اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون التي دعا فيها يهود فرنسا الى الهجرة الى فلسطينالمحتلة، بأنها غير مقبولة. وقال بيان الوزارة، اتصلنا على الفور بالسلطات الاسرائيلية لنطالبها بتوضيحات لهذه التصريحات غير المقبولة. ودعا شارون يهود فرنسا الى الهجرة الى فلسطينالمحتلة بسبب ما وصفه التهديدات المعادية للسامية التي يتعرضون لها. وردا على ذلك، صرح حاييم كورسيا مساعد الحاخام اليهودي الاكبر في فرنسا جوزف سيتروك ان مسألة رحيل اليهود من فرنسا غير مطروحة. وقال كورسيا الامين العام للجمعية الحاخامية الفرنسية لوكالة فرانس برس ان مسألة الرحيل غير مطروحة وان عبارة يهود فرنسا لا تعني شيئا، لأن هناك مواطنين فرنسيين يهود وآخرين يعتنقون ديانات اخرى ونحن جزء من روح هذه الامة (الفرنسية). واضاف من وجهة نظرهم (حكومة شارون) اتفهم رغبتهم في استقدام اليهود لكن الوضع في فرنسا لا يدعو الى رحيل والمسألة حتى غير مطروحة، كما لا يمكن التفكير برحيل في اطار فرار. واضاف، في المقابل يجب الدعوة الى يقظة جمهورية عامة ليتمكن كل واحد من ان يكون ما هو عليه، حتى اذا كان الوضع صعبا على اليهود في فرنسا فان واجبنا هو تحسين هذا الوضع واثارة اهتمام كل المجتمع بهذه المشكلة. ويهاجر اكثر من الفي فرنسي يهودي الى فلسطينالمحتلة سنويا. وقد ازداد عددهم بشكل كبير في العام 2002 لكنه تراجع بشكل طفيف في 2003، بحسب احصائية لوكالة الأنباء الفرنسية. وكان شارون قد دعا صباح أمس يهود فرنسا الى الهجرة فورا الى فلسطينالمحتلة، بسبب التهديدات المعادية للسامية التي يتعرضون لها في هذا البلد على حد تعبيره. واضاف شارون اثناء لقاء عام مع ممثلي جمعيات يهودية امريكية ادعو كل اليهود الى الهجرة لاسرائيل لكن الامر ملح للغاية بالنسبة الى يهود فرنسا الذين يجب عليهم ان يتحركوا فورا. وحذر شارون مما وصفه، انتشار جامح لمعاداة سامية في فرنسا، مشيرا في الوقت نفسه الى ان الحكومة الفرنسية اتخذت اجراءات ضد اعمال معادية للسامية والدعاية المناهضة لليهود. واكد في هذا الاطار ان مجرد كون عشرة في المئة من سكان فرنسا من المسلمين يشكل تربة خصبة لشكل جديد من معاداة السامية. ومصطلح "السامية" يحصره اليهود خطأ على أنفسهم كسلالة بشرية جدها الأكبر سام بن نوح، رغم أن المصادر التاريخية تصنف العديد من شعوب آسيا وأوروبا وأمريكا في هذه السلالة التي تجمع الأديان السماوية الثلاثة. من جهته اكد رعنان غيسين الناطق باسم شارون ان دعوة رئيس الوزراء للهجرة الى اسرائيل لا تشمل يهود فرنسا وحدهم وانما كل يهود العالم بما فيهم المقيمون في الولاياتالمتحدة او كندا. واضاف غيسين ان رئيس الوزراء يحرص ايضا على تأكيد تقديره الكبير لما يقوم به الرئيس جاك شيراك والشعب الفرنسي من مكافحة لا هوادة فيها لنزعة معاداة السامية. ومن هذا المنطلق فان فرنسا في موقف الريادة وتشكل مثالا يحتذى للدول الاوروبية الاخرى. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعرب في 16 حزيران يونيو عن الامل في ان يصدر القضاء عقوبات نموذجية ضد مرتكبي الاعمال المعادية لليهود.