الموهبة كنز إذا حافظ عليه الإنسان استطاع أن يبدع من خلاله وأن يخلق من نفسه شيئاً ذا قيمة لنفسه وللمجتمع. ولعل موهبة الرسم تعد من المواهب التي تسعى الكثير من الفتيات للتمسك به، كونه أحد أهم الفنون المتاحة للفتاة. طاهرة.. صديقة.. وآمنة ثلاث أخوات أحببن هذه الموهبة ويسعين للحصول على لقب فنانة... دورات صيفية فقط طاهرة لم تدخل دورات في تعلم الفن التشكيلي، كل ما استطاعت الحصول عليه هو بعض الدورات الصيفية التي يقيمها النادي الصيفي للفتيات بسيهات. إلا أنها استطاعت أن تدخل دورة خاصة بالرسم هذا الصيف، تعلمت كيف ترسم الأشياء على طبيعتها وتعلمت كيف تتقنها، وكيف تتجنب الرتوش... وعلى الرغم من أن عمر الدورة لا يتجاوز الشهر إلا أنها حاولت أن تستفيد منها في تنمية مهارتها في الرسم، فهي الآن ترسم لوحات زيتية. ولا تكتفي بالرسم في الفصل فقط بل تجلب أدواتها للمنزل وتمكث الساعات أمام لوحاتها لتخرج بعمل تعتقد أنه رائع ويرضي المعلمة. أمنية.. وتقول طاهرة منذ أن كنت في السابعة من عمري وأنا أهوى الرسم وأتمنى أن أكون فنانة، إلا أنه ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.. هكذا تعلمنا في المدرسة، وأضافت قائلة الطالبة المتفوقة تستطيع تحقيق طموحها.. هذه مقولة رسخت في ذهني وسأعمل على تحقيقها. وباعتبار أن ممارسة الرسم في المدرسة لا تلبي الطموح فقد سعت بتوجيه من والدتها للالتحاق بالدورات الصيفية، فهي الفرصة الوحيدة إلا أنها لا تمتلك وقتاً غيره، وكانت آخر دورة التحقت بها قبل سنتين. أما هذا العام فقد كانت بالنسبة إليها نقلة جيدة في إتقانها الرسم. بين الفن والرسم طاهرة تميز بين الفن والرسم وتقول مازلت في طور الرسم والتجربة، فأنا أرسم كل ما يمكن أن تقع عليه يدي، وعادة ما أقلد لوحات الفنانين المعروفين في البلد، وتضيف قائلة عندما أتقن ذلك سأستقل وأبدع لوحات من خيالي. وعندما سألناها إن كانت قد استفادت من مدرسات الرسم في المدرسة قالت دون تردد معظم مدرسات هذه المادة في المدارس لا يخرجن فنانات. الفن والحياة صدّيقة ذات الإثني عشر ربيعا ليس لديها جديد تضيفه، إلا أنها تعتقد أن الفن له دور كبير في الحياة، فهو تعبير عما في النفس من أفكار وهو يجعل الإنسان يشعر بالفرح والسعادة وهي كأختها تعرف أن الرسم بداية للفن، فمهما كان الإنسان رساماً فإنه يبقى مجرد ناقلاً للطبيعة أو اللوحات. تعلمت صديقة كيف تقتفي لحظات الطبيعة ومن ثم تدرجت في تعليم الرسم بالرصاص إلى أن أخذت هذا العام ترسم بالألوان الزيتية، وهي تتمنى أن تصبح فنانة يشار لها بالبنان وتعتقد أنها ستصل إلى ذلك. الفن وعمر الإنسان أما أختهم الثالثة فهي آمنة، فمازالت في بداية الطريق ولكنها ترسم وتمزق ولا تمل من التجربة حتى تصل إلى مبتغاها. وهي لم تتجاوز السنوات التسع لكنها تقول الفن ليس بعمر الإنسان.. المهم أن نخلص وأن نرسم ونضع في حسباننا أننا مقبلون على شيء نحبه. من أعمال صديقة