول وعن امكانيات وقدرات السيدات التحكيمية في قيادة مبارياتهن ساحة وخطوطا.. وكنت واضحا وصريحا في ضرورة فسح المجال للسيدات من اجل قيادة مبارياتهن مدعما رأيي باحصائيات دقيقة وبالفيديو عن القرارات التحكيمية خطأ وصوابا بين نخبة الحكمات السيدات ومثلها من الرجال في المونديال الانثوي الاول.. بعدها كان لابد من اتخاذ خطوة شجاعة في لجنة الحكام الدولية بتكليف السيدات فقط في اول مسابقة انثوية اولمبية وتحديدا عام 1996 في دورة اتلانتا الاولمبية وكأس العالم الانثوي في السويد قبلها بعام واحد.. واستطاعت السيدات في كلتا المسابقتين اثبات الوجود وتحقيق ما كانت تحلم به الفيفا يوما بضرورة دخول العنصر الانثوي عالم التحكيم الكروي الصعب من اوسع ابوابه بعدها وبدءا من عام 2000 بدأت الاتحادات الوطنية التفكير بافساح المجال للسيدات بدخول عالم بطولات الاحتراف الوطنية.. ونجحت قلة منهن في دوري الرجال المحترفين في كل من سويسرا وكوريا وكندا والولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل واستطعن التواجد بكفاءة عالية في ساحات المنافسة الكروية الصعبة للرجال. *جريدة الاتحاد الاماراتية