يتحدث السعوديون هذه الأيام عن الانتخابات البلدية وما يمكن أن يحققه المنتخبون للمجتمع من طموحات، فهي فرصة لبروز الكفاءات الوطنية التي يعلق عليها المواطنون الكثير من الآمال والتوقعات الإيجابية المشجعة. ويستطيع المواطنون التعرف على المرشح المناسب من خلال توافر معايير عديدة تساهم في اختياره مثل التعليم والخبرة والسمعة الطيبة وما يحمله من أفكار لتطوير المنطقة أو المدينة التي أنتخبه أهلها لتحقيق ما يرجونه ويتطلعون إليه من تطوير على المستوى البلدي. والشخص المتعلم يستطيع تقديم الكثير للمنطقة أو المدينة التي يمثلها لأن لديه القدرة على التفكير والعطاء بفضل الله ثم بفضل تعليمه. وكل ما كان التعليم في نفس المجال الذي يمارسه ويعمل فيه كانت النتائج فاعلة، فالإداري تزيد كفاءته الإدارية بما تعلمه من مفاهيم إدارية خلال دراسته، وكذلك المهندس يزيد عطاؤه في المجال الهندسي، لذا فالشخص المناسب يجب أن يكون في المكان والمجال المناسب. وقد يبرز مهندسون في مجال الإدارة لأنهم اكتسبوها بالخبرة والممارسة، لكنهم لن يكونوا أفضل من المديرين الناجحين الذي اكتسبوها بخبرتهم وتخصصهم فيها. فمهارات التخطيط والتنظيم والقيادة والتحكم والرقابة الفاعلة وتقويم النتائج وتصحيحها يكسبها المدير بالتعليم النظامي ويزيدها من خلال الحياة العملية، أي أنه يكمل ما تعلمه بالتطبيق والخبرة العملية، وهذا ما رغبت الإشارة إليه حول الاختلاف في إدارة الإداري للموظفين وإدارة المهندس للموظفين. ولا أشك في أن تعليم الشخص المرشح في المجلس البلدي له أهمية كبيرة في تصويت الناخبين له. وتضيف خبرة المرشح قوة كبيرة لتعليمه ما يجعله أوفر حظاً من المرشح المتعلم الذي لا يتمتع بخبرة كافية تساعده على العمل بنجاح مع الآخرين بعد انتخابه. الخبرة تبرز المهارات الأخرى التي لا يستطيع التعليم وحده إبرازها في الشخص المنتخب، فهي تبرز قدرته على التفاعل مع الآخرين سواء الذين يعمل معهم أو المواطنون الذين يأملون منه تحقيق طموحاتهم وأهدافهم التي انتخبوه لتحقيقها. ولا يتوقف نجاح الشخص المنتخب على توافر قدرات ومهارات معينة فيه فحسب، بل يجب أن يكون ذا سجل أخلاقي نظيف من حيث السلوك الشخصي والاهتمام بالمصلحة العامة. شفافية المرشح للانتخابات البلدية شرط أساسي، بحيث يكون لديه خطة شاملة لما سيقوم به من عمل يخدم المواطنين (خطة عامة). ويجب أن نتوخى الحذر من الذين يريدون تحقيق مصالح شخصية ووجاهة من خلال الانتخابات البلدية لأنهم سيجعلون المجلس البلدي أشبه بالبورصة عندما يشترون أصوات الناس للوصول إلى غاياتهم. وليحذر الناخبون من العنصرية عند اختيار المرشح لأنها خطيرة وتفشل الأهداف التي من أجلها يسعى الناخبون لترشيح وانتخاب من يثقون به لتحقيقها. ويجب أن يكون الانتخاب للشخص المناسب على أسس صحيحة من حيث التعليم والخبرة والنزاهة والسمعة الطيبة للمرشح، وليس على أساس أي نوع من الانتماءات الجغرافية والعرقية والطائفية والقبلية وغيرها من العناصر المؤثرة سلباً في تفعيل الانتخابات البلدية.