المشكلة الثانية هي الادمان على المخدرات والمسكرات بين الشباب. ان اهم الاسباب المحتملة لمشكلة ادمان المخدرات والمسكرات بين الشباب ترجع بالدرجة الاولى الى مصاحبة قرناء السوء. ان مخالطة قرناء السوء تتردد كثيرا في العديد من الدراسات والبحوث ولكن الكاتب يرى أن ذلك ليس في مشكلة ادمان المخدرات فحسب بل حتى في اسباب المشاكل الاخرى كالعنف والتمرد. وفي مقابلات شخصية اجراها الباحث مع عدد من الشباب السجناء والمدمنين اشار اغلبهم إلى ذلك ويعتقد الكاتب أن التوعية بأضرار المخدرات والمسكرات قد تكون مؤثرة على الشباب للابتعاد عن قرناء السوء. ولكن هذا لا يكفي، لذلك ينبغي علينا ان نقترب من قرناء السوء انفسهم ونوجد لهم اساليب متنوعة وحديثة للتوعية من اجل ان يقل تأثيرهم على الشباب وليكونوا انفسهم اعضاء صالحين في المجتمع. عدم متابعة الوالدين للابناء هو احد اسباب مشكلة ادمان الشباب على المخدرات والمسكرات، وكون الاسرة ركنا من اركان المجتمع فاذا اختل هذا الركن اختلت موازين المجتمع. ولكن لا يعني ذلك أنها ليست المسئولة عن مشكلة الادمان على المخدرات وتؤكد معظم الدراسات على حجم دور الاسرة في معالجة هذه المشاكل. بل تطالعنا بعض الادبيات على ان لبعض الاسر دورا في الوصول بالشباب لهذه المشكلة. وبالامكان الربط بين الاسباب المتعلقة بالحالة الاقتصادية والتفكك الاسري اذ يعتقد الكاتب انه لو كان هذا الشاب لديه مورد مادي كدخل وظيفة على سبيل المثال لاستطاع التخلص من هذا الجو المدمن ولكن نظرا لعدم تمكنه من الاعتماد على نفسه يضطر الشاب للسكوت على اسرته في هذا الجو المفعم بالمسكرات والمخدرات. اذا بالامكان القول ان الاسرة بالرغم من انها عامل بناء للشباب الا انها في بعض الاحيان قد تكون عامل هدم ان كانت اسرة غير سوية كما اسلفنا بعاليه. ويلي ذلك في الترتيب مشاهدة البرامج الافلام الهابطة. وهناك اسباب اخرى في مرتبة اقل اهمية مثل عدم الحصول على وظيفة او نتيجة لتوفر المال او قلة الوعي بمضار المخدرات او رغبة الشباب في شغل اوقات الفراغ. ولكن من اهم الاسباب الاقتصادية هو عدم الحصول على وظيفة تؤمن العيش الشريف للشباب السعودي. اذ ان عدم وجود دخل ثابت من وظيفة وعدم قدرة الشباب على الحصول على وظائف اوجد لهم اضطرابات نفسية خطيرة خاصة ان حالات اسرهم المادية صعبة جدا. المشكلة الثالثة من مشاكل الشباب هي جرائم السرقة بين الشباب. ومن اهم اسبابها ضعف الوازع الديني. وقد يرى الشباب ان البعد عن الله سبحانه وتعالى والانغماس في اغراءات الدنيا من اسباب انحرافهم عن الطريق المستقيم. وقد يكون ذلك مؤشرا لغياب دور المساجد في اسداء النصح وتوعية الشباب بالاخذ بالتعاليم الدينية الصحيحة والمعتدلة كما يأتي بها علماؤنا الافاضل. وللكاتب في ذلك مشاهدات ميدانية اذ من الشباب من يعترف بأن السجن كان لهم بمثابة العودة الى الله سبحانه وتعالى اذا هناك مسئولية كبيرة تقع على الواعظين بأن ينهجوا الاساليب المحببة للشباب من اجل اسداء النصيحة لهم. كما يرى الكاتب بان زرع الثقة لدى الشباب قبل اسداء النصح لهم امر لا يقل اهمية عن سابقه. وهنا تأتي اهمية المسجد في بناء الاخلاق التي يقوم عليها الاسلام ولا يكفي كما يعتقد الكاتب ان ينتظر المسجد اقبال الشباب عليه لوعظه وارشاده بل بالامكان ان ينتقل المسجد بأئمته وخطبائه الى مواقع تجمعات الشباب بالمدارس والاندية وإلقاء المحاضرات التوعوية بينهم. وهذا لن يساعد فقط على توعية الشباب فحسب بل من شانه ان