How Full is Your Bucket: Positive Strategies for Life and Work By: Tom Rath & Donald Clifton 128 pp. - Gallup Press كتاب "هل دلوك ممتلئ ؟" للناشر مطبعة جالوب ومؤلفيه توم راث ودونالد كليفتون في صفحاته (128) مبني على مثال صغير لدلو ورجل يملأ الماء. وهو يوضح كيف يمكن حتى لأصغر تفاعلاتنا اليومية مع الآخرين أن تؤثر على علاقاتنا، وإنتاجيتنا، وصحتنا وأعمارنا. فقد درس المؤلف المشارك دونالد كليفتون الآثار الناجمة عن المشاعر السلبية والإيجابية لمدة نصف قرن كامل، وقام مع زملائه باستقصاء ملايين البشر حول العالم أجمع. وقد ساهمت اكتشافاتهم والنتائج التي توصلوا إليها في ظهور مجال جديد تماما، هو "علم النفس الإيجابي". وتمثل هذه الاكتشافات لب كتاب: "هل دلوك ممتلئ"؟ وقد شارك كليفتون من قبل في وضع كتاب آخر سابق حقق نجاحا كبيرا، هو "الآن اكتشف نقاط قوتك". يتميز أسلوب الكتاب بالبساطة والجاذبية، متضمنا قصصا تتعلق باستراتيجيات لزيادة المشاعر الإيجابية بداخلنا، ثم اختبار لقياس "الأثر الإيجابي" لكل قارئ على الآخرين. ورغم صغر حجم الكتاب، الذي تنتهي من قراءته بسرعة، إلا أن أثره يدوم على القارئ وكل من حوله. ويستكشف فريق صياغة هذا الكتاب المكون من جد (دونالد كليفتون) وحفيده (توم راث) كيفية استخدام واستغلال علم النفس الإيجابي بشكل يومي. وكيف يمكن لذلك أن يحدث تأثيرات كبيرة على حياتنا. ووجهة نظر المؤلفين هي أن بداخل كل منا دلو يحتاج لملئه باستمرار بالتجارب الإيجابية، مثل الحصول على تقدير أو ثناء أو مكافأة. وعندما نتعرض لتجربة سلبية، من نقد لاذع أو توبيخ أو لوم، فإن نصيبنا من هذه التجارب الإيجابية في الدلو يتناقص، وتتحول نظرتنا إلى الحياة إلى السوداوية والاكتئاب. والأهم أننا لا نملك رصيدا نمنح الآخرين منه تجارب إيجابية بدورهم. والمعجزة الحقيقية هي أن مكافأة امتلاء الدلو ليست فقط لمن يتلقى الثناء والتقدير، بل لمن يقدمه أيضا. فالتجارب الإيجابية لا تسير في اتجاه واحد، بل في الاتجاهين معا، من والى المتلقي. ويوضح المؤلفان من خلال أمثلة عديدة كيف لا تنطبق تلك النظرية على العلاقات الشخصية فقط، كما يبدو لأول وهلة، بل على علاقات العمل وعالم الأعمال والمؤسسات أيضا. وتقوم هذه النتائج بناءً على استقصاءات لمدة خمسين عاما، كما ذكرنا من قبل، قام بها معهد جالوب الشهير (وهو ناشر الكتاب أيضا). وفي حين يعترف المؤلفان بأن كلنا يواجه نصيبا لا بأس به من الأزمات والتجارب المريرة، فإن رد فعل الفرد على تلك الأزمات يتوقف على مدى امتلاء دلوه بالتجارب الإيجابية، التي تمنحه ثقة بالنفس وطاقة إيجابية تساعده على العمل والعطاء. ويشدد المؤلفان على أن تفاعلاتنا وتعاملاتنا الإيجابية مع الغير هي التي تمنحنا أكبر قدر من البهجة والدافع والإقبال على الحياة. وقد لاقى الكتاب نجاحا كبيرا عند نشره، وأكد كثيرون أنه فتح عيونهم على حقيقة نسوها في زحمة الانشغال بالحياة الحديثة، وهي تحسين علاقاتنا بالغير، والأثر البالغ لذلك علينا وعليهم، وأن هذا من أكبر الإسهامات التي يمكن أن نقوم بها لجعل الحياة أفضل. أما كل من يعتبر ذلك "كلام كتب" نظري، فقد غير رأيه بعد كم البحث العلمي والاستقصاءات على المدى الطويل، ومشاركة معهد جالوب الشهير في هذه الأبحاث. وتماما في بساطة النظرية ذاتها، تأتي الاستراتيجيات العملية التي يقترحها المؤلفان. فهو كتاب يؤكد أن الحياة بسيطة، وبعيدة تماما عن التعقيد، وأن لها مفتاحا سحريا واحدا، هو العلاقات الحسنة والتعاملات الإيجابية مع الآخرين. وهو كتاب يؤكد على أن الإنسان كيان واحد، وأن توجيه كلمة طيبة له في أحد المجالات يؤثر على بقية زوايا حياته كلها. فإذا طبقنا تلك النظرية على عالم الأعمال فسنجد أن لها مردودا إيجابيا للغاية. فهي أفضل مبدأ يمكن أن يعتنقه أي مدير مع مرؤوسيه أو أي رئيس لقسم الموارد البشرية مع العاملين بالمؤسسة. وهو كذلك أساس العلاقات مع العملاء والموردين. فإذا اتخذته الشركات أساسا لثقافتها وتعاملاتها، فستفوز بالعامل البشري، الذي هو أساس أي نجاح وأهم مورد من موارد أي مؤسسة. فالعطاء لا ينتقص مما لديك، كما يعتقد كثيرون. بل هو يزيده، لأنه يعود على الواهب تماما كما يعود على المتلقي. وهو تأكيد مرة أخرى على مسئولية الإنسان عن نوع الحياة التي يحياها، وأن ذلك لا يتوقف على ما يمنحه إياه الآخرون، بل على ما يبادر هو بتقديمه ومنحه.