تفوقت في دراستها، حصدت الجوائز والشهادات التقديرية على تميزها الدراسي، ولكن الأهم أنها قهرت الإعاقة، واجتازت الصعوبات وتخرجت في جامعة الملك فيصل بالأحساء، من قسم التاريخ بتقدير جيد جداً. ولكن أم مريم لم تستطع ان تحقق أملها وحلم طفولتها، بان تكون معلمة، والسبب سلم في وزارة الخدمة المدنية.. التقينا بها وكان هذا الحوار: @ ما نوع الإعاقة التي تعانين منها؟ شلل أطفال، وقد أجريت 4 عمليات، ولله الحمد أستطيع الآن ان اقف وأتحرك، ولو بالشيء اليسير، كما فكرت في السفر للخارج، ولكن الإمكانات المادية لا تساعد على ذلك. @ كيف تواجهين الآخرين بالكرسي المتحرك؟ لكل بداية صعوبة، والتعامل مع الناس من اصعب الأمور، ولكن تقبل الآخرين لا يكون من البداية، فالناس لا يملكون الوعي الكافي لتقدير إعاقة المعاق، ووضعها في إطارها الصحيح. @ هل مرت بك مواقف محرجة؟ لا.. ولله الحمد لم أواجه صعوبات ومواقف حرجة في حياتي، والكرسي ليس عائقاً. @ ماذا تعني لك كلمتي الأصدقاء والعزلة؟ حياتي مليئة بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة، صديقاتي معي باستمرار، فهن يزرنني مع قريباتي، وأنا لا أشعر بفراغ يذكر. @ هل يستهويك الدخول لعالم النت؟ أرى اخواتي وزميلاتي يحببن ذلك، أما أنا فلا ارغب فيه مطلقا، وليست لدى هوايات أخرى، ولكنني أساهم في بعض الأعمال التطوعية، التي تفيد الآخرين، متى ما سنحت لي الفرصة. @ إذا أين تقضين أوقاتك؟ أهوى دخول المطبخ، وإعداد أصناف متنوعة من الأكلات، التي أجيدها، كذلك ترتيب غرفتي وأغراضي وحاجياتي الضرورية، فأنا اعتمد على نفسي في كل شيء. @ هل فكرت في الالتحاق بالعمل؟ نعم ذهبت لفرع وزارة الخدمة المدنية العام الماضي، ولكن للأسف لم استطع التسجيل لوجود عائق الدرج، وحينما صعدت أختي لجلب الأوراق رفضت المسؤولة، وقالت لابد من حضوري شخصياً، لتعبئة الأوراق، وطبعا لم استطع الصعود، وبسبب تصميمها انسحبت، ولم أتحمس هذا العام لأن اقدم أوراقي، رغم تلهفي للعمل، فأنا اشعر بحياتي في العمل، فطالما تفوقت على أقراني في الدراسة والمثابرة، وحصلت على شهادات التفوق والتقدير، وكذلك كنت الطالبة المثالية، فلماذا لا أعمل. @ هل واجهت صعوبات في التسجيل بالجامعة؟ نعم.. بعد تخرجي في الثانوية العامة حملت ملفي للجامعة، ولكن قوبلت بالرفض، لأنني معاقة، وبعد عام كررت المحاولة، ولله الحمد قبلت على البند المشروط، وبعد عام ونصف العام سجلت رسميا وتلقيت مكافآتي، لأني حصلت على معدل عال وصل إلى ثلاثة ونصف. @ ألم يحل كرسي الإعاقة دون تفوقك؟ بالعكس، فلقد كافحت للحصول على أعلى المعدلات، وكذلك تفوقت على زميلاتي بأعلى تقدير، وصل إلى 95 بالمائة في مرحلة التطبيق، ولم أواجه صعوبة في التعامل أو الشعور بالحرج من الطالبات، بالعكس الكرسي لم يبعدني عن الزميلات، وشرحي كان مميزاً، والوسائل التعليمية التي أوصلت المعلومات للدرس بسهولة ويسر. @ لمن تدينين بالفضل بعد الله؟ لوالدتي (رحمها الله)، على مساندتها وتشجيعها الدائم لي، للتحاور مع الآخرين دون حرج، وتكوين الصداقات مع الآخرين. @ هل تريدين ان توجهي رسالة ما؟ لكل شخص يعتقد أنه لا يمكن ان يفعل شيئا مهما، أقول له: العكس هو الصحيح، فالمعاق يستطيع ان يمارس حياته بشكل طبيعي كأي شخص آخر، ولابد من تغيير مع المعاق، خاصة في الدوائر الحكومية، كما حصل معي في وزارة الخدمة المدنية، فكيف لي بصعود سلالم لم تراع وضعي، كما ان فرص القبول الجامعي يجب ان تزداد للمعاقين، خاصة ان أعدادنا قليلة، واغلبنا متفوقون. وألحظ معاناة المعاق في المراكز الصحية، فأين المصاعد الكهربائية، أو الممرات الخاصة بالمعاقين. @ كلمة أخيرة؟ لوزارة الخدمة المدنية، أقول: وفروا وظائف مناسبة للمعاقين، في نفس منطقة سكنه، وسهّلوا السبل له، وشجعوه على المضي قدما للأمام.