يقطع الخط على الطرف الآخر من ذوي الافكار المتشددة والمتعصبة والتي من شأنها ان تشوش على افكار الشباب. اذا يعتقد الباحث أنه كلما نشطت الجهود التوعوية الدينية المعتدلة قلت نسبة تجاوب الشباب لاصحاب الفكر المتزمت. وفيما يتعلق بالاسباب ذات العلاقة بالجانب الاقتصادي يتضح أن العامل الاقتصادي يلعب دورا هاما لمشكلة انتشار السرقة بين الشباب. ويرى الكاتب انه اذا تفاقمت المشاكل الاقتصادية على الشاب من خلال عدم وجود الوظيفة وضيق حال الاسرة يؤدي ذلك الى عدم اشباع حتى الحاجات الاساسية له ولاسرته فيلجأ الشاب الى السرقة. ومما ادى بالشباب الى السرقة وجود الفراغ القاتل والناتج عن عدم وجود الوظيفة لهؤلاء الشباب. اذا يتضح أن العملية مترابطة تبدأ من وجود الفراغ لعدم وجود وظيفة وعدم وجود وظيفة ادى الى عدم وجود الموارد الاساسية مما يتسبب في عدم اشباع الحاجات الاساسية الامر الذي ادى الى وجود مشكلة لدى هؤلاء الشباب قرروا معالجتها بهذا السلوك الانحرافي وهو السرقة. فيما يتعلق بلجوء بعض الشباب للسرقة للحصول على المخدرات والمسكرات ومن الضرورة الربط بين ازدياد السرقات ونشاط تجار المخدرات بتوزيع ما لديهم من مخدرات واصبحت متوافرة في السوق. ومثل ذلك يوقع عبئا كبيرا جدا على المؤسسات المرتبطة بقضية المخدرات مثل مستشفى الأمل على سبيل المثال والجهات الامنية اذ ينبغي على هذه الجهات كما يعتقد الكاتب ان لا تنتظر الشاب المدمن يأتي الى المستشفى للعلاج او تقبض عليه الجهات الامنية عند الوقوع به بل ينبغي ان نولي الجانب التوعوي والوقائي اهمية كبيرة جدا جنبا الى جنب مع الجانب العلاجي لتبقى كل هذه الجوانب مكملة لبعضها البعض. اذ ان المسألة حسبما يرى الباحث بحاجة الى تنسيق متكامل بين كافة الجهات المعنية بأمور الشباب لمكافحة هذه الآفة خاصة ان علمنا بأن المشاكل كما يبدو اضحت مرتبطة ببعضها البعض فعدم الحصول على وظيفة ادى الى وجود اوقات الفراغ، واوقات الفراغ قد تؤدي الى الادمان، والادمان قد يؤدي الى السرقة وغيرها. وقد يلجأ بعض الشباب للسرقة رغبة منهم في الانتقام من الآخرين ويرى الكاتب أن هذا السبب بحاجة الى وقفة لمناقشتها ويعود السبب في ذلك إلى أن هناك بعض المؤشرات وان كانت ضئيلة ان الشباب يلجأون الى اتخاذهم موقفا سلبيا تجاه المجتمع لعدم تجاوب المجتمع مع حاجاتهم الاساسية، ويجمعون بان الشاب قد يقوم بمشاكل عديدة نتيجة لعدم تلبية هذه الاحتياجات فعدم وجود وظيفة على سبيل المثال لا تلبي حاجته من المال والذي يحتاجه الشاب فبالتالي يتجه الى السرقة وهكذا. وهذه في الحقيقة ظاهرة خطيرة جدا في رأي الكاتب خاصة ان الدولة تبذل جهودا مضنية للتخلص من هذه المشكلة لدى هؤلاء الشباب ان مثل ذلك يحتم وجود سياسة توعوية لدى الشباب بأن ما يعترضهم من مشاكل ناجمة من الوضع الاقتصادي الذي يلف العالم بأسره وان الدولة ساعية لايجاد الحلول العملية لهذه المشاكل وابراز ذلك اعلاميا سواء من خلال التليفزيون او الصحف او المدرسة او المجتمع بأسره. وباعتقاد الكاتب أن وضع سياسة لتحقيق نسبة مرتفعة من درجات الوعي في غاية الاهمية سواء من خلال التركيز على السعي لاشباع حاجاتهم الاساسية لعدم وصولها الى حد المشكلة وتوعيتهم بما تقوم به الدولة من خلال برامج محببة الى نفوسهم. ومثل ذلك يتطلب جهودا مشتركة بين كافة الوزارات والمؤسسات ذت العلاقة بأمور الشباب. ومن اسباب لجوء الشباب للسرقة التفكك الاسري والرغبة في الحصول على المخدرات وكلاهما مرتبط بالآخر.