إن قرار شارون بناء 533 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية يفوض بدرجة كبيرة دور الولاياتالمتحدة الذي تقوم به في الشرق الاوسط كوسيط نزيه في عملية السلام. ان الفلسطينيين والدول العربية محقون في ابداء سخطهم وغضبهم على مثل هذه الخطط الرامية الى بناء مزيد من الوحدات السكنية داخل حدود المستوطنات القائمة الحالية. أن الاسرائيليين يبررون عملية البناء بأنها وسيلة لاستيعاب "النمو الطبيعي" لسكان المستوطنات. وقالت إن الوحدات السكنية الجديدة ال 2167 التي تعتزم اسرائيل بناءها تنتهك خطة خريطة الطريق التي توسطت إدارة الرئيس بوش في وضعها لتكون أساسا لإتفاق سلام بين الاسرائليين والفلسطينيين. ان تلك الخطة تحظر كافة عمليات البناء بما فيها تلك التي تتم بغرض استيعاب "النمو الطبيعي". ان إدارة الرئيس بوش بفشلها في التنديد بانتهاك اسرائيل للحظر الذي تفرضه خطة خريطة الطريق تعزز ايضا القضية التي يتذرع بها الارهابيون العرب بأن الولاياتالمتحدة ليست مهتمة إهتماما حقيقيا بإقامة دولة فلسطينية. أن كل دولار ينفق على وسائل الإعلام الأميركية التي تصل إلى العالم الإسلامي يذهب هباء على ما يبدو حينما تعلن عناوينها الرئيسية عن دعم الولاياتالمتحدة لبناء مستوطنات إسرائيلية جديدة ويتردّد صدى هذا الإعلان في كافة أرجاء الشرق الاوسط. إن حجة حكومة الرئيس بوش في التغاضي عن توسيع المستوطنات الجديدة هي أن ذلك سيساعد موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون داخل حزب الليكود بحيث يتمكن من تحسين فرصه للفوز بموافقة أعضائه على الانسحاب الأحادي للمستوطنين الإسرائيليين من قطاع غزّة. فى النهاية نرى أن البيت الأبيض يُخطئ بتضحيته باهدافه على المدى الطويل في عملية سلام الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب وبتعلقه بالأمل في التأثير على السياسة الإسرائيلية الداخلية على المدى القصير. إن الشعب الإسرائيلي يحبذ الانسحاب من غزّة كما يحبذه أيضا حزب العمل المعارض. وإن على عاتق شارون وحده تقع مسؤولية تحمل تلك الضغوط الكبيرة لتحقيق ذلك لا الرئيس بوش.