بدأ الكثير من الشباب والفتيات يتمرد على كل ما هو تقليدي في حياة الآباء والأمهات ويبحث عن الجديد والغريب في كل شيء بل ويمارس هوايات لم يسبق لها بحثا عن التميز والحياة الحضارية مما أوجد الكثير من المشاكل بين المراهقين وأبنائهم وآبائهم لتفسير ما يحدث فيما ينصح الكثير من علماء النفس بعدم التشديد عليهم في تلك الفترة واتخاذ أسلوب الحوار الهادئ لتوصيل الأفكار الصحيحة لهم دون ان يشعروا بالتحكم بهم او فرض شخصيتنا عليهم وليستقلوا بأنفسهم في الطريق الصحيح. (اليوم) التقت ببعض الشباب الذين تحدثوا عن هواياتهم وطرقهم المتميزة: (مشاري)- شاب جامعي في ال19 من عمره, شخصيته هي سيارته, وسيارته هي حياته وأحلامه. وهو مشهور في الأوساط الشبابية وكل من لديه اهتمام بالسيارات ال(سبور) والتسابق بها. ويتحدث عن هوايته قائلاً: هي هوايتي الأولى والمفضلة, ولا أفكر في أي شيء غير سيارتي البورش التي أحرص على شراء إكسسوارات جديدة لها كل شهر, وأحرص أيضاً على تنظيفها وتلميعها كل يوم.. أهتم بها كثيراً, لدرجة أن صاحب أحد المقاهي بالخبر طلب مني أن أقف بسيارتي أمام المقهى لمدة ساعتين يومياً فقط مقابل 100 ريال لكل ساعة, لأنه يعلم جيداً أن المكسب سيكون أكثر بكثير بفضل سيارتي التي سيتجمع حولها مئات الشباب, لكني رفضت.. لأن طموحاتي وأحلامي لا علاقة لها بالمكسب السريع.. فكل ما أحلم به الآن أن يكون هناك سباق للسيارات في المنطقة.. منها نشغل وقت الفراغ في الصيف.. ومنها نجرب هواية جديدة ومثيرة . ويتابع قائلاً: مسألة السباق ليست موضة شبابية أو هواية جديدة.. إنها هواية يمارسها الشباب في الخارج, أتمنى كثيراً أن يبدأ الشباب بممارستها هنا.. بدلاً من التفحيط ومعاكسة البنات في المجمعات. شاب آخر التقته (اليوم)- 18 عاماً-, برأس محلوق ومعه رفاقه برؤوس محلوقة على الصفر ويضعون قبعات انتشرت بين الكثير من الشباب في الفترة الأخيرة. يتحدث عن نفسه مفضلاً عدم ذكر اسمه, قائلاً: درست فترة طويلة في لندن فتأثرت بزملائي هناك, وتعلمت منهم ومن الحياة هناك آخر صيحات الموضة في قصات الشعر والملابس.. وكذلك لأنني كنت ولا زلت أتابع مجلات إنجليزية للشباب, فيها أحدث التقاليع في كل شيء يهم الشباب من الجنسين. وهنا يكمل الحوار رفيقه (طلال)- 17 عاماً- الذي لا يرتدي الزي الوطني كما يقول الا بضغط من الأهل لأجل حضور مناسبة ما.. وعندما سألناه لماذا؟.. أجاب: لكي أكون (ستايل), بمعنى أن تصبح لي ميزة في مظهري.. ولأن البنطلون والبرمودا أسهل بكثير في الحركة من الثوب الذي يقيدني خصوصاً إذا ارتديت معه الشماغ. فتاة في ال16 من عمرها.. (حلا) تقول: أسأل لماذا نلام على طريقتنا في الحياة واللباس.. إنه القرن ال21 ونحن جيل مختلف عن الأجيال السابقة, وكل جيل مع احترامي له مظهره وأسلوبه الخاص. وتتحدث عن نفسها قائلة: أختار ملابسي على طريقة نجمتي المفضلة. وعن أحدث التقليعات في عالم الإكسسوارات بين الفتيات, تقول (حلا): الموضة الآن هي الحلق البلاستيكي الملون.. وتقول شقيقتي الكبرى أنها كانت موضة أيام الثمانينات وعادت هذه السنة وبقوة!.. حتى الملابس.. عادت على طريقة الثمانينات.. وتعجبني كثيراً هذه الموضة فهي تبرز أنوثة الفتاة أكثر من أي موضة أخرى. قليل من النصائح (اليوم) كان لها اتصال بالدكتور أحمد شوقي العقباوي- أستاذ الطب النفسي- الذي يلوم الآباء على تحكمهم في أبنائهم المراهقين, قائلاً: دعوهم ولكن.. لا بأس بقليل من النصائح بطريقة خفيفة وغير مؤذية.. كأن تسألونهم: هل هذه فقط هي الحياة؟.. ذلك هو السؤال الذي لا بد أن يسمعوه لا أقل ولا أكثر. فليغامروا ولكن.. عليهم أن يفهموا في النهاية بأنفسهم الخطأ من الصواب.. بحيث تكون مرحلة ولا تكون نمط حياة. أما إذا مارس الآباء أو ولاة الأمور سياسة التشديد واستمروا على هذا الأسلوب في التربية, فسيواجهون في النهاية نفوراً من أبنائهم وتمرداً ومشاغبة أكثر!.. اسمعوهم بآذان أعمارهم وليست أعماركم.. حاولوا أن تكونوا أصدقاء لهم, أو على الأقل ضعوا أنفسكم داخل عالمهم لتتمكنوا من فهمهم جيداً.