قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض خبير الأراضي والخرائط خليل التفكجي: إن القدس بالنسبة لإسرائيل خارج المفاوضات، وهي عاصمة لدولة واحدة وهي اسرائيل، مؤكداً انه من هذا المنطلق جرت جولات المفاوضات السابقة، وان نتنياهو يسعى لحكم ذاتي للمستوطنين في الضفة الغربية. وأضاف التفكجي في لقاء خاص ب «اليوم» ان ما يتم الاعلان عنه من مشاريع لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية هي ضمن استراتيجية اسرائيلية واضحة وضعت في عام 1994 ببناء 58 الف وحدة سكنية حتى سنة الهدف 2020 وتم تمديدها ل 2030 لحسم قضية ترسيخ ضم واحتلال القدس ومنع تقسيمها مستقبلاً . وفي هذا الاطار اسرائيل تسير في خطين متوازيين الاول بناء مستوطنات جديدة، هي بالاصل تمت المصادقة عليها، ستقيمها اسرائيل في المستقبل القريب في حال اعلانها ان القدس لا يمكن المفاوضة عليها، والخط الثاني توسيع المستوطنات القائمة اصلا ضمن عملية زيادة عدد الوحدات الاستيطانية فيها حسب الاستراتيجيات الموضوعة. خط متوازٍ آخر هو توسيع وضم مساحات واسعه من القدسوالضفة الغربية ضمن ما يسمى ب «القدس الكبرى» وضمن مستوطنة «غفعات زئيف» التي تقع ب «القدس الكبرى» بالمفهوم الاسرائيلي، وهي كتل استيطانية تقع حول مدينة القدس، تم توسيعها بعد احتلال المدينة عام 67، بمعني ان اسرائيل لا تكتفي بالحدود التي وسعتها في عام 1967 بل هي تريد ان تنتقل لحدود اوسع لتضم ما يزيد عن 10 % من مساحة الضفة الغربية تحت مسمى (القدس الكبرى) . وقال التفكجي: إن (غفعات زئيف) مستوطنة هي ضمن الكتل الاستيطانية التي يتم التركيز عليها، وهناك هدف اخر لتوسيع حدود الاستيطان هو احداث خلخلة عنيفة لقضية السكان بمعنى اخراج المواطنين الفلسطينيين واستبدالهم بالمستوطنين والتجمعات اليهودية سواء داخل المدينة او خارجها للوصول الى الهدف الاستراتيجي الذي وضعته اسرائيل وهو ان تكون نسبة المستوطنين اليهود بالقدس 88 % مقابل 12 % فلسطينيين. وأشار التفكجي الى ما اعلنه رئيس بلدية اليهودي اليميني من انهم لا يحتاجون الى 70 الف فلسطيني خارج جدار الفصل العنصري، وكان يقصد شمال القدس ومخيم شعفاط، وفي اليوم التالي اعلن انه سيكون هناك 90 الف فلسطيني خارج جدار الفصل العنصري وتسليمهم للادارة العسكرية الاسرائيلية كباقي سكان الضفة الغربية ولن يتمكنوا من دخول القدس من دون تصاريح مسبقة . وشدد التفكجي على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخيرة وزعم الارتباط الديني ببعض المستوطنات في عمق الضفة الغربية مثل مستوطنة بيت إيل شمال مدينة رام الله . وقال : «يتم تسمين المستوطنات وتوسيعها واستخدام الدين في قضية المستوطنات مثل قضية «بيت ايل» حيث ادعوا ان هذه المنطقة مرتبطة بالنبي يعقوب، وهي على علاقة بالدين اليهودي والتوراة، وبالتالي بيت ايل هي جزء من التوراة، بمعنى آخر ان بيت ايل التي تبعد عن بيت الرئيس محمود عباس ابو مازن بضع عشرات من الامتار ستكون هي مرصد وقر رقابة وتوجيه وإدارة للاستيطان شمال الضفة الغربية . واضاف: ان هناك هدفا آخر مهم في الاستراتيجية الإسرائيلية وهو انشاء «حكم ذاتي للمستوطنين» في داخل الضفة الغربية. وقال التفكجي: لذا فإن نتنياهو يركز على القول بأن الرئيس محمود عباس «عنصري» لكونه لا يريد ولا مستوطنا بالضفة، لأن ذلك يتعارض واستراتيجيته في خلخلة الوجود الفلسطيني في الضفة واستأصاله من القدس ومنع قيام دولة فلسطينية ولو بأي شكل من الأشكال . وتابع : «ضمن ذلك بدأ يخرج بمزيد بالتوسع والمتسوطنات المعزولة مثل مستوطنة «براخا» في نابلس، مهما تحدثنا ان هذه معزولة، لكن هو يريد ان يصبح لهذه الكتل الاستيطانية حكم ذاتي داخل مناطق السلطة، بالاضافة الى قطع التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية،اسرائيل اعلنت ان الجدار الغربي هو ليس له علاقة بالامن بقدر ما له علاقة بالحدود التي ترسمها اسرائيل حسب استراتيجية شارون في عام 2001 عندما صادق على وجود الجدار لخمسة أسباب استراتيجية ذكرها وهي: المياه، المستوطنات، القرى والتجمعات الفلسطينية ساقطة امنيا، حماية مدرج مطار اللد، وخامسا ارض فارغة يمكن السيطرة عليها والبناء عليها. واوضح التفكجي ان عدد المستوطنين في عام 1992 كان 105 الاف اليوم نتحدث اليوم عن 380 الف مستوطن في الضفة و250 الف مستوطن في القدس، وهذا ضمن خطة اسرائيلية وضعت في عام 1979 للوصول الى مليون مستوطن بالضفة والقدس في العام 2030 لتحقيق الاستراتيجية الصهيونية لشارون ومن بعده نتنياهو حصر الوجود الفلسطيني بعيدا عن الخط الاخضر غرباً والحدود الاردنية شرقاً وتفتيت الوجود الفلسطيني بين الخطين للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية وقيام جيوب وحكم ذاتي للمستوطنين الذين يسيطرون على المياه والحدود والزراعة والمناطق الاستراتيجية التي تؤهلهم للتفوق العسكري مستقبلاً .