لمسنا جميعا وبكل وضوح في معرض العقار والاسكان الذي اقيم في معارض الظهران بحاضرة الدمام الجهد الجيد لتعريف الزوار بمقومات العقار من مخططات استثمارية وعقارات متنوعة, اضافة الى المحاضرات المختلفة التي اهتمت بتثقيف الزوار للمعرض بماهية العقار ومشاركة شركات عقارية مختلفة من داخل المملكة وخارجها وابرام عدد من الصفقات العقارية. وبعد مرور حوالي السنة واقتراب موعد معرض العقار والاسكان الثاني الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية بالتعاون مع شركة معارض الظهران وبمشاركة عدد من الشركات العقارية المحلية والخليجية والعربية. فان مشاركة الجهات المختلفة في هذا المعرض خاصة وعامة امر مهم لما فيه من نشاطات تهم المواطن في حياته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية واهمها الارض والمسكن والتي تعد احدى التحديات الرئيسية التي يواجهها المواطن حاضرا ومستقبلا في ظل النمو السكاني والطلب المتزايد على المسكن في ظل انخفاض اعداد منح الاراضي السكنية من جهة.. وارتفاع اسعار الاراضي في المخططات الخاصة من جهة اخرى, ناهيك عن اسعار انشاء المباني.. ومن هنا يكون تضافر جهود جميع الجهات المعنية أمرا لازما وحتميا وعلى رأس القائمة.. امانة مدينة الدمام ووزارة التجارة. فالامانة التي تعد الجهاز الخدمي الذي يقوم بتنفيذ المهام المناطة به ومنها تخطيط المدينة وهو الاساس الذي تنطلق منه التنمية العقارية من خلال المخططات العامة والاستثمارية, ومن هنا فانها تضطلع بمهمة تثقيف زائري المعرض وبيان اهمية معايير التخطيط واتجاهات النمو الحالية والمستقبلية في الرقي بهذا الاستثمار والتعاون مع الغرفة التجارية في المشاركة في الندوات وورش العمل. تلك الندوات والورش التي يجب ان تهدف الى عرض وبيان المستجدات في علم التخطيط العمراني.. وذلك كآلية للمشاركة في تثقيف الزوار بالمتغيرات والتوصيات الناتجة من المؤتمرات والندوات العالمية التي عقدت في المملكة وخارجها اضافة الى توصيات مجلس الشورى لحل هذه المشكلة. ان ذلك كله سوف يقودنا الى وضع تصور لتوصيات مترابطة ومتجانسة تبين دور القطاعات المختلفة في الدولة في حل مشكلة الاسكان. ويبقى الشق الثاني وهو اهمية مشاركة وزارة التجارة في تثقيف الزوار وذلك بأمر بسيط جدا ذي منفعة عالية وهو نشر الوعي من خلال الدليل الارشادي لمكافحة غسيل الاموال في الجهات العقارية.. والذي اصدرته وزارة التجارة والصناعة, والذي يتضمن آليات مكافحة غسيل الاموال لاعطاء الصورة الواضحة والمهمة التي سوف تحمي المستثمرين في هذا القطاع ان شاء الله. واخيرا وليس آخرا ان تثقيف الزائرين لهذا المعرض.. هو الهدف الاسمى الذي قد يسبق الهدف الاقتصادي البحت.. وذلك خطوة في الاتجاه الصحيح نحو عملية الارتقاء بهذا القطاع الاقتصادي المهم في حياة جيل الحاضر والمستقبل, فبدون التثقيف ستصبح الفجوة بين المستفيد.. والخدمة.. كبيرة والخاسر الاول هو الوطن. [email protected]