لقد حصدت المرأة الغربية الويلات تلو الويلات من دعوة المساواة بين الرجل والمرأة - نعم ناضلت المرأة الغربية كثيرا من اجل المساواة, فماذا حققت؟ تقول المحامية الفرنسية كريستين: سبعة اسابيع قضيتها في زيارة كل من بيروت ودمشق وعمان وبغداد, وهأنذا اعود الى باريس, فماذا وجدت؟ وجدت رجلا يذهب الى عمله في الصباح.. يتعب.. يشقى.. يعمل.. حتى اذا كان المساء عاد الى زوجته ومعه خبز, ومع الخبز حب وعطف ورعاية لها ولصغارها. الأنثى في تلك البلاد لا عمل لها الا تربية جيل, والعناية بالرجل الذي تحب, او على الاقل بالرجل الذي كان قدرها. وفي الشرق تنام المرأة وتحلم وتحقق ما تريد.. فالرجل قد وفر لها خبزا وحبا وراحة ورفاهية. وفي بلادنا حيث ناضلت المرأة من اجل المساواة, فماذا حققت؟ انظر الى المرأة في غرب اوروبا, فلا ترى امامك الا سلعة, فالرجل يقول لها: انهضي لكسب خبزك, فأنت قد طلبت المساواة, وطالما انا اعمل, فلابد ان تشاركيني في العمل لنكسب خبزنا معا, ومع الكد والتعب والعمل, تنسى المرأة انوثتها, وينسى الرجل شريكته في الحياة, وتبقى الحياة بلا معنى ولا هدف. لقد اصبحت المرأة عاملة في مصنع بدعوى المساواة تقف على قدميها الساعات الطوال وهي تلبس زي العمال الذي لايفرق بين الرجل والمرأة. واصبحت بائعة في متجر او عاملة في مطعم بدعوى المساواة تتعرض للمضايقات والتحرشات واللصوص وغيرهم, واصبحت عاملة في المطارات ومواقف الحافلات والقطارات تحمل الحقائب على ظهرها بدعوى المساواة, واصبحت عاملة نظافة تكنس الشوارع وتحمل النفايات الى اماكنها بدعوى المساواة واصبحت حارسة أمن على الشركات والمتاجر والبنوك وغيرها بدعوى المساواة. وياليتها بعد ذلك التحرر حصلت فعلا على المساواة المزعومة ولكن الواقع ينكر ذلك. ففي استفتاء اجراه مكتب الاحصاء في الولاياتالمتحدةالامريكية ان 66% من النساء العاملات في واشنطن يعاملن بصورة اسوأ من الرجال في حالة التنافس للحصول على وظائف قيادية وادارية, و56% منهن يعاملن بصورة اسوأ في الحصول على الترقية, وقالت 58% من النساء العاملات انهن يتقاضين اجورا اقل من الرجال مع انهن يؤدين الاعمال نفسها التي يؤديها الرجل (من اجل تحرير حقيقي للمرأة). فأي نظرة هذه الى المرأة؟ّ واي جرم يرتكبه هؤلاء في حق المرأة باسم الحرية والمساواة والحضارة والديمقراطية؟! فلنتعظ قبل فوات الاوان والسعيد من اتعظ بغيره, ولنعلنها صراحة: (وليس الذكر كالأنثى) آل عمران: 36. سالم احمد البطاطي