دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العشائر إلى االتصدي للتنظيمات الإرهابية. وقرر تشكيل فصائل مسلحة من الاهالي لمقاتلة عناصر «القاعدة». وابدى استعداده لاستضافة مؤتمر دولي حول الارهاب. وأعلن مصدر امني في الانبار ان اكثر من 30 شخصا قضوا في الهجمات التي تعرضت لها حواجز أمنية حول بلدة الرطبة ( 200كم غرب بغداد) الليلة قبل الماضية، وسقط عشرات الجرحى غالبيتهم من الشرطة. واتهم رئيس مجلس «انقاذ الانبار» «الاخوان المسلمين» بالوقوف وراء تدهور الوضع في المحافظة. وقال المالكي في كلمته الأسبوعية امس إن «تنظيم القاعدة عاد الى ممارسة دوره في هدم بيوت المواطنين وعمليات القتل وتفجير دوائر الدولة، إلا ان المواطنين احتشدوا الى جانب الاجهزة الامنية للوقوف في وجه هذا التنظيم والمتحالفين معه»، واشاد ب»انتفاضة عشائر اللهيب والجبور جنوب الموصل، والحراك الشعبي في الانبار ضد القاعدة». وطالب « باقي العشائر بأن تنتفض على التنظيمات المسلحة التي تجاوزت كل الحدود»، واشار الى ان «هناك جبهة داخلية بدأت تتشكل في العراق من مختلف المكونات والشرائح لمساندة الاجهزة الامنية والوقوف ضد الارهاب». وزاد: «تمّ تشكيل فصائل مسلحة جديدة باسم فصائل ابناء العراق، في إطار تشكيلات ابناء العراق لمواجهة تنظيم القاعدة الى جانب القوات الامنية من الجيش والشرطة». والتنظيم الجديد هو الثاني من نوعه في المناطق السنية بعد «الصحوات» التي شكلتها القوات الأميركية عام 2007 ، وأسمتها الحكومة بعد انسحاب هذه القوات ب»ابناء العراق». ودعا «المحافظات الساخنة للانضمام إلى تلك الفصائل»، لافتا الى ان»لا اعمار ولا بناء ولا تطور في البلاد مع وجود القاعدة والمسلحين». وابدى استعداده لاستضافة «مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب وتوحيد الجهود وتنسيق المعلومات والقدرات التي تمتلكها الدول في محاصرة تنظيم القاعدة الذي ينتشر في اكثر من دولة اقليمية في المنطقة او الخارج». وفي الانبار، قال مصدر في تصريح الى» الحياة» ان « عملية تفجير الجسر 210 بصهريج وقود مفخخ اسفرت عن مصرع 11 شخصا، بينهم 5 من عناصر الشرطة، وقضى 3 من الشرطة عند حاجز غرب الرطبة، و6 اخرين قتلوا عند المدخل الغربي، فيما عثر على جثث 14 شرطي على الطرق الواصل بين البلدة ونقطة الكيلو 160». وكانت الرطبة تعرضت قبل الليلة الماضية لهجوم مسلحين يعتقد بأنهم ينتمون الى «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المعروفة باسم «داعش» من ثلاثة محاور استهدفت حواجز تفتيش تنتشر في المنطقة وعمدت الى تفجير احد الجسور على الطريق الدولي بين العراق والاردن، ما أدى الى قطع الامدادات عن عاصمة المحافظة. ونفى مسؤول محلي في اتصال مع»الحياة» ان تكون الهجمات طاولت مركز الرطبة وقال إن «ما جرى الليلة الماضية(قبل الماضية) هجمات استهدفت ثكنات وحواجز تفتيش امنية في محيط الرطبة ولم تصل الى الداخل». وأكد رئيس مجلس «انقاذ الانبار» الشيخ حميد الهايس في تصريح الى»الحياة» ان « مجموعة مسلحة نفذت هجمات على القوات الامنية في قضاء الرطبة»، مؤكدا « تصدي قوات الامن في القضاء لتلك الجماعات والحاق اضرار كبيرة في صفوفها». واضاف ان « قوات الامن تمكنت من القبض على احد امراء تلك الجماعات، وهو تونسي الجنسية مع مجموعة من ابناء الانبار في سيارات من دون لوحات تسجيل وأعتدة وسلاح، فضلا عن معمل تفخيخ». وعزا اسباب التدهور الامني الذي تشهده المحافظة الى « توفير قادة الاعتصام البيئة الملائمة للجماعات المسلحة واحتضانها ودعمها». ولفت الى ان « خيم الاعتصام توفر شبه حصانه لهذه الجماعات». واتهم « الحزب الاسلامي» (الإخوان المسلمون في العراق) الذي ينتمي اليه محافظ الانبار و»المعممين الجدد بانهم سبب التدهور الامني في المحافظة». وابدى تحفظه عن تشكيل فصائل مسلحة جديدة. وقال ان « المجلس يضم اعضاء اتو بهم من خيم الاعتصام ممن لا يملكون الخبرة والكفاءة». ودعا « مشايخ الانبار ورجال الدين في المحافظة الى الكف عن المهاترات السياسية والوقوف مع قوات الامن في التصدي لخطر الارهاب والقاعدة وابعاده عن المحافظة».