اصبحت (العنوسة) هما يؤرق اكثر البنات في هذا العصر.. فيما اصبحت اماني الزواج لدى بعضهن تصطدم بآمال الدراسة الجامعية والتخرج او التجارب الفاشلة لبعض المقربات او فقدان الثقة في جيل الشباب الجديد او غلاء المهور وبعض العقبات المشابهة للعادات التي فرضها المجتمع دون مراعاة الخسائر.. (اليوم) طرقت الموضوع المتأزم واستضافت عددا من الاختصاصيين في هذا المجال فضلا عن نماذج من الشباب والشابات الذين هم في طور الزواج.. فكانت الحصيلة: إكمال الدراسة يرى احمد يحيى معاف مشرف الاعلام التربوي بالادارة العامة للتعليم بمنطقة عسير ان السبب في زيادة ظاهرة العنوسة في مجتمعنا السعودي هو اصرار الكثير من البنات على اكمال دراستهن وخصوصا الجامعية وبعد تخرجها من الجامعة تجد نفسها وحيدة بعد ان زاد سنها اربع او خمس سنوات وصرف الشباب عنها النظر فبامكانها الدراسة متزوجة وهناك الكثير من الامثلة في مجتمعنا ولله الحمد من اكملت دراستها وهي متزوجة بل ان بعضهن لم يكتفين بالشهادة الجامعية وتعدى ذلك الى حصولهن على درجتي الماجستير والدكتوراه، فعلى اخواتنا البنات وأولياء امورهن النظر في هذا الموضوع بعين العقل لا العاطفة. غلاء المهور ويؤكد ابراهيم بن عبدالله آل حامد احد منسوبي امارة منطقة عسير ان غلاء المهور وتكاليف الزواج عاملان اساسيان وراء ظهور ظاهرة العنوسة في مجتمعنا فالشاب عندما يتخرج ويبدأ العمل يكون دخله محدودا وظروفه المادية صعبة ومن هذا المنطلق يصعب عليه توفير المبالغ الهائلة التي يشترطها اهل الزوجة ومنها على سبيل المثال قصر الافراح والذي قد يكلف الى خمسين ألف ريال او اكثر في تلك الليلة والذهب والمهر والكثير والكثير. واكثر أولياء الامور يعتقد بذلك التكليف انه يجعل لابنته مكانة في نفس زوجها وهذا على العكس تماما فتلك الاشتراكات سبب في إلغاء فكرة الزواج نظرا لعدم توافر الجانب المادي لدى الزوج فعلى أولياء الامور مراعاة الله قبل النظر في ذلك. تعدد الزوجات ويرى محمد العبادي احد منسوبي مستشفى الصحة النفسية بأبها ان زيادة ظاهرة العنوسة في مجتمعنا يعود الى كثير من الاسباب منها المادية ومنها ايضا عدم فهم الكثير سواء من الشباب او البنات او اولياء امورهن في السماح للشباب بالتعدد وذلك مصداقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبله القرآن الكريم فالاصل في الدين التعدد. واضاف يجب ان ننظر الى هذا التعدد بنظر الدين والعقل وليس بنظرة اجتماعية او عاطفية فهل افضل ان تبقى المرأة (عانسا) ام ان تتزوج من شخص متزوج سؤال سوف يلقى الاجابة الشافية لدى البنات وأولياء امورهن بالتأكيد. راتب الزوجة وتقول (منى . ص. ل) معلمة 35 عاما غير متزوجة في الواقع انني اولا وقبل كل شيء راضية بكل ماقدره علي الله سبحانه وتعالى وسعيدة ولله الحمد بحياتي ومشكلتي ان والدي سامحه الله يرفض كل شخص يتقدم لخطبتي وذلك بسبب راتبي وكلما سألته لماذا قال ان ذلك الزوج طامع في دخلك ويريد ان يطلع على اكتافك فهذه لا اعتقد ان كل من يتقدم لخطبة معلمة او اي موظفة يطمع في راتبها وهذه ليست دعوة لمثالية الازواج ولكن الرجال قوامون على النساء وهم الاولى بالانصاف على اسرهم وفي الجانب الآخر يجب على أولياء الامور عدم التسرع في رفض كل من يتقدم لمن يعولونه ومراعاة الله عز وجل قبل كل شيء فالمادة ليست كل شيء في الحياة وأسأل التوفيق للجميع. الطلاق فيما تذكر (نورة س. ق) طالبة بالجامعة : ان انتشار ظاهرة الطلاق وبشكل كبير جدا وخصوصا عند الازواج حديثي الزواج كان احد اهم الاسباب وراء عزوف الكثير من البنات على الزواج فكل فتاة تحلم ان تجد نفسها في منزل خاص بها ولديها ابناء واسرة.. ولكن زيادة نسبة الطلاق خصوصا عندما يكون الزواج في الشهور الاولى جعل الكثير من الفتيات يعزفن عن الزواج والرضا بوضعهن الحالي خشية الوقوع في مشكلة (الطلاق) فالعنوسة اهون بكثير من ان تتزوج الفتاة ثم تطلق في وقت سريع وهذا يجعل اكثر من سؤال والناس اجناس وكل له وجهة نظر في ذلك. فيما اشار ابراهيم عسيري إلى اننا في المملكة لنا عاداتنا وتقاليدنا التي تنبع من شريعتنا السمحاء غير ان هنالك بعض العادات التي تثقل كاهل الشاب خصوصا انه في بداية حياته العملية وامكاناته محدودة، مشيرا الى ان هذا في الواقع سبب في زيادة نسبة العنوسة. واكد عسيري ان على مجتمعنا تقع عدة مسئوليات وعلى أولياء الامور مراعاة الله اولا ثم النظر لتلك العادات القبلية القديمة التي اكل عليها الدهر وشرب ، كما يجب تسهيل الزواج وتيسيره والتشجيع عليه حتى تتكون الأسر الصالحة وتتلاشى بالتالي تدريجيا ظواهر (العنوسة). واضاف ان ديننا يحث الشباب على الزواج كما يحث أولياء الامور على عدم التقيد بالمهور او المغالاة فيها. مبينا ان الخير اكثره في الأقل مؤنة. واشاد عسيري بفكرة الزواج الجماعي مبينا انها من أكبر وأنجح المشروعات التي اعدتها الدولة حفظها الله لتقليص نسبة (العنوسة) بين الشابات وتحصين الشباب. أحد مقرات مشروع تيسير الزواج