تسمية مقالتي هذه جاءت سجعا، اخترتها عنوة لتتماشى مع ما اود طرحه من مواضيع.. فمن خلال اطلاعي على بعض الكتب الغربية، والتي تبحث في (الذات) الانسانية وفي مكنونات البشر، كيف تم اكتشافها وتطويرها وسبر اغوارها؟ كيف تم التعامل معها والافادة منها؟ تبين لي وبعد جهد جهيد، انها تعالج حالات (غربية) بحتة.. لكنها من جانب اخر تركز على الانسان كونه بشرا، اي انها لا تفرق بين بني البشر. ومن تلك الكتب على سبيل المثال لا الحصر كتاب (العادات السبع) لمؤلفه: د. ستيفن اشنين كوفي وكتاب (الطريق الى مكة) لمؤلفه: توم رودل، اما الاول فقد بيع منه (ثلاثة عشر مليون نسخة) وترجم لمعظم لغات العالم ومنها العربية.. واما الاخر فهو يأتي بالمرتبة الثانية من حيث الشهرة والمبيعات.. كتب شغلت العالم بمحتوياتها وبثت فيه روح التفاؤل بعدما سلمنا نحن مدمني القراءة بان عصر (الحرف) ولى واندثر جراء طغيان الميكنة الحديثة في المرئيات (الفضائية والعنكبوتية). بحث المؤلفان في مكنونات الناس ونقصد بهم اولئك المحيطين بمجتمع هذين المؤلفين اللذين درسا نمط حياتهم عن قرب، واستنبطا قناعتهما من خلال معايشتهما لهم، انهم اي الناس حسب المؤلفين يتسمون بالهوى المادي.. اي انهم عديمو الهوى الروحي بما يعني انهم غلبوا الهوى الملموس على ماهو غيبي واتبعوا الاطر التي تقودهم للهدف المحسوس سواء كان الوصول اليه عن طريق طمس الهوية التاريخية او نسيانها وطي تبعاتها. لكنهم يستبدلون ذلك الاطار المادي المحسوس بغلاف دنيوي يمارس بشكل (مقبول) من خلال الافراط في التعامل الادبي والاخلاقي مع بعضم البعض ولنضرب مثلا على هذا النمط (المقبول والمتعارف عليه) وهو التبسم لمن يعرفون ولمن لا يعرفون وقد يرفعون ما غطى رؤوسهم (قبعات وغيرها) الى الاعلى مبالغة في التحية مما يعني تمهيدا لكسب مادي (الصداقة) الوقتية او الصفقة العاجلة او التمكين من استمالة المقابل قدر الامكان. لقد انتشرت ظاهرة (التطوير الذاتي) في مطلع القرن الجديد وتعودنا ان نقرأ ونسمع ونشاهد الاعلانات التي تحثنا وتدعونا للالتحاق بدورات تعلمنا انواعا من التطوير ربما نحن في غفلة عنها.. تقول بعض تلك العناوين: ان في (اجسامنا طاقات) لم نستغلها بعد، وان (في ادمغتنا كنوز دفينة) لم نكتشفها بعد، وان (في جعبتنا من العطاء الشيء الكثير) لم نفصح عنه بعد. وان.. وان.. وبما اننا اخترنا موضوعا ذا صلة بالعقار، فاننا امام قضية ان جاز لنا التعبير تستحق دراسة حيثياتها والمرافعة والمدافعة عن كل ما يثار حولها، نحن امام (مورد مهم) وصف بانه يحتل المرتبة الثانية بعد النفط!! ذلك لان حجم التداول فيه تجاوز ال (4تريليونات) ريال حسب (الايكونومست). وللحديث بقية.