حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الأزواج من تطليق زوجاتهم لأدنى سبب، داعيا إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين وحل المشكلات بالتفاهم قبل استفحالها. وطالب الطرفين بمعرفة حقوقهما وواجباتهما وأدائها بشكل جيد؛ حتى لا تحصل المشكلات جراء التقصير فيها من أحد الطرفين. ونبه الرجال إلى عدم التطليق في حالة الغضب، لافتا إلى أن المصيبة تكمن في حماقة بعض الرجال فيطلق لأي سبب تافه ويجعل الطلاق وسيلة وملجأ وملزما ومخرجا، موصيا الأزواج بعدم اللجوء إلى الطلاق إلا عند الضرورة الملحة. .. فإلى التفاصيل: التساهل في الطلاق ما زال بعض الشباب يتساهلون في الطلاق، كيف تذكرون الشباب والرجال بخطر الطلاق وإسهامه في هدم البيوت؟ أم أحمد أولا، إننا نعلم أن الطلاق حكم شرعي شرعه الله تعالى في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه، وهو حكم شرعي لا إشكال فيه، لكنه شرع عندما تدعو الحاجة إليه حتى لا تبقى المرأة غلا في عنق الرجل يشقى بها، أو تبقى المرأة تشقى بالرجل، وهو أبغض الحلال إلى الله تعالى. ننظر ما هي أسباب الطلاق، نعلم أن الله أرشد الزوجين إلى التعامل الحسن الذي يكفل بتوفيق الله انتظام الحياة الزوجية، قال الله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف)، وقال سبحانه: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، أي أن على الزوجة من الواجبات مثل ما لها من الحقوق، وكذلك الأمر بالنسبة للزوج، فإذا أدى كل منهما واجباته تنتظم الحياة الزوجية وتستقيم الأحوال، وإنما تؤتى الأسرة من خلل في أحد الزوجين، إما أن يقصر الزوج في حقها فلا يسكنها ولا يكسوها ولا يعاملها بالمعروف، فيكون كلامه سيئا وتصرفاته خاطئة، قليل الحياء، سب وشتم وسوء أخلاق ومعاملة، هذا خطر عظيم، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: ما حق المرأة على زوجها، قال: «أن تكسوها إذا اكتسيت وتطعمها إذا طعمت ولا تقبح ولا تضرب الوجه»، وقال في حديث آخر: «إن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج». وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها آخر». الزوج إن أنفق وأسكن وعامل بالمعروف وتحمل بعض أخطاء الزوجة التي لا تخل بشرف ولا دين وإنما سوء أخلاق يضمن بإذن الله حياة طيبة، وكذلك المرأة إذا أدت الواجب وما عليها وأطاعت زوجها بالمعروف، فإن ذلك أيضا بتوفيق الله يضمن استقرار الحياة الزوجية، فعلى كل منا أن يقوم بواجبه، وعلى المجتمع أن يرعى هذه الحقوق، وعلى أهل الزوج والمرأة واجب أن يسعوا في جمع الكلمة وتقوية الأواصر، وأن لا يكونوا مدافعين عن أخطائها، فإذا رأوا خطأ عليهم أن يصلحوه وينصحوا ابنتهم ويحاولوا الإصلاح، قال الله تعالى: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير»، فالإصلاح خير وعلى أولياء الرجل أهل الزوج أن يحثوا ابنهم على أداء الواجب والرفق بالمرأة والإحسان إليها وحسن معاشرتها، وألا يقروه على خطأ نحوها، وبهذا أرجو الله أن تكون حياتهما سعيدة. ليحذر أي إنسان من تكدير الحياة الزوجية، فإن من خبب امرأة على زوجها ملعون، ثبت في الصحيح عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن إبليس ينصب عرشه على البحر ويبعث سراياه فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتيه الشيطان فيقول: ما زلت به حتى فعل كذا، حتى يأتيه الشيطان فيقول: ما زلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: أنت، أنت ويلتزمه)، الشيطان يحث على هدم البيوت وتفريق الشمل وتشتيت الأسرة، فعلينا أن نرغم أنف عدو الله ونسعى لجمع كلمتننا ونحث الزوجين على التعاون، وإذا ترافعا للحاكم الشرعي وعليه أن لا يفصل في النزاع وأن يسعى في التوفيق، والله جعل قبل الطلاق مراحل فقال تعالى: " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن»، فيذكرها بالله ثم يهجرها في الفراش إن لم تستجب ثم الضرب غير المبرح. وإن لم ينفع ذلك قال الله تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها»، فإذا تعذر هذا الأمر فإن العلاج هو الطلاق، فليكن طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه وليست حائضا، ويتركها إلى أن تقضي العدة في البيت، قال الله تعالى: (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، وعلى الرجل أن يحذر ولا يطلق في حالة غضب، المصيبة أن بعض الرجال عنده حماقة، ففي أي شيء يجعل الطلاق وسيلة له وملجأ وملزما ومخرجا، ونقول: لا تلجأ إلى الطلاق إلا عند الضرورة الملحة. أنا مقيم ووالدتي في وطني هناك، وليس لي تواصل معها إلا بالهاتف أحيانا قليلة هل هذا من العقوق؟ حامد أكرم حاول الإكثار من الاتصال عليها بالهاتف، وحاول كل سنة أن تزورها على قدر استطاعتك، فلها حق عليك رعايتها وسؤالها عن صحتها لا تهملها هكذا. البناء على القبور عندنا تبنى القبور على شكل مستطيل يرتفع عن سطح الأرض حوالي نصف المتر من جميع الجهات، وأعلم أن بعض الناس يضع على سطح الأرض حجرا مكان رأس الميت، ولا يفعلون غير ذلك؛ فعلى أية حال أمر الإسلام أن تكون القبور جزاكم الله خيرا؟ السنة أن القبر يرفع عن الأرض قدر شبر فقط؛ لأن ما زاد على الشبر فإنه يكون من دواعي الغلو فيه، ثم إن البناء على القبور محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبر... أخرجه النسائي، والترمذي، وزاد: وأن يكتب عليها، وأن يبنى عليها، وأن توطأ، وعلي رضي الله عنه قال لأبي الهياج الأسدي: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته» أخرجه الإمام مسلم. زيارة الخال لي خال فقير نزوره ويزورنا، ووالدتي تزوره وتسأل عنه ولكن زوجته لا تريد أحدا يقوم بزيارته، فهل نقطع الزيارة حتى لا تكون هناك مشاكل أو بماذا تنصحوننا؟ وجزاكم الله خيرا؟ زيارتك لخالك وزيارة أمك لأخيها عمل صالح وصلة رحم، فكون الزوجة لا ترغب في زائر لا يمنع ذلك من الزيارة، اللهم إلا أن يترتب على الزيارة مشكلة تسبب افتراقه مع زوجته، فإذا وصل الأمر إلى هذا الحد المحزن، فتركهم للزيارة أنفع، إنما المهم حاولوا الاتصال به وإرضاء زوجته إن يكن في نفسها شيء، فأرضوا زوجته حتى تجمع بين صلة الرحم وكف الأذى، وأسأل الله أن يعين الجميع على كل خير. راتبة الظهر أود الاستفسار عن راتبة الظهر، يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعده، أما قبل الظهر فكانت بتسليمة واحدة، فهل جعل لها تشهدا أوسط، أم أنها أربع ركعات متواصلة بدون تشهد أوسط.. جزاكم الله خيراً؟ الذي دلت عليه السنة أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين، قال عبدالله بن عمر: «حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات، ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح» أخرجه البخاري، وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا قبل الظهر في بيتها قبل أن يخرج إلى المسجد، فحمله العلماء على أنه يفعل هذا تارة وذاك تارة أخرى، والسنة أن تفصل بين كل ركعتين بسلام؛ لحديث صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، ولم يعرف من النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى أربعا في النهار متصلة لا يفصل بينهما بسلام. النظر إلى الكعبة هل ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن من وقع نظره على الكعبة له دعوة مستجابة؟ لا أعلم لهذا أصلا، لكن الحقيقة أن المجيء إلى الحرم والصلاة فيه والجلوس فيه يجد الإنسان في نفسه انشراح الصدر وطيب النفس وقرة عين، يقول الله جل وعلا (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا)، قال بعض السلف: ما يقضون منه وطرا كلما أتوا ازدادوا له حبا وشوقا، فبيت الله شرفه الله وزاده شرفا وفضلا وأدام عليه هذه النعمة العظيمة والأمن العظيم، وفق الله رعاته ومن شرفوا بخدمته لما فيه الخير والصلاح، وإذا دخله المسلم يجد من نفسه الطمأنينة وانشراح الصدر وقرة العين، والوقت ينقضي فيه كأن الساعة دقائق يسيرة، وذلك لما أودع الله فيه من الخير العظيم، فصلاة فيه بمائة ألف صلاة، ودعاء يرجى إجابته، ذكر بعض السلف سلسلة عظيمة لعلماء من السلف توارثوها خلفا عن سلف كل منهم يقول أتيت الملتزم ودعوت بدعوة فأجبت، كلهم شهدوا بأنهم حصلت لهم إجابة دعوة عند بيت الله الحرام، فبيت الله لمن عمره بالطاعة، بالصلاة والطواف وتلاوة القرآن والتضرع بين يدي الله يرجى له أن يحقق الله له الخير، ولهذا إذا اعتمر المسلم وأدى نسك العمرة يجد في نفسه الراحة والطمأنينة؛ لأنه طاف بهذا البيت العتيق وسعى بين الصفا والمروة وصلى في ذلك المكان، فنسأل الله أن يجعلنا من عماره، وأن يجعلنا من المجيبين له الراغبين، فإنه على كل شيء قدير.