وصل مساء أمس الى فلسطينالمحتلة أمس الأربعاء حوالي 200 يهودي فرنسي قادمين من باريس، استجابة لدعوة بالهجرة كان قد وجهها ليهود فرنسا قبل عشرة أيام رئيس الوزراء الصهيوني ارئيل شارون الذي كان في استقبالهم في مطار بن جوريون الدولي القريب من مدينة اللد. وكانت دعوة شارون قد أثارت غضب الحكومة الفرنسية لأنه يزعم أن فرنسا أصبح بلدا يشهد موجة من معاداة اليهود. لكن شارون أشاد في خطابه الترحيبي في المطار، بجهود الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمحاربة ما وصفه بمعاداة السامية. وزعم قائلا، شهدنا خلال السنوات الاخيرة تصعيدا في معاداة السامية ونشعر بالاحترام الكبير للاهتمام الذي يبديه جاك شيراك وحكومته لمحاربة هذا الامر. ووصلت المجموعة اليهودية على متن رحلة جوية خاصة نظمتها الوكالة اليهودية حسبما أفاد موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الانترنت. وكانت دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي قد ألقت بظلال سلبية على العلاقات بين إسرائيل وفرنسا حتى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن أن شارون ليس مرحبا به لزيارة فرنسا ردا على تلك الدعوة. وذكرت "بي بي سي" أن نصف القادمين من هذه المجموعة حضروا في إطار برنامج إسرائيلي لجلب اليهود الفرنسيين إلى فلسطينالمحتلة وأن نحو ألفي يهودي فرنسي يهاجرون إلى فلسطينالمحتلة سنويا. في هذه الأثناء، أدان بيان لوزير الداخلية الفرنسي دومينيك دوفيلبان أمس عملا عدائيا ضد مقبرة يهودية في سافيرن شرقي فرنسا. وبحسب البيان فان وزير الداخلية يعبر عن تضامنه مع الطائفة اليهودية التي تعرضت لهذا العمل التخريبي الجديد فيما توجه رئيس مديرية المنطقة الى المكان وقامت قوة الدرك بوضع الوسائل الكاملة للتحقيق من اجل التعرف على الفاعلين كما اكد دوفيلبان. وقد تم العثور صباح امس على رسوم لصلبان معقوفة على حوالى ثلاثين قبرا في المقبرة اليهودية في منطقة سافيرن لتضاف الى سلسلة طويلة من عمليات تدنيس المقابر في منطقة الالزاس خلال الاشهر الاخيرة. كما أعلن وزير الداخلية في بيان ايضا، اعتقال المشتبه بهم في الاعتداء على النصب اليهودي في دوومون قرب فردان شرقي البلاد مطلع ايار مايو. واوضح مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس انه تم توقيف ثلاثة عناصر من حليقي الرؤوس صباح امس في منطقة بار لو دوك وأطلق سراح احدهم بينما وضع المشتبه بهما الاخران، احدهما قاصر، قيد الاحتجاز على ذمة التحقيق. وكان قد عثر على شعارات للنازية الجديدة وصلبان معقوفة في 7 ايار مايو على النصب اليهودي قبالة مقبرة دوومون الوطنية المخصصة للجنود الذين قتلوا خلال الحرب 1914-1918. وأكدت فرنسا امس الاربعاء تصميمها على ما وصفته "مكافحة كل اشكال العنصرية ومعاداة السامية"، تعليقا على طلب المجلس الاعلى للاعلام المرئي والمسموع في فرنسا منع تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني من البث على قمر يوتيلسات الصناعي الاوروبي. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية، اثر اقدام المنار في تشرين الاول اكتوبر الماضي على بث مسلسل معاد للسامية وعنيف للغاية، طلبت اللجنة الوزارية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية التي تجتمع برئاسة رئيس الوزراء، بان يتم درس الوسائل القانونية لمواجهة بث البرامج التي تتضمن عنصرية واضحة او معاداة للسامية. وأضافت ان المجلس الاعلى للاعلام المرئي والمسموع، وهو السلطة المخولة اتخاذ القرارات في هذا الموضوع، قرر بعد انتهاء الدراسة، رفع الامر الى مجلس الدولة، بواسطة طلب قدم في 12 تموز/يوليو يدعو الشركة الفضائية المعنية (يوتيلسات) الى وقف بث تلفزيون المنار. وهذا الاجراء الاداري هو حاليا قيد التنفيذ. وفي بيروت، صرح مدير الاخبار في تلفزيون المنار حسن فضل الله بان طلب وقف البث قضية سياسية. وقال لوكالة فرانس برس في وقت تطلق فيه الدعوات في العالم العربي لافساح المجال امام الحريات خصوصا الاعلامية نجد في فرنسا من يحاول الحد منها في بلد يرفع لواء الدفاع عن الحريات. وجاء تدخل المجلس الاعلى للاعلام في فرنسا بعد شكوى تقدم بها مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا حول مسلسل "الشتات" الذي بثه المنار ويروي تاريخ اليهود والصهيونية بين 1812 و1948 والذي اعتبر معاديا للسامية.