في الليكود لا تنهار أجهزة الحاسوب، وإنما تنتحر. ولذلك كان يصعب التصديق بأن جهاز الحاسوب الذي كان يفترض به أن ينظم عملية التصويت على ضم حزب العمل إلى الحكومة، خمد لأسباب طبيعية.. الحواسيب لم تعد تفعل مثل هذا الأمر، وبالتأكيد ليس في العام 2004. نقول ذلك، بشكل خاص، لأن انهيار الحاسوب لم يكن مجرد مسألة عابرة. فلقد تسبب ذلك، أولاً، بتأخير عملية التصويت إلى فترة حاسمة. فمن لم يعتبر التصويت مسألة حياة أو موت، غادر إلى بيته. وكانت نسبة التصويت المنخفضة، إلى حد السخرية، في صالح المجموعات المبلورة، وخلفت خارجها، تلك الغالبية المتخبطة. ففي الليكود الجديد إما أن تكون جندياً في صف أحد، وإما لا وجود لك. تنطوي نسبة التصويت المتدنية على أفضلية تكمن، في الأساس، في تقزيم معاني نتائجها. عندما يكلف قرابة 40% ، فقط، من أعضاء جسم سياسي، أنفسهم عناء التصويت، يصعب اعتبار تصويتهم مسألة ملزمة. ويمكن لشارون، الذي لا ينوي الالتزام بنتائج التصويت، حسبما قاله مؤخرا، أن يقول دائماً، إنه لا يتلقى إملاءات من أقلية. لقد مني شارون بهزيمة، وحتى إذا تمكن من الاستخفاف، بشكل ما، بالقرار، كما استخف من قبل بنتائج استفتاء الليكود، فلن يتمكن من تجاهل حزبه إلى الأبد. لقد تعامل معه اليسار، على مدار سنوات طويلة، كسياسي غير شرعي. وإذا واصل الاستخفاف فسيفقد شرعيته في نظر جانب كبير من أعضاء حزبه. ليس المقصود هنا خلافاً حول هذا القرار أو ذاك، إنما المقصود أهليته الأخلاقية. ما شاهدناه في قصر الثقافة أمس، يجب أن يقلق كل من يهمه مصير الديموقراطية الإسرائيلية. لقد رأينا حزباً حاكماً فقد رغبة التعايش مع الحياة الحزبية. إنه يخضع لسيطرة مجموعات تتمتع بميول العصابات. ففي الجانب اليميني نجد جماعة الفايغلينيم (نسبة إلى المستوطن موشيه فايغلين الذي يقود جناح المتطرفين في الليكود - ArabYnet) يتعاملون مع الليكود كما لو كان الحمار الذي سيمتطيه المسيح المنتظر. إنهم يهزأون بهذا الحزب، بتاريخه المركب، برجالاته. ومن جانب آخر، نجد عمري شارون يبني معسكراً تغمره التحقيقات الجنائية. ويعد شلومي عوز، الشخص المشهور من رمات غان، أبرز حلفاء هذا المعسكر. في أوقات مختلفة كانوا يتسترون على أشخاص يملكون سجلاً كسجل عوز، لكن عمري شارون يدفعه إلى مقدمة المسرح، يغدق عليه، يلوح به أمام المركز، كي يرى ويخاف. لقد وعد شارون وبشكل احتفالي، عشية الانتخابات، بإجراء إصلاحات في الليكود. قال إن العناصر الجنائية لن تبقى في صفوف الحزب، ولن يتواصل شراء الذمم والفساد. لكنه لم ينفذ أي وعد في هذا المجال، وها هو يشاهد ابنه - عزيزه، الآن، وهو يقيم معسكراً سياسياً يعتمد على العناصر نفسها. ولا يعتبر المعارضون لشارون أفضل منه في أي شيء. لا سيلفان شالوم، الذي لا يجيد المحاربة إلا دفاعاً عن كرسيه، ويشوه ميراث دافيد ليفي، ولا عوزي لنداو، الذي يلقي، يومياً، خطابات حماسية ضد رئيس الحكومة، ويواصل الجلوس في حكومته كما لو أنه لم يحدث أي شيء. أشك بوجود ظاهرة مماثلة في أي حكومة أخرى في العالم. الاقتراحان اللذان طرحا على طاولة المؤتمر يثيران الخجل. لقد طلب شارون أن يسمحوا له بإجراء مفاوضات مع كل حزب صهيوني، في الوقت الذي يدير فيه مفاوضات مع حزب متدين يلوح بفخر براية معادية للصهيونية. واقترح لنداو فرض حرمان على حزب بأكمله (وفاز بذلك)، دون أي علاقة بما سيتم الاتفاق عليه مع ذلك الحزب. خلاف لنداو هو مع شارون وليس مع بيرس، ولو تصرف باستقامة، لكان قد أحضر إلى المؤتمر مشروع قرار يطالب بإقالة شارون، وليس اقتراحاً برفض بيرس. عن يديعوت أحرونوت