اعلن مسؤولون باكستانيون مقتل ناشط يشتبه بانه خطط عام 2006لاعتداءات بقنابل على متن طائرات تقوم برحلات عبر الاطلسي، في غارة جوية اميركية السبت في شمال غرب باكستان. وقال مسؤول كبير في اجهزة الامن الباكستانية لوكالة فرانس برس "قتل رشيد رؤوف الذي يشتبه بانه الرأس المدبر لمحاولات اعتداء على رحلات عبر الاطلسي ومسؤول في القاعدة باكرا السبت في غارة صاروخية على شمال وزيرستان". واعتقل رشيد رؤوف البريطاني الباكستاني الاصل في اب/اغسطس 2006ويشتبه بانتمائه إلى القاعدة وبمشاركته في التحضير لاعتداءات كانت ستستهدف رحلات تجارية بين بريطانيا والولاياتالمتحدة. واطلق انذار في الايام التي تلت اعتقاله والغيت عدة رحلات وتم توقيف 24شخصا يشتبه بضلوعهم في المؤامرة في بريطانيا. وأفادت قناة تلفزيونية محلية باكستانية بأن القصف الذي قامت به طائرات التجسس الأمريكية في ساعة مبكرة من صباح السبت أدى إلى مصرع ستة أشخاص وإصابة آخرين بجروح، وأضافت بأن الطائرات الأمريكية تقوم بقصف المناطق التي يشتبه فيها تواجد عناصر القاعدة وطالبان. من جهة أخرى قام مسلحون متطرفون بتنفيذ هجوم تفجيري على نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن الباكستانية في منطقة "بانو" مما أدى إلى مصرع ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة سبعة آخرين بجروح. وأفادت الأنباء الواردة من منطقة "بانو" الواقعة بالقرب من مدينة بشاور عاصمة إقليمالحدود الشمالية الغربي، بأن مسلحين شنوا هجوماً تفجيرياً على نقطة التفتيش الواقعة على جسر "لوره" في منطقة "بانو"، مما أسفر عن مصرع ثلاثة من رجال الشرطة، بينما تم نقل المصابين إلى مختلف المستشفيات بمدينة "بانو"، هذا وكانت الشرطة المحلية في المدينة كانت قد تمكنت من إفشال هجوم تفجيري، وذلك قبل ساعات من تنفيذ الهجوم التفجيري. وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قد قامت باستدعاء السفيرة الأمريكية المعتمدة لدى باكستان آن.دبليو باترسون وقدمت إليها مذكرة احتجاج تتعلق بالقصف الأمريكي على منطقة "بانو" التي تقع بالقرب من منطقة القبائل الباكستانية. وطالبت الحكومة الباكستانية بوقف الهجمات الأمريكية المتكررة داخل الحدود الباكستانية. إلى ذلك أطلقت الحكومة الباكستانية حملة دبلوماسية لوضع حد للهجمات الصاروخية التي تشنها طائرات تجسس أمريكية بدون طيار على الأراضي الباكستانية. وأفادت مصادر رسمية في إسلام آباد أن باكستان وضعت خطة شاملة لتنفيذ هذه المبادرة حيث ستجري اتصالات بالاتحاد الأوروبي والصين والدول العربية وغيرها من الدول التي لها صوت على المستوى الدولي لتبذل دورها في وقف الهجمات الأمريكية. وأوضحت المصادر نفسها بأن هذه الخطة تهدف إلى وضع جميع الدول الصديقة مكان الثقة لتمارس ضغوطها على الولاياتالمتحدة لوقف الضربات التي تشنها على الأراضي الباكستانية. وأضاف المسؤول أن الحكومة الباكستانية قد أبلغت في الماضي الإدارة الأمريكية ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين عن النتائج العكسية لهذه الهجمات على النتائج المرجوة من الحرب على الإرهاب، وأنها تثير مشاعر العداء ضد الولاياتالمتحدة لدى سكان القبائل مما يساهم في تأييدهم للعناصر المسلحة. كما وجهت باكستان نفس الرسالة إلى منظمة حلف شمالي الأطلسي عبر القنوات الدبلوماسية، موضحة أن هذه الهجمات الأمريكية لا تساهم في العمليات العسكرية الجارية لملاحقة العناصر الإرهابية في الحزام القبلي المحاذي للحدود الأفغانية، بل إنها تقوض الجهود المشتركة ضد الإرهاب. إلى ذلك اتهم زعيم حزب الرابطة الإسلامية ورئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف - الذي يمثل المعارضة في البرلمان الباكستاني - الحكومة الباكستانية بفتح المجال أمام القوات الأمريكية بشن هجمات داخل الحدود الباكستانية، وقال إن الحكومة الباكستانية الحالية هي الحكومة الوحيدة في العالم التي تسمح للقوات الأجنبية بشن هجمات عسكرية داخل أراضيها، وحسب قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية الناطقة باللغة الأردية فقد صرح نواز شريف بأنه يجب على حكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بأن لا تتساهل في أمر التجاوزات الحدودية التي تقوم بها القوات الأمريكية المتركزة في أفغانستان داخل الأراضي الباكستانية وعليها وضع حد لتحليق طائرات التجسس الأمريكية داخل باكستان. وأضاف نواز شريف بأن الشعب الباكستاني كان قد اختار الحكومة الحالية عبر الانتخابات العامة التي أجريت في 18فبراير 2008م في أمل أن يحدث تغييراً في السياسة الباكستانية، إلا أن الحكومة الجديدة لم تلب رغبات الشعب وواصلت سياسات الرئيس الباكستاني السابق الجنرال المتقاعد برويز مشرف، وقال إن الشعب الباكستاني لا يقبل الهجمات الأمريكية المتكررة داخل الحدود الباكستانية. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في مدينة "رايوند" الواقعة بالقرب من مدينة لاهور الأثرية بشرق باكستان، حيث أكد على ضرورة تفعيل البرلمان الباكستاني وطرح جميع القضايا التي تتعلق بأمن البلاد للمناقشة فيه قبل اعتماد أي قرار. من جانبه رد رئيس الجمهورية الباكستاني آصف علي زرداري على تصريحات نواز شريف وقال إنه يرغب في حكومة متكاتفة الأطراف، وقال ان هناك من يحرض نواز شريف ضد الحكومة، مؤكداً بأنه سيبذل كافة جهوده لإعادة حزب نواز شريف إلى صفوف الائتلاف الحكومي. وكان نواز شريف قد انفصل عن الاتحاد الحكومي بعد أشهر من الانتخابات الباكستانية لعدم إيفاء زرداري بالوعود التي استقطعها أمام الشعب بخصوص إعادة قضاة المحكمة العليا الاتحادية الباكستانية.