بحضور عدد من الشعراء والنقاد والكتاب البارزين من كل أنحاء العالم العربي، وفي حفل يليق بمكانته الشعرية كرمت أصيلة ضيفها شاعر البحرين قاسم حداد خلال الحفل الذي شهده مركز الحسن الثاني الدولي للمؤتمرات والذي استغرق يوما كاملا، تناوب على الكلمة العديد من الشخصيات الأدبية والسياسية. فبعد كلمة محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير خارجية المغرب ألقي العديد من النقاد والكتاب كلمات إشادة وشهادات في حق الشاعر قاسم حداد، حيث القى كل من معجب الزهراني أستاذ النقد الأدبي بجامعة الملك سعود بالرياض , وأمين صالح الكاتب والشاعر البحريني والصديق الحميم للمحتفى به, ومحمد البنكي الناقد ورئيس تحرير مجلة "أوان", ومحمد عبد المطلب أستاذ النقد والبلاغة في جامعة عين شمس بالقاهرة, وبن عيسى أبو حمالة أستاذ الشعر العربي المعاصر بكلية الآداب بمكناس , ومحمد لطفي اليوسفي أستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب بجامعة تونس والشاعر المغربي ياسين عدنان بالإضافة إلى العديد من الأسماء الأخرى. وفي كلماتهم أجمع المشاركون على أن قاسم حداد شاعر تجربة بامتياز بما يعنيه ذلك من تفرد وتسخير النص للبوح بتجارب الشاعر الحياتية. فيما تطرق آخرون إلى المساحة التي تحتلها المخيلة في أعمال حداد وقدرته على خلق عوالم وتوليفات لا يقدر عليها إلا هو، مشددين على أنه لم يتأثر بزمن الشعر المهترئ. وتناولت مداخلات أخرى قدرة حداد الفريدة على التعامل مع اللغة وتطويعها. وذهب بعضهم إلى القول إنه يصل إلى حد السماح لنفسه بالمواضعة اللغوية على شاكلة قدماء العرب، فيولد كلمات جديدة أو يبعث أخرى ميتة لكن في سياقات يسهل على القارئ استرجاعها بيسر. فيما فضل الآخرون في شهاداتهم الحديث عن الخصال الشخصية للمحتفى به ومناقبه وتجاربهم الشخصية معه لكنهم اتفقوا على أنه رجل يمجد ويقدس الصداقة وينزلها المنزلة التي تستحق. (اليوم) التي حضرت التكريم اختطفت الشاعر قاسم حداد من بين يدي مهنئيه وجمهوره، الذين تنافسوا في أخذ الصور التذكارية معه وتبادل التهاني والتحايا، لتجري معه هذا الحوار. @ ما شعوركم اليوم وأصيلة تكرمكم؟ تكريم منتدى أصيلة الدولي في المغرب هو التفاتة حضارية جديرة بالشعر والابداع، ومتصل بالأفق الانساني، وأظن أن علاقة هذا المنتدى بالإبداع ليس مستغربا. إضافة الى ذلك لا تخلو التفاتة أصيلة هذه من دلالة، لأنها تصدر من المغرب، وهي تعطي دافعا قويا للمؤسسة العربية التي يجب أن تتنبه الى أهمية الثقافة والإبداع في الحياة وفي المجتمع، خصوصا في وقت يتعرض فيه المجتمع العربي والواقع العربي الى هذه الانحدارات و التفسخات. من هنا أظن أن المغرب وأصيلة بهذا التكريم وبهذا الموسم الثقافي الغني والجاد تقدم لنا كأفراد ومؤسسات وحكومات درسا قويا، وأنا سعيد جدا بهذا التكريم، وأظن أن المشاركات الجادة والرصينة النقدية والشعرية والفكرية في هذه الندوة اليوم، من شأنها أن تعطينا طاقة جديدة لمواصلة الحلم. @ قلما يكرم الانسان المبدع وهو على قيد الحياة، ما الذي يعنيه هذا النوع من التكريم؟ أظن أن تكريم المبدع وهو حي هو الحقيقة التي يجب أن تحدث والتي يجب أن ينتبه اليها الجميع، لكي لا ينتظروا الشاعر حتى يغيب لكي يحتفوا به، وبالتالي ومن تجربتي اليوم، فإن على المبدع أن يكرم وهو على قيد الحياة، حتى يرى نتائج أعماله ووقعها على جمهوره. @ قدمت خلال هذا الحفل العديد من المداخلات والشهادات التي أجمعت على الاشارة بقاسم حداد الشاعر والإنسان، ما تعليقكم على ذلك؟ جميع المشاركين هم أصدقاء حقيقيون للشعر العربي الجديد، وهم أصدقاء شخصيون لي، وأعتز بصداقتهم، وهم قريبون جدا من تجربتي الشعرية، وحقيقة استفدت كثيرا من جميع مداخلاتهم وشهاداتهم، وأشعر باعتزاز كبير بشهادة المشاركين. @ قلتم في كلمتكم في حفل التكريم أنك مدين للمغرب بلدا وأدباء لمساهمته في تشكيل شخصية قاسم حداد الأدبية، كيف ذلك؟ لأن دور الفكر والابداع الثقافي والفني المغربي في الثقافة العربية والانسانية دور معروف وقوي، ومتميز وهو جزء من الهواء الذي يتنفسه الجميع، أنا جزء من هذا العالم، وعلاقتي مبكرة بالثقافة المغربية، ان كان على صعيد التجارب الشعرية والفكرية والثقافية، أو على مستوى العلاقات الشخصية، حيث تربطني علاقة صداقة بكثير من الشخصيات المغربية سواء من داخل ميدان الأدب أو خارجه، وأنا اليوم أزداد امتنانا لهم ولبلدهم عبر هذه الالتفاتة، (التفاتة التكريم). @ كيف وجد قاسم حداد أصيلة وموسمها، بعد طول غياب؟ هذه المرة الثانية التي أزور فيها اصيلة، بعد ما يقارب العشرين سنة، حيث كانت زيارتي الأولى في عقد ثمانينيات القرن الماضي. وبين الزيارتين لاحظت الفرق الكبير والحقيقي الذي أتى من خلال التراكم النوعي للتجربة، والتطور الحقيقي في بنية المهرجان، وكذلك في القفزة التي عرفتها البنية التحتية والمؤسساتية للمدينة التي لاحظت أنها باتت تحفل بمؤسسات المجتمع المدني. @ ما ارتساماتكم على التصفيقات الطويلة من قبل الحاضرين ومن قبل جمهور أصيلة؟ أظن بأن هذه رسالة صادقة وأصيلة من لدن جمهور أصيلة، واقول ان هذه الرسالة قد وصلت الى قلبي. قاسم حداد في سطور: @ ولد في البحرين العام 1948 حيث تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي. @ بين العامين 1968 و1975 التحق بالعمل في المكتبة العامة ليعمل بعدها في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام بدءا من سنة1980. @ 1969 شارك في تأسيس "أسرة الأدباء والكتاب في البحرين". @ 1970 كان أحد مؤسسي فرقة "مسرح أوال" سنة1970. @ 1987 تولى رئاسة تحرير مجلة "كلمات" التي صدرت سنة1987. وأطلق موقعا إلكترونيا للشعر والأدب والنقد كما كتب عشرات الدواوين والكتب. معجب الزهراني