تطرقنا في موضوع سابق الى المؤلف الغربي الذي نبهنا الى ما غفلنا عنه عقودا خلت والتأكيد على وجود الكثير من الطاقات مخزونة في اجسادنا, آن الاوان للاستفادة منها, كما تطرقنا الى مكانة العقار في الاقتصاد السعودي ومدى تأثيره على الناتج المحلي وفي هذا المقال نعرج على الخطوات السبع التي نرى من الاجدى بحثها بشيء من التفصيل. لقد تنبه بعض ابناء المملكة الى ما يدور في فلك (الذات الانسانية) وشمروا عن ساعد الجد لسبر اغوار تلك الذات, فعملوا على تذليل بعض مفردات ما جاء في كتب الغرب وصاغوها بلغة الضاد وبشيء من التبسيط, في كتب تستحق القراءة والتأمل فيها والتوقف عندها. ولنأخذ بعضا من تلك الكتب (الانسان والتفكير الايجابي) و(التفكير الافضل) و(التفكير الاستراتيجي للمخططين الاستراتيجيين) للدكتور عيسى الملا وكي نلم بشيء مما يهم القارىء الكريم وله صلة بموضوعنا, نذكر جزءا من مقدمة كتابه الاخير والذي يقول فيه (التفكير سلسلة من العمليات المعقدة تجري في الدماغ البشري بسرعة مذهلة, مهمتها تيسير الامور التي تشغل الذهن وتحليلها الى عناصر اولية قابلة للربط والمقارنة والعرض والتمثيل والتصوير, ومن ثم الخروج بتصور او نظرية تشكل قاعدة ثابتة للتطبيق العملي.. والتفكير الحر او غير المقيد, يشبه نهرا متدفقا من التصورات والمعلومات المتداخلة التي لا ضوابط عليها, تحكمها في مسار محدد لغرض محدد, وهذا النوع من التفكير يسمي (التداعي الحر) او (التواتر الفكري) وهو رغم اهميته الظاهرة في تسلسل الافكار وترابطها وشموليتها ويشكل عائقا كبيرا في وجه التخطيط, لانه يرهق الذهن بكثرة المعلومات التي لا ضرورة لها في موضوع يجري التخطيط له بشكل محدد, ومن اجل ان يحقق اهدافا محددة في اوقات معينة, من هنا مست الحاجة الى ما يسمى ب(التفكير الاستراتيجي). لقد تمكن الدكتور الملا من وضع اللمسات الاولى نحو مشروع التدفق المعلوماتي الذي يحلم به كثير من الباحثين عن (الثروة). وعودا على بدء حيث عنوان المقال: الخطوات السبع الكبار في سبر اغوار العقار حيث نرى الكثير من (الشباب) يطرق ابواب العقار من جهات شتى منها ما هو بالتقليد والفزعة والفهلوة ومنها ما هو بالصيد في الماء العكر! ان الولوج لعالم العقار يحتاج الكثير من التفكير والتريث ذلك لانه عالم مترامي الاطراف فكم من مبتدىء - اخذته العزة بالإثم - فصال وجال واندفع (دون تفكير وتريث) حتى صار (من اصحاب الملايين) لكنه ما لبث ان وقع في المحظور واصبح (من اصحاب السوابق) مطاردا ومراقبا في كل مكان, ليله ارق ونهاره غرق في الهموم والمشاكل, العينات التي اقصدها تعيش بيننا ومعنا, تلوكها الالسن في المجالس و(دكاكين العقار). وللحديث بقية.