وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس المجلس الاقتصادي الاعلى بتخصيص 41 مليار ريال لمشاريع خدمية تنموية مختلفة, بالاضافة الى المبالغ المعتمدة لها سابقا, ويأتي ذلك بعد الفائض الذي سجلته الميزانية العامة للدولة, والذي يعود الى الارتفاع غير المتوقع في اسعار البترول.كما امر سموه بضخ رأس مال 9 مليارات اضافية في صندوق التنمية العقاري, وكذلك 3 مليارات لبنك التسليف السعودي وايضا تنفيذ مشاريع في برامج اضافية على مدى 5 سنوات.. وفيما يلي حديث سمو ولي العهد الذي اجاب فيه عن اسئلة المواطنين, في اعقاب ما تناقلته وسائل الاعلام الداخلية والخارجية عن فائض متوقع في ميزانية العام الجاري. @ صاحب السمو الملكي كثر الحديث مؤخرا عن فائض الميزانية فهل لسموكم الكريم ان يحدثنا عنه؟ * في البداية نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا نحصيها على هذه البلاد واهلها وهذا الفائض الذي جاء نتيجة ارتفاع غير متوقع في اسعار البترول منة من منن المولى عز وجل وسوف ينفق الفائض كله فيما يحقق رفاهية المواطنين الكرام مع التركيز على المشاريع ذات الاثر المباشر والكبير للمواطنين ومع الحرص على ان تكون شاملة لكافة مناطق المملكة وبالذات المناطق الاكثر احتياجا الى المرافق والخدمات العامة وقد وجهنا وزير المالية بتخصيص مبلغ واحد واربعين الف مليون ريال من الفائض لهذا الغرض. @ ولكن يا صاحب السمو نقلت بعض وسائل الاعلام ان الاولوية سوف تكون لسداد جزء من الدين العام فما صحة ذلك؟ * الدين العام كأي دين هو حق يجب سداده والدين العام بالذات يؤثر على نحو مباشر على سمعة الاقتصاد ومتانته كما انه يثقل الاجيال القادمة باعبائه ولهذا جاء قرارنا بان يوجه الجزء الاكبر من الفائض لسداد جزء من هذا الدين الامر الذي سوف ينعكس بإذن الله ايجابا على الاقتصاد السعودي كما انه سيمنحنا المزيد من المرونة في الميزانيات القادمة تمكننا من تحويل جزء من المبالغ المخصصة لخدمة الدين الى الانفاق التنموي بما في ذلك بناء التجهيزات الاساسية وصيانتها وتجديدها. @ صاحب السمو الملكي لاشك ان سداد جزء من الدين العام ضرورة اقتصادية ملحة ولكن المواطن العادي قد لا يحس باثر هذا السداد فهل هناك من كلمة للمواطنين في هذا الصدد؟ * اود ان اذكر اخواني وابنائي المواطنين بان حكومة خادم الحرمين الشريفين اخي الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهي تضع نصب عينيها مصلحة الاجيال القادمة لا تغفل رخاء هذا الجيل وراحته ومن هذا المنطلق تقرر ان يخصص من الفائض مبلغ ثلاثين الف مليون ريال تنفق على مدى خمس سنوات على القطاعات الاجتماعية والاقتصادية ذات المساس المباشر بحياة المواطن اليومية في مختلف مناطق المملكة وهذه اعتمادات اضافية غير ما يخصص سنويا لهذه المشاريع والبرامج في الميزانيات السنوية للدولة. @ هل لسموكم الكريم ان يتفضل باعطائنا المزيد من التفاصيل عن القطاعات التي ستخصص لها هذه الاعتمادات الكبيرة؟ * عندما اخترنا هذه القطاعات اخذنا بعين الاعتبار ما لمسناه ورأيناه وسمعناه بأنفسنا من احتياجات المواطنين الاعزاء في شتى مناطق المملكة كما اننا استرشدنا بآراء الخبراء من مواطنينا وعلى هذا الاساس تقرر ان توزع الاعتمادات الجديدة وقدرها ثلاثون الف مليون ريال اضافة لما يعتمد سنويا لتلك المشاريع والبرامج في الميزانية وتخصص للبرامج التالية: اولا: برنامج مشاريع شبكات المياه والصرف الصحي وتصريف السيول. ان الاعتمادات المخصصة لهذا الغرض سوف تسهم بإذن الله في ايصال المياه الى عدد من المدن والقرى والى حل مشكلة الصرف الصحي التي تعاني منها بعض المناطق بالاضافة الى تجنيب انفس المواطنين واموالهم الآثار السلبية للسيول. ثانيا: برنامج عاجل لاقامة طرق سريعة وفتح طرق مزدوجة ومفردة جديدة داخل المدن والقرى وخارجها. ان الاهتمام بوسائل المواصلات اولوية اساسية من اولويات الدولة منذ ان اقام كيانها جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وكما هو معروف فان المملكة العربية السعودية اشبه ما تكون بالقارة في اتساعها وامتدادها وتفرقها وسوف تساعد الاعتمادات الجديدة بإذن الله على تسهيل الانتقال بين اجزائها بيسر وامان. ثالثا: برنامج لتطوير الرعاية الصحية الاولية بكافة المناطق. ان اهتمامنا بهذا القطاع راجع الى اقتناعنا الراسخ بان الوقاية خير من العلاج وانتشار مراكز للرعاية الصحية الاولية سوف يؤمن العناية الضرورية للام وللطفل ولكافة افراد الاسرة ويحل مشاكلهم الصحية اولا باول ويجنبهم بعون الله مغبة الامراض التي يؤدي اهمالها الى استفحالها في المستقبل وصعوبة علاجها. رابعا: برنامج سريع لاستكمال بناء المدارس. اننا نؤمن ان ابناءنا وبناتنا هم عدة الغد وذخيرة المستقبل وكل استثمار في تعليمهم هو ضمانة لرفاه الاجيال القادمة ونحن نعلم ما يعانيه ابناؤنا وبناتنا في المساكن المستأجرة التي يدرسون فيها حاليا وسوف تتيح الاعتمادات الجديدة بعونه تعالى بناء المزيد من المدارس التي تتوفر فيها كافة المستلزمات الصحية والتربوية وتؤمن البيئة المناسبة للدراسة. خامسا: برنامج لدعم التعليم الفني والتقني وزيادة الطاقة الاستيعابية له وتطويره وفقا لحاجة سوق العمل وهذه الاعتمادات الجديدة سوف تؤدي بإذن الله الى تدريب اعداد متزايدة من الشباب السعودي تدريبا متطورا فعالا يؤهلهم لاخذ مكانهم المشروع في سوق العمل ويتيح لهم الاستفادة الكاملة من فرص العمل الجديدة الامر الذي سيسهم اسهاما كبيرا في حل مشكلة البطالة وهي مشكلة لن يطول حلها بإذن الله. @ صاحب السمو الملكي كل هذه مجالات حيوية وضرورية فهل هناك بالاضافة اليها نصيب لقطاع الاسكان؟ * لقد قمت قبل حوالي سنتين بزيارة تفقدية لبعض احياء الرياض القديمة وشاهدت بنفسي الاوضاع السكنية غير اللائقة التي يعيش في ظلها عدد من المواطنين الاعزاء والصور التي رأيتها لم تبرح ذاكرتي وانا ادرك ان ما رأيته خلال تلك الزيارة هو مشهد يتكرر في مناطق اخرى من وطننا الغالي والنية معقودة بإذن الله على تهيئة اسباب السكن الملائم المريح للمواطنين كافة بشكل تدريجي منتظم ومن هذا المنطلق تقرر تخصيص تسعة آلاف مليون ريال من الفائض لزيادة رأس مال صندوق التنمية العقارية وذلك لمقابلة الطلب على القروض وتقليص فترة الانتظار وهذه التسهيلات بالاضافة الى التسهيلات التجارية والمشاريع السكنية التعاونية والخيرية وجزء منها قد بدأ نشاطه بالفعل وظهرت نتائجه والجزء الآخر سوف تظهر نتائجه قريبا سوف تمكن عددا متزايدا من المواطنين من تملك مساكنهم الخاصة وادعو الله ان يجيء يوم لا نرى فيه مواطنا سعوديا واحدا بدون سكن لائق. @ صاحب السمو الملكي لقد بدأت فرص العلم في الدولة تضيق وتضخم الجهاز الحكومي على نحو لا يسمح باستيعاب المزيد من طالبي العمل فهل هناك خطة لدى الدولة لفتح آفاق جديدة للعمل أمام راغبيه؟. * تحدثت قبل قليل عن زيادة الانفاق على التدريب المهني والتقني وأود ان اضيف انه تقرر ان يخصص من الفائض اعتماد لزيادة رأس مال بنك التسليف السعودي من أقل من الف مليون ريال الى ثلاثة آلاف مليون ريال وهذا المبلغ سوف يخصص لاقراض ذوي الدخل المحدود وبالاضافة الى ذلك وربما بقدر اكبر من الاهمية سوف يعطي القروض للشباب السعودي الطامح الى الاشتغال بمهنة ولاينقصه سوى التمويل لبدء مشروعه المهني وهذه القروض بالاضافة الى التسهيلات التي يوفرها صندوق المئوية سوف تكون بعد الله أكبر عون يمكن كل شاب طامح جاد من تحويل آماله واحلامه الى مشاريع منتجة تفيد صاحبها وتفيد الاقتصاد الوطني. @ هل من كلمة أخيرة ياصاحب السمو؟ * كلمتي لاخواني وابنائي المواطنين هي ان يغتنموا الفرص التي تتيحها لهم التنمية والمساهمة الفعالة في بناء الوطن وان المستقبل طريق محفوف بالعرق والجهد وان العمل المهني اليدوي عمل نبيل شريف وانني اتوقع ان يقابل المواطنون بادرة الدولة والمتمثلة في اعتماد تخصيص مبلغ واحد واربعين الف مليون ريال لراحتهم ولرفاهيتهم وان يقابلوها بالتفاني في العمل والنشاط وهم فاعلون ذلك ان شاء الله.