عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بدولة قطر صدر كتاب (أوراق ثقافية) ويضم مجموعة من المقالات الثقافية والمتنوعة التي سبق للكاتبة أن نشرتها في الصحف، واختتمت هذه المقالات ببحث عن القصة القصيرة في ظل المتغيرات وتبرز أهمية هذا البحث من كون الكاتبة واحدة من أوائل كتاب القصة في قطر والخليج حيث يتركز معظم إنتاجها الإبداعي في مجال القصة، وإن كانت لها بعض القصائد التي تجمعها في ديوان واحد وتتنوع موضوعات كتاب (أوراق ثقافية) لتشمل معظم قضايا الثقافة مثل المبدع والانتماء وعدوانية الحوار والشعر العربي المعاصر إلى أين، والتفكير الإبداعي، والثقافة العربية والعولمة وجمالية النص، والسينما والثقافة، وأدب الطفل وثقافة السلام، وغير ذلك من الموضوعات الثقافية التي بلغت ثلاثين مقالا منها بحث واحد عن القصة القصيرة. لقد تلمست الكاتبة بعض القضايا الثقافية وطرحتها وفق ما تقتضية المقالة الصحفية من اختصار يدفع الكاتبة إلى تكثيف رؤيتها النقدية حول المواضيع المطروحة دون التعمق أو الاسترسال مما لا تسمح به المساحة المتاحة للمقالة الصحفية، خاصة في كتابة الزاوية الاسبوعية فهذه المقالات تم اختيارها من مقالاتها الأسبوعية التي تنشرها في جريدة الراية القطرية، تحت عنوان (فيض الخاطر) وهي مقالات متنوعة وما يجمع بين هذه المقالات هو الهم الثقافي المتجدد في عالم يمر بالأحداث والمستجدات المتلاحقة. وكما عرفت المبدعة الدكتورة كلثم جبر ككاتبة قصة قصيرة متميزة فقد قدمها هذا الكتاب ككاتبة مقالة متمرسة واضحة الرؤية والهدف، في سعيها للمساهمة في تخليص الثقافة من الشوائب التي تسربت إليها على أيدي العابثين بالثقافة فمن لا يملكون استعداداً فطرياً ولا مكتسباًَ للولوج إلى عالم الثقافة الذي يرفض غير المؤهلين له لذلك فإن الكاتبة في أحد مقالات الكتاب ترفض الترويج للثقافة الرديئة وفي ذلك تقول: من عجائب الأمور أن تروج البضاعة الرديئة بشتى السبل، وتهيأ لها مناخات الاستهلاك، ليقبل الناس عليها رغم رداءتها، وهذا السلوك الاستهلاكي ينسجم تماما مع ما يسود الحياة المعاصرة من أنماط حياتية، أصبحت سمة العصر دون منازع. في هذا السياق يأتي الاهتمام بلون أدبي هجين لا هو بالشعر فينظم ولا هو بالنثر فيهضم، وما هو إلا تهويمات وصور هلامية، وعبارات كلامية، وجمل غير مفيدة. الكتاب من القطع الصغير وجاء في 178 صفحة وصدر عام 2003م .