لم يستبعد خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، والخبير في شؤون الاستيطان، أن يفضي الجدل الدائر في اسرائيل على المستويين السياسي والأمني بشأن سلخ معظم أحياء القدسالمحتلة عن المدينة بحجة إمكانية انخراط أبناء القدس في عمليات ضد أهداف إسرائيلية إلى ترسيم الحدود النهائية للمدينة من خلال جدار الفصل العنصري. وأوضح التفكجي في لقاء مع (اليوم) أن هناك جدلاً في اسرائيل على المستويين السياسي والأمني بشأن الأحياء العربية في المدينة التي ترغب اسرائيل في ضمها وتلك التي ترغب في إخراجها من المدينة من خلال الجدار، وواضح من خلال التصريحات الإسرائيلية أن هناك اتجاها لاخراج العديد من الأحياء الفلسطينية المقدسية بما فيها بيت حنينا من القدس وذلك بهدف التخلص من الديمغرافية الفلسطينية تحت ستار أن العرب الفلسطينيين الذين سيبقون خارج الجدار من الممكن أن يشكلوا خطرا مستقبليا على أمن دولة اسرائيل. وكانت مصادر إسرائيلية قالت: إن جهات أمنية إسرائيلية، من بينها جهاز الشاباك، أوصت بإبقاء عدد من أحياء القدسالشرقيةالمحتلة خارج جدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يشمل فصل القدسالشرقية بشكل تام عن محيطها الفلسطيني، مشيرة إلى انه بعد أن كان الحديث يدور عن وضع الجدار على حدود ما يسمى ببلدية القدس الغربية فان الاتجاه الآن هو الحد قدر الإمكان من عدد الفلسطينيين الذين سيبقون خارج الجدار وان اقتضى ذلك إخراج العديد من الأحياء الفلسطينية من حدود ما يسمى ببلدية القدس. وقالت المصادر الإسرائيلية: إن جهاز الأمن الإسرائيلي يعتقد ان من الأفضل لإسرائيل، لاعتبارات أمنية، إخراج جزء من الأحياء العربية في شرقي القدس وشمالها خارج نطاق جدار العزل العنصري. وهذه أيضا توصية محافل أمنية إسرائيلية كبيرة أطلقت في مداولات مغلقة. في هذا الصدد قال التفكجي: يتضح من خلال التصريحات الإسرائيلية أن هناك اتجاها للتخلص من السكان العرب الفلسطينيين في القدسالشرقية وابقاء فقط 15 الفا من الفلسطينيين خارج الجدار بعد أن كانت المخططات تشير الى ابقاء 190 ألفاً خارجه وعليه فلربما الحديث يدور عن ابقاء القدس القديمة واحياء قليلة مجاورة خارج الجدار وحتى مصير الأحياء في داخل القدس القديمة بات غير واضح في ظل الحديث عن تسجيل الطابو للممتلكات في الحي اليهودي في القدس القديمة وعدم تسجيل الممتلكات العربية في البلدة. واضاف: لربما كان الحل هو ما لليهود يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية وما للعرب يحول الى السيطرة الفلسطينية ..هذا الأمر غير واضح حتى الآن. ويشير التفكجي، الى عدد من العوامل التي تستغلها اسرائيل في تنفيذ مخططها هذا فمن ناحية هناك قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية الذي يدعو للتوازن بين الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والاحتياجات الإنسانية الفلسطينية، ومن ناحية أخرى هناك قرار محكمة العدل العليا في لاهاي وقال: لكن العامل الأهم لربما تكون الهجرة العكسية التي شهدناها مؤخرا من القرى المحيطة بالقدس التي كان سيسلخها الجدار الى أحياء لم تكن حتى الآن مشمولة بالجدار مثل بيت حنينا وشعفاط وغيرها من الأحياء وهو ما لا تريده اسرائيل لانها تريد أصلاً التخلص من الديمغرافية الفلسطينية. وأضاف التفكجي: هناك دفع الآن باتجاه التخلص من السكان الفلسطينيين وهو ما يعني عمليا التخلي عن الأفكار السياسية التي كانت تدعو لاقامة الجدار على حدود ما يسمى ببلدية القدس الغربية حيث ترى الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن ذلك لا يشكل حلا عمليا لانه يبقي نحو 190 الف فلسطيني خارج الجدار اي تتوافر لهم حرية الحركة الى اسرائيل. وفي ختام حديثه أكد التفكجي انه في الوقت الذي تعمل فيه اسرائيل من اجل إخراج احياء عربية من مدينة القدس من خلال الجدار فإنها تعمل ايضا على تعزيز وتقوية المستوطنات الاسرائيلية المقامة على اراضي الفلسطينيين في المدينة مثل: معالية أد وميم وغيرها وسط تأكيدات على ضم هذه المستوطنات الى حدود بلدية القدس الغربية وقال: عمليا هم يخرجون احياء عربية من مدينة القدس ويضمون مستوطنات إسرائيلية بهدف زيادة عدد اليهود والحد من اعداد السكان الفلسطينيين.