رفض شيوخ عشائر المحافظة أية تسوية أو تفاوض مع حكومة نوري المالكي، إلا بشروطهم، وبخاصة وقف عدوانها، وشهدت عدة مناطق في العراق أعمال عنف استهدفت الشرطة وعناصر تابعة لقوات الصحوات. وذكر مسؤول عراقي أن عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هاجمت نقطة تفتيش للشرطة أمس، ما أسفر عن مقتل ستة من رجال الشرطة شرق مدينة كركوك. وأوضح قائمقام قضاء طوزخرماتو شلال عبدول بابان -في تصريح صحفي- أن نحو عشرة مسلحين تابعين لتنظيم الدولة هاجموا نقطة تفتيش للشرطة قرب قرية السلام بين قضاء الطوز وناحية ينكجا، وقتلوا ستة من عناصر الشرطة واستولوا على أسلحة الشرطة ثم لاذوا بالفرار. وفي الموصل شمالي العراق قتل شخصان، أحدهما شرطي والآخر مدني. ونقل عن مصدر في شرطة محافظة نينوى قوله: إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة، أطلقوا النار في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية من مسدساتهم، باتجاه مدني في الحي الصناعي التابع لمنطقة الكرامة شرقي الموصل، مما أسفر عن مقتله في الحال. وقال المصدر: إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة أطلقوا النار، الليلة قبل الماضية من مسدسات تجاه شرطي أمام منزله في منطقة رأس الجادة غربي الموصل، ما أسفر عن مقتله في الحال، ولاذ المسلحون بالفرار. وفي مدينة بيجي شمال بغداد، أعلنت الشرطة امس عن عثورها على أربع جثث تعود لعناصر تابعة لقوات الصحوات. وقالت مصادر الشرطة: إن المقتولين قضوا ذبحاً، وهم كل من: الشيخ خلف الصحن اللهيبي -أحد قادة الصحوات السابقين- ونجليه وابن أخيه. وفي الأنبار، أمهل محافظها أحمد الدليمي المسلحين في المحافظة سبعة أيام لإلقاء السلاح ضمن مبادرة قال: إنها لإنهاء النزاع هناك، في حين رفض أكثر من سبعين من شيوخ عشائر المحافظة أي تسوية أو تفاوض مع الحكومة إلا بشروطهم. وقال الدليمي: إن المهلة تأتي في إطار «مبادرة سلام» لإنهاء الأزمة في المحافظة -التي تشهد منذ عدة أسابيع عملية عسكرية واسعة النطاق- وإعادة الأمن والاستقرار وإعادة النازحين إلى أماكن سكنهم وتنفيذ عمليات إعمار. وأضاف أن المبادرة تقدم عفواً عاماً لمدة سبعة أيام عن «الشباب المغرر بهم أو الذين أجبروا على العمل مع الإرهابيين وإعطائهم فرصة إلقاء السلاح»، مشيرا إلى أن الجيش سوف ينسحب من مدن الأنبار، وهو أحد مطالب العشائر بالمحافظة. في المقابل، رفض شيوخ عشائر محافظة الأنبار أية تسوية أو مفاوضات مع الحكومة ما لم تكف عما وصفوه بالعدوان على المحافظات الست التي تشهد احتجاجات رافضة لسياسات رئيس الوزراء نوري المالكي. وشدد بيان حمل توقيع سبعين من شيوخ العشائر على رفض أي تسوية مع الحكومة قبل سحب الجيش والمليشيات من مدن المحافظات والاستجابة لمطالب المعتصمين. وأكد البيان أن المجلس العسكري لثوار عشائر الأنبار هو المخول بالدفاع عن شرف وكرامة وحقوق أبناء المحافظة، وأمهل أبناء العشائر 72 ساعة لينسحبوا من الجيش والأجهزة الأمنية والصحوات، التي وصفها بأنها متورطة في الحرب على الأنبار. كما دعا شيوخ عشائر الأنبار الملوك والرؤساء العرب والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى عدم مساندة المالكي في «حربه» لإبادة سنّة العراق بمساعدة إيران بحجة مكافحة الإرهاب، على حد قولهم.