تسعى محافظة الاحساء جاهدة لملاحقة التطور والنهضة العمرانية بلا عنوان، وهوية مجهولة في اغلب شوارعها.. وتأخذ من غموض شوارعها شعارا، بسبب فقدانها المسميات، ما عدا بعض الشوارع الرئيسية فقط، التي تعد على اصابع اليد.ومع ان بعض شوارع الاحساء سميت مؤخرا، الا ان الداخل اليها سرعان ما يقف محتارا امام شوارعها.. فلا يستطيع الوصول الى المكان الذي يريده، الا بصعوبة شديدة بعد التيه والضياع وسؤال هذا وذاك.. مع ان الاحساء تعتبر نقطة عبور دولية، تجمع المارة الى المملكة من دول خليجية عديدة، منها قطر والامارات وسلطنة عمان، وكذلك اهل مملكة البحرين قاصدو الدول الخليجية الاخرى.. فكم تجد الكثير من اهالي دول الخليج يبحثون عن طرقهم ومقاصدهم، الذين يفترضون وضع لوحات ارشادية مكثفة وتسمية شوارعها الرئيسية والفرعية، لما تحمله من اهمية بالغة بالنسبة للمحافظة والعابرين بها. فرغم التطور والتقدم العمراني الذي تشهده المحافظة، والجهود الكبيرة التي تبذلها البلدية في الارتقاء بأحيائها، لتواكب توسع نطاقها العمراني، الا ان الوصول الى الاحياء الجديدة ليس بالامر السهل، ويصعب على من يدخل هذه الاحياء لاول مرة ان يعرف اين موقعه، والى اين سيتجه، والسبب يرجع الى غياب اللوحة التي ترشده، حيث لا توجد لوحة ارشادية يتجه معها الى الشارع او الحي المقصود. الاحسائيون يضيعون يستغرب جاسم محمد الجاسم، (احد سكان مدينة المبرز) من افتقار المحافظة للوحات، رغم اهميتها الدولية وموقعها الجغرافي الهام، فالاحياء والشوارع تغيب عنها اللوحات الارشادية التي تتركز في الطرق الرئيسية فقط. ويضيف الجاسم: لن تصدق اذا قلت لك، وانا من سكان المحافظة انني لا اعرف مسميات بعض الاحياء، بل ان هناك اسماء مختلفة للحي الواحد، فالناس قد يطلقون عليه اسما معينا والبلدية والجهات الحكومية تطلق عليه اسما آخر. وهذا الاختلاف سببه عدم الثبات رسميا على مسمى واحد ينهي المعاناة.. فعلى سبيل المثال هناك شارع في المبرز يفصل بين حي المنح وحي الشروفيه، تعددت مسمياته، فمنهم من يطلق عليها شارع الشروفية، او يطلق عليه بأبرز معلم فيه.. (شارع مطعم كتكوت، شارع نادي الفتح، شارع الشلال).. ما تدري أيها اصح. مشكلة كبرى ويذكر عمر محمد الحمد ان الاحساء تقع في مشكلة كبيرة، لان القاصدين من المناطق والدول الاخرى لا يوجد لهم طريق الا عن طريق يقع داخل المدينة، ليمر باشارات متعددة ومفترقات طويلة وازدحام كبير، فمن الطبيعي ان يتيه الزائر او المار بين معمعة العمران.. فالحل هو الطريق الدائري الذي دشنته مؤخرا بلدية الاحساء، لكن السؤال يبقى: أين اللوحات الارشادية التي تمكن المار من اجتياز الاحساء؟ وكيف للزائر ان يصل الى الحي او المنطقة التي يريدها؟.. لا يبقى الا السؤال عند الاشارات المرورية، لتصبح هذه الظاهرة سمة واضحة عند العديد من الشوارع الرئيسية في المحافظة. واكد الحمد على ضرورة تحديد اتجاهات الاحياء في كافة الشوارع الرئيسية والفرعية وعند اشارات المرور، حتى يسهل على الجميع معرفة الاحياء.. وتنتهي بذلك معاناة الاهالي والزوار. مشروع التسمية ويرى ابراهيم عبدالوهاب المهاوش ان من الخطأ الواضح ان تكون لمحافظة كبيرة بهذا النشاط العمراني الملحوظ، وهذه الاهمية البالغة، لا تكون معظم شوارعها واحيائها معلومة لدى السكان والضيوف الذين يحلون عليها.. فمن المفترض ان تسارع البلدية وتعجل باخراج وتدشين مشروع تسمية الشوارع ووضع ارشادات لتلك المسميات اسوة بباقي مناطق ومحافظات المملكة. ويضيف: هناك لوحات ارشادية قديمة وصغيرة تعود لسنوات ماضية، أكل عليها الدهر وشرب، واختفت ملامحها، حتى غدت تشوه المنظر، وهي عائق لجمال الطريق، اضافة الى انها مع التقدم العمراني وتغير الحركة اصبحت لا تتناسب مع جمالية المكان وغير مناسبة بالنسبة لموقعها.. ولكنها باقية. لوحة قديمة تربك الزائر ولاترشده