26.000 معلمة تقدمت بطلبات نقل وكل حالة لها ظروفها الخاصة وحققت وزارة التربية والتعليم رغبات 32% من المتقدمات ووراء هذا الرقم قصص وحكايات وظروف صعبة تواجه هؤلاء المعلمات اللاتي نسين فرحة الوظيفة امام ليل الاغتراب داخل الوطن وخوف الاهل الذين باعدت المسافات بينهم وبين بناتهم وزوجاتهم وامهاتهم والكل ينتظر بفارغ الصبر موسم النقل السنوي الذي عادة ما يجيء مخيبا لآمال الكثيرات من المتقدمات. وتمر السنون ولا بارقة امل تلوح في الافق ولا يقتصر مسلسل المعاناة على الاغتراب في قرى وهجر ومدن بعيدة عن الاهل فهناك آلاف المعلمات يقطعن يوميا مئات الكيلو مترات في مشوار يومي يبدأ مع خيوط الفجر الاولى وينتهي عند المساء وما تحمله الاحصائيات من حوادث مرورية راح ضحيتها العديد من المعلمات اضافة الى وجود بعضهن في ظروف صعبة فبين استغلال سائقي الحافلات الى المحرم (المستأجر) الذي يدفع له شهريا راتب مقابل وجوده معهن. ورغم اصرار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم على ان آلية النقل تتم عبر الحاسب الآلي الموحد على مستوى المملكة الا ان الكثيرات يتحدثن عن (تمرير) نقل لزميلات لهن قد تكون ظروفهن اقل اضافة الى تحكم مديرات المدارس ورفضهن النقل بحجة عدم وجود البديل للمعلمة المنقولة. (اليوم) تفتح ملف هذه القضية وتطرح هموم المعلمات وهن يروين نماذج من حياتهن اليومية والمشاكل العائلية التي وصلت إلى الطلاق والاجهاض. الواسطة موجودة في هجرة تبعد عن رفحاء 65 كيلومتراً تعمل (أ. ع) معلمة تاريخ، منذ أن تم تعيينها قبل 6 سنوات، ولأنها غير متزوجة، فقد ظلت هناك وحدها، مع عدد من المعلمات على أمل النقل، حتى تم نقل جميع من معها، وبقيت وحيدة في السكن.. مؤكدة: ان الواسطة مازالت موجودة، فقد جاءت إلى مدرستها معلمة لتخصص آخر في منتصف الفصل الدراسي الثاني، وداومت 3 اشهر فقط، ثم نقلت لمقر سكن أسرتها، ومع ذلك يقال ان النظام يطبق على الجميع بالحاسب الآلي, لذلك فقد تقدمت بإجازة استثنائية للفصل الأول، ثم مددتها للفصل الثاني، لأنه لا محرم لي، وقضيت 5 سنوات صعبة جدا، وعندما نسأل عن سبب عدم النقل؟ يقال لنا: قسم التاريخ لا يوجد له احتياج في منطقتك، مع أنني سجلت في محافظات أخرى، ولو كمدرسة للمرحلة الابتدائية وأدائي الوظيفي 95 بالمائة، وليس لدي غياب ومازالت بعض زميلاتي منذ 6 سنوات ولم يتم نقلهن من مناطق أخرى، فهل سيأتي النقل بعد 10 سنوات؟ أم سنظل حتى نتقاعد؟ أدلة على الواسطة وبكت (أ. ع) وهي تقول: نريد ان نشعر بالاستقرار، أسبوعيا نقطع مسافة 750 كم تستغرق منا 9 ساعات أو 10 ساعات، مما جعلنا لا نأتي إلى أهلنا سوى كل شهر مرة، لأن الخميس والجمعة تضيع في الطريق, وبالطائرة نتكلف ماديا، ثم ننزل في الرياض لمدة 6 أو 7 ساعات للانتقال إلى طائرة أخرى توصلنا للدمام. وتتعجب (أ. ع) من مطالبتهن بالعطاء، دون وجود استقرار، فقد تحتاج لأغراض تطلبها من الجيران على خجل، ولديها مرض في المعدة، وقد تأتيها نوبات قوية في المساء، مما يجعلها توشك على الموت، فتضطر للاستنجاد بجيرانها لإنقاذها, بالإضافة إلى الحوادث، وخطر الشاحنات في الصيف، والأمطار والعواصف في الشتاء.. وتضيف: غالبية معلمات 1418ه تم نقلهن العام الماضي، لذا استبشرنا بنقلنا هذا العام، ومع ذلك لا نعلم من هن اللاتي تم نقلهن؟ والواسطة مازالت موجودة، وان أرادوا الدليل، فلدينا أدلة، ولدينا أسماء. وعن الحوادث التي تتعرض لها المعلمات قالت (أ. ع): لشدة سرعة الحافلة طارت العجلة، وبقينا نمشي على 3 عجلات، ونحن 13 معلمة، حتى جف الدم في عروقنا. ناهيك عن توقف الحافلة أحيانا في الصحراء، فننزل حتى يتم إصلاحها، أو (ينكسر خاطر) المارة، فيقومون بتوصيلنا. 6 سنوات في النفي (ن. ف) معلمة كيمياء من الدمام، تعمل في قرية (الشعبة)، التي تبعد عن رفحاء 150 كيلومتراً، مضت عليها 6 سنوات، وهي تقطع 300 كيلومتراً يوميا جيئة وذهابا إلى المدرسة، تقول: في الإنترنت يقال لنا انه مازالت هناك قوائم انتظار، وبناء على ذلك سجلنا جميع مناطق الشرقية في الرغبات، ولكن دون فائدة، وقد خطبت وتزوجت وأنجبت ابنتي التي تبلغ الآن الثالثة من عمرها، وأنا هناك، وخلال الشهر الثامن من حملي كنت أداوم. كما كنت اصطحب ابنتي إلى هناك مع الخادمة، بينما يطالبني زوجي بإبقائها معه عند أهله، واصطحاب المولود الجديد، ولي زميلة (ح . ب) تعمل معي في نفس القرية، ونقطع أسبوعيا مسافة 750 كيلومتراً، للوصول إلى الدمام، بينما يوفر لنا جيراننا احتياجاتنا. تضيف: سمعنا كثيرا عن حوادث المعلمات، والطرق غير المعبدة، بالإضافة إلى تعطل السيارة في بعض الأحيان في الصحراء, مما اثر على نفسياتنا. وفي أيام الشتاء تضيع بعض المعلمات في الصحراء، ناهيك عن المشاكل العائلية المتكررة، بسبب اغترابنا عن أزواجنا، فزوجي موظف في الظهران، ووضعنا غير مستقر منذ بداية زواجنا، الذي مضى عليه 4 سنوات حتى الآن، وكلما صدرت حركة نقل حدثت مشكلة، حيث يخيرني فيها بين الاستقالة أو تقديم إجازة، وقد حاولت دون فائدة. لعدم توافر البديلة. وتؤكد (ن. ف) أنها مع الحمل أصيبت بالضغط والزلال، لكثرة الجلوس في الحافلة، بالإضافة إلى سوء نفسية صغيرتها، التي ترفض ذكر (رفحاء)، وتقول (ما ابغي رفحاء ابغي بابا). مأساة سنوية ليلى حسن محمد آل فضل، تخصص جغرافيا، تعمل في هجرة (بدائع العصمة)، التي تبعد 96 كيلومتراً عن القويعية منذ 7 سنوات، حيث باشرت عملها في 13/5/1418ه، تقول: نقلت 18 معلمة جغرافيا من دفعتي، كن باشرن عملهن في 28/4/1418ه، ولم يتبق سواي ومعلمة أخرى باشرت في 6/5/1418ه، رغم ان قرار التعيين هو الذي تأخر لمدة شهر، حيث غادرت الشرقية وعمر ابنتي سنتان فقط، والآن هي في العاشرة، بينما ابني الآخر الذي أنجبته هناك يبلغ السادسة من عمره، وقد أخذت إجازة استثنائية خلال العام الماضي، بعدما رأيت المعلمات اللاتي لم يمض على تعيينهن سوى سنتين ونصف السنة يأخذن الاستثنائي، تم نقلهن، وكذلك نقلت كل معلمات اللغة الإنجليزية بعد عام واحد، أما أنا فأقطع مسافة ساعة كاملة يوميا من اجل حصة واحدة؟ وعدد الطالبات قليل جدا. زوجي استقال وعن ظروفها تتحدث ليلى آل فضل قائلة: أنا يتيمة الأبوين، وقد حاول زوجي الحصول على إجازة استثنائية من عمله بدون راتب، فرفضوا، مما دفعه للاستقالة، من اجل مرافقتي، حيث بقيت بمفردي في السكن، وسكنا في (الرويضة) على بعد ثلث ساعة عن المدرسة، وقد تحملت وسائل النقل خلال حملي، حيث كنت اضطر للمرور بطريق غير معبد، واستقل سيارة إلى هجرة، ثم ننزل هناك ونركب سيارة أخرى، لتنقلنا إلى المدرسة، بالإضافة إلى التكلفة المادية وحوادث الطريق من بنشر وغيره. وتروي ليلى قصتها عندما تعطلت العجلة ذات مرة في الطريق إلى القويعية وشب حريق في الحافلة، ونزلت مع زميلاتها بسرعة، في حين رفض السائق إبلاغ أمن الطرق.. تقول: ما ان اتصلنا بهم حتى حضروا، وقد قضينا الليل بطوله في الطريق، فلم نصل حتى السابعة صباحا، حيث احضروا لنا حافلة أخرى، وعدنا بنفسيات سيئة جدا، مع تعرض بعض الزميلات لكسور ورضوض. وعن حركة النقل الأخيرة تقول آل فضل: عندما رأينا الأسماء، ظللت ابكي وتبكي معي اخواتي الأربع، فلقد تمنيت أنني توفيت في أول سنة داومت فيها. ولو فكرت بالاستقالة الآن فسأظل أنا زوجي بلا عمل، فمن أين سنصرف على الأبناء، بينما تلح ابنتي بقولها (استقيلي لا تروحي). حائرة على السلم اما (ص. ف) فتقول: مند 8 سنوات وأنا اقدم طلب نقلي، دون فائدة، لأني معلمة جغرافيا، حتى أنني هذا العام سجلت ضمن الراغبات في الأحساء والقطيف، ولكن دون فائدة، بل طلبت حفر الباطن، في فرصة تعديل الرغبات، لأنني فقط أريد العودة إلى الشرقية، بعد ان مضت أيام العمر في نجران، وحتى أتمكن من رؤية أهلي على الأقل نهاية الأسبوع. وتتساءل: لماذا نقلت بعض المعلمات اللاتي تم تعيينهن بعدي، رغم ان صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود أمير منطقة نجران كتب في خطاب ليّ العام الماضي (ينظر في أمرها)، لكوني أعول أهلي، ولكن المديرة رفضت، لعدم توفر البديلة, وقد تقدمت بخطاب للوزارة، أوضحت فيه وفاة الوالد، مرفقة شهادة الوفاة، وكل ما يدل على كوني العائل الوحيد لاخوتي التسعة، ولكن أيضاً دون فائدة. أما الوالدة فكلما رأت مأساتي السنوية تقول لي (رزقنا على الله يا بنتي، إذا فيه تعب عليك لا تروحي، لا تحملي نفسك فوق طاقتها)، ولكن لأنه مصدر دخلي، لذا لا يمكنني الاستغناء عنه، فقد صبرت رغم كوني في هجرة نائية تسمى (حائرة السلم)، وبعدي معلمات تم نقلهن، ماعدا أنا ومعلمة أخرى. أقبل مراسلة أو عاملة وتشير إلى أنها ذهبت في حافلة إلى الرياض، بعد صدور الحركة، مع 5 معلمات، ولم يجدن سوى الصد واللامبالاة، وظللن في الشمس منذ الثامنة وحتى الثانية عشرة والنصف بلا فائدة، وقد عاودن الذهاب ليلة السبت مرة أخرى، وقمن بتعديل رغباتهن في الاستمارة، ولكن دون فائدة.. تقول: مع أني وضعت حفر الباطن ضمن رغباتي، وتقديري الوظيفي 96 بالمائة (ممتاز)، ودرست 24 حصة تاريخ وجغرافيا وعلم نفس وعلم اجتماع، من اجل خدمة الوطن، ولا مانع لدي من ان انقل كمراسلة أو عاملة للشاي والقهوة، فلن اعترض، المهم ان أكون بجانب أهلي. نريد موعدا للنهاية أم احمد معلمة رياضيات منذ 4 سنوات، تعمل في الدوادمي، أحبت ان تطرح سؤالا على الوزارة: إلى متى ونحن في الغربة؟ نحن الآن ننظر إلى المدرسات الأقدم، التي مضى عليهن 6 و7 سنوات، ولم ينقلن بعد، بحجة عدم وجود الاحتياج فهل هذا معقول؟ وقد توقعت عدم نقلي هذا العام، ولكن على أمل نقل الأخريات، ولكن دون فائدة، رغم نقل كل معلمات اللغة الإنجليزية اللاتي يسكن معي، ولم يبق سوى 5 معلمات، غالبيتهن سيأخذن إجازة استثنائية. وتقول أم احمد: الكل تحطم في هذه الحركة، ومعنا عروس كان لديها أمل في النقل و6 معلمات رياضيات، طالبن بالنقل من الدوادمي للشرقية، فهل الشرقية مكتفية لهذه الدرجة، ولو تم توزيعنا على مدارس الشرقية فلن يضر ذلك، بدلا من بقائي في منطقة تبعد عن المدرسة 70 كيلومتراً، مع خشيتنا من الحوادث، فنحن في سيارة تقابل الجمال السائبة، ووعورة الطريق والعواصف الرملية، بينما تكثر الحوادث ليلا، كما صادفتنا قبل 3 شهور أمطار وعواصف مخيفة، وقد تعرضنا لأكثر من حادث، نجونا منه والحمد لله، كما تعرضت زميلاتنا لحادث، وأصبن إصابات في الفك ورضوض وغيرها. حددوا لنا موعداً وتضيف أم احمد: لا مانع لدينا، سنصبر، ولكن إذا تم تحديد موعد لنا لنحظى فيه بالنقل، حتى لا نبقى هناك إلى اجل غير مسمى؟ وتشير