رغبة في تبصير الشباب والفتيات بالطريق الموصلة إلى حياة زوجية سعيدة هانئة ومستقرة وجه محمد رشيد العويد أحاديث إلى كل زوج وكل زوجة، بل إلى كل شاب وكل فتاة مقبلين على الزواج لأن الكثير من حالات الطلاق كان يمكن ألا تقع لو كان الزوجان على دراية كافية بحقيقة الحياة الزوجية وبطبيعة طرفيها وكيف يمكن لكل منهما أن يتعامل مع صاحبه وإليكم هذه الأحاديث: الاستماع بالعين عالم النفس الأمريكي إلكس غاردنر يقول: (إن مهارات الاستماع ضرورة حتمية فليس الأمر فقط ما يصل إلى الأذن ولكن الأهم هو ما يصل إلى العينين من إشارات وإن ترجمة هذه الاشارات لا تحدث بشكل صحيح إلا إذا كان الشخص ذا إدراك ووعي وقدرة على التفهم بعيداً عن أي نوع من أنواع الأنانية أو التشكيك في الآخرين. وقد سبق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم كلام العالم النفسي الأمريكي بخمسة عشر قرنا حين علم الأزواج مهارة الاستماع بالعين واستجابة الزوجات لهذا الاستماع فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما) (من الجامع الصحيح للسيوطي). فلم يشر النبي صلى الله عليه وسلم إلى حديث صادر عن فم أو لسان إنما إلى حديث صادر عن عين تسمعه عين الزوجة فتستجيب لنظرة الزوج بنظرة مماثلة أو متفوقة مودة ومحبة. ثم تتم ترجمة هذه النظرات بين الزوجين بقيام الزوج باحتضان كف الزوجة بين كفيه في حنو، وإذا كانت ثمرة هذا وفاقاً بين الزوجين فإن النبي صلى الله عليه وسلم يبشرهما بثمرة كبرى وعظمى بالمغفرة من الذنوب، المغفرة التي يتمناها كل مسلم (تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما). وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الزوج ليكون هو المبادر وتوجيهه للزوجة للاستجابة لهذه المبادرة ليستحقا معا تلك الثمرة العظيمة. التنافس الرائع بين الزوج وزوجته في تبادل الهدايا وتبادل المحبة والكلمات الجميلة وليس كما يحدث بين كثير من الأزواج بالتنافس في الغضب، وفي بدء القطيعة، وفي مقدار ما يأخذ كل منهما من الآخر. وقد طلب مني أحدهم مساعدته لأن زوجته غلبته وتفوقت عليه مرات في ماذا؟ في إهدائه الهدايا الجميلة والتفنن في تغليفها وكتابة العبارات المؤثرة عليها واختيار المناسبات لها. فليت الأزواج يتعلمون من هذين الزوجين الشابين اللذين مضى على زواجهما سبع سنوات ورزقا بطفل وطفلة بدلا من التسابق في تبادل الشتائم والاتهامات والتهرب من الواجبات. وكم من الحسنات يخسر الزوجين بذلك وكم من السيئات ينالون !! فإن هذا التبادل الجميل يورث المحبة في قلبيهما ويحل السلام على منزلهما ويكفل البيئة السليمة لأطفالهما. الحث على الصلاة في المسجد ندعو كثيراً إلى إطالة مكوث الرجل في منزله مع زوجته وأطفاله ولكن هذه الدعوة ليست على إطلاقها لأن معناها ألا يغادر منزله أبداً أو أن يغادره ساعات قليلة في اليوم، لا ، فالدعوة موجهة لمن يغيبون عن المنزل طوال النهار والليل ولا يرون أسرهم إلا لسويعات قصيرة لا تكفي لمسامرة وتوجيه ومتابعة تحتاجه الأسرة. وإطالة مكث الرجل في المنزل تربك المرأة التي تضيق من ملاحظاته المستمرة وتدخله في أعمالها فتتمنى لو أنه خرج قليلا، كما يفقد أطفاله حريتهم في اللعب والتصرف وفق طبيعتهم ويحد من انطلاقهم ويكتم أصواتهم لكثرة زجرهم وتوبيخهم. وقد يكون مكوثه الطويل في المنزل من أهم أسباب حدوث المشكلات الزوجية إلى درجة وقوع الطلاق بين الزوجين. وقد أطلقت دراسة أعدها علماء جامعة لوينبرغ في مقاطعة سكسونيا السفلى بألمانيا تحذيرا من العواقب الاجتماعية الوخيمة لتقليص ساعات عمل العمال. فقد أدى تقليص ساعات العمل إلى رفع نسبة الطلاق بين عمال شركة (فولكس فاجن) خلال ثلاثة أعوام بالإضافة إلى أن أجورهم قلت 20% ولعل ما يميز الرجل المسلم خروجه للصلاة في المسجد خمس مرات يومياً فيبتعد بذلك عن زوجته عدا ما يكسبه من صلاته من سكينة وطمأنينة. لذلك فنحن ندعو الزوجات إلى حث أزواجهن على أداء الصلاة في المسجد لأن في ذلك الخير له ولها.