تبدو المهمة شاقة للولايات المتحدة التي تسعى الى إقناع الحكومات الاجنبية ورجال القانون والمدافعين عن حقوق الإنسان بأنها تعمل على تطبيق القانون في معسكر الاعتقال في جوانتانامو. وحتى اقامة محاكم عسكرية مكلفة النظر في وضع المقاتل العدو الذي تطلقه الولاياتالمتحدة على حوالى 600 معتقل في جوانتانامو، لم تنجح في اخماد الجدل الذي غذته اتهامات بسوء المعاملة صدرت عن معتقلين تم الافراج عنهم منذ بداية العام الجاري. وقد رفضت الحكومة الامريكية هذه الاتهامات بشدة. لكن الجيش الامريكي يمكن ان يواجه معركة قضائية قاسية بشأن سنتين ونصف السنة من الاحتجاز لمعظم المعتقلين في جوانتانامو الذين تم استجوابهم بدون ان يتمكنوا من اللجوء الى محكمة او محام. وسيتولى الاتهام المدافعون عن حقوق الانسان والمحامون الامريكيون الذين يرون ان جوانتانامو تشكل ثغرة قضائية . وكانت المحكمة الامريكية العليا منحت في يونيو الماضي معتقلي جوانتانامو حق الاعتراض على اعتقالهم امام القضاء المدني الأمريكي مما دفع الحكومة الى انشاء محاكم خاصة. لكن هذه الهيئات العسكرية تثير شكوك المعتقلين الذين رفض ستة من اصل 12 افرج عنهم من بينهم المثول امامها لمراجعة ملفاتهم. ويمكن ان تستغرق الاجراءات باكملها اسابيع ان لم يكن اشهرا بينما يقول خبراء عسكريون: انهم ليسوا على علم اكيد بعدد المعتقلين الذين سيمثلون امام هذه الهيئات. وتابعوا ان قادة غير رسميين يمكن ان يضغطوا على المعتقلين الآخرين لمقاطعة الجلسات. وبعد ذلك، حتى اذا تأكد وضعهم كمقاتلين اعداء ومدد اعتقالهم في جوانتانامو، يمكن ان يطلب المعتقلون اعادة النظر في اوضاعهم من قبل هيئة ادارية اخرى ستقرر ما اذا كانوا يشكلون تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها. ويؤكد الجيش الامريكي انه استدعى افضل الخبراء للتأكد من ان الملفات ستراجع بنظرة جديدة. وقال المسؤول في سلاح البحرية غوردون انغلاند: ان الاجراءات فتحت وتتسم بالمهنية والعدل ، بينما يؤكد الضباط الذين يعقدون الجلسات انهم مصممون على القيام بمهمتهم باستقامة، لكن انتقادات المدافعين عن حقوق الانسان حادة. فبعد الافراج عن مهدي غزالي السويدي الوحيد الذي كان معتقلا في جوانتانامو، قالت وزيرة الخارجية السويدية ليلا فريفالدز: انه لم يكن من السهل اقناع الامريكيين بضرورة اتباع المباديء القانونية الاساسية في هذه القضية. واضافت: لكننا نجحنا في افهامهم انه لا يمكن الابقاء على اشخاص معتقلين الى ما لا نهاية بدون توجيه اي تهمة لهم. وقال دبلوماسي اجنبي يعمل في واشنطن واجرى مفاوضات بشأن معتقلي جوانتانامو مع الحكومة الامريكية: ان الرسالة هل ان الحرب على الارهاب مستمرة ويجب التحلي بالصبر. لكن لدينا انطباعا بان المحاكم تصل متأخرة قليلا . اما جوناثان ترلي استاذ الحقوق في جامعة جورج واشنطن الذي تابع عن قرب ملفات المقاتلين الاعداء، فيرى انه كان على المحكمة العليا ان تعطي اشارات اوضح حول حقوق المعتقلين. وقد رفع محامو عشرات المعتقلين قضايا في المحاكم. وتوقع ترلي ان يتم اللجوء الى المحكمة العليا من جديد ضد موضوع قابل للجدل هو تشكيل محاكم بدون قضاة مؤهلين.