امضى ليونيد ستادنيك معظم حياته شبه محتجز في هذه القرية الاوكرانية الصغيرة بسبب طول قامته غير العادي. ولكنه الان وقد بلغ طول قامته مترين ونصف المتر بدأ يرى آفاقه وهي تتوسع لتتناسب مع حجمه. حتى الربيع الماضي عاش ستادنيك 33 سنة في هذه القرية الفقيرة شمال غربي اوكرانيا, وفيما كان ينمو بدا له ان حياته تتقلص. وقد اضطر للتوقف عن عمله كطبيب بيطري تيف مزرعة للابقار قبل ثلاث سنوات اثر تجمد اصانع قدميه لانه لم يكن قادرا على شراء احذية مناسبة. وقد حاول ستادنيك ان يملأ فراغه بالعمل في الحقل ومساعدة والدته في منزلهما المكتظ لان معاش تقاعده الشهري البالغ ما يوازي 30 دولارا في الشهر لم يكن يكفيهما. ثم اكتشفه بعض الصحفيين وبينهم مراسلة للاسوشيتدبرس وقامت بعمل الريبورتاجات التي نشرت عنه نظر شخص الماني زعم انه قريبه من بعيد, ودعاه لزيارة المانيا وجاء الالماني - الذي اعطى اسمه الاول فقط - فولوديمير - لنقله بسيارة فان تناسب حجمه الكبير. واستغرقت الرحلة الى منزل فولوديمير قرب بادن بادن جنوب غربي المانيا 25 ساعة مرهقة ولدى وصوله الى هناك اضطر ستادنيك للنوم على طاولة بيلياردو ولكنه يقول: ان الرحلة استحقت كل المشاق التي تكبدها. وفي المانيا تذوق ستادنيك لحوم الضفادع وشاهد لاول مرة القطار الدائري في احدى مدن الملاهي وهو يقول في ذلك الشهر رأيت اشياء اكثر مما شاهدته طول حياتي. وتضمن ذلك رؤية نفسه في دائرة الاضواء والانتباه والمراهقين الالمان الذين طلبوا توقيعه والاطباء الذين ابدوا رغبتهم في اجراء فحوص له. ستادنيك الذي بدأت فورة نموه غير العادي في سن الرابعة عشرة بعد عملية جراحية في الدماع يبدو انها هيجت غدته النخامية لا يزال ينمو وليس هناك اي مؤشر الى ما اذا كان سيتفوق على روبرت وادلو من التون بايللينوي الذي كان طوله مترين و68 سم والذي توفي في العام 1940 وكان حتى ذلك الوقت اطول رجل في العالم. وقد اظهر قياس اجرى مؤخرا ان ستادنيك اطول 18 سم الآن من التونسي رضوان شربيب المدرج اسمه في موسوعة غينيس للارقام القياسية كأطول رجل على قيد الحياة ولا تنوي الموسوعة تغيير ذلك في الوقت الحاضر. وتقول الناطقة باسم غينيس كيت وايت: في الوقت الحاضر لدينا شاب تونسي يحمل الرقم القياسي وقد اتصلنا بستادنيك ولكنه يبدو شابا خجولا جدا ولا يريد ان يقابلنا لذلك علينا ان نتمسك بما لدينا. كل هذا الانتباه يثير حيرة ستادنيك وهو يتذكر انه خلال زيارته ألمانيا وبخ مضيفه ذات مرة عددا من المراهقين الذين تحلقوا حوله قائلا: دعوه وشأنه انه ليس قصب بامبو ولا ينمو بمقدار اربعة سنتمترات في اليوم. وانطوت رحلة ستادنيك الى المانيا على بعض الخيبات ايضا.. فعندما ذهب لشراء حذاء لذوي الاقدام الطويلة لم يعثر على زوج احذية يتناسب قدمه البالغ طولها 48 سم. وفي النهاية عاوده الحنين الى قريته فقرر العودة لمساعدة والدته هالينا يف عملها الصيفي الروتيني في القرية. ويقول ستادنيك: عيب ان اتسكع فيما يشقى احبائي ويكدون في العمل ويشير الى انه يعاني الما في ركبتيه بسبب وزنه الذي يبلغ 200 كيلو غرام. لدى عودة ستادنيك وجد سريرا جديدا في منزله تقدمه من النجارين في المنطقة وسابقا كان ينام على سريرين موضوعين جنبا الى جنب بالطول. ولكن اكثر ما اثر عليه هو زوج الاحذية الرياضية الذي يناسب قدميه.. وقد بعث به جيسن نسويك من نيويورك بعد ان قرأ عن محنة ستادنيك. وقد كتب الى ستادنيك رسالة قال فيها: يقال اننا نعيش في عصر مليء بالانجازات التكنولوجية المتقدمة والطب الا اننا نعجز عن مساعدة شخص يعيش في معاناة دون سبب واضح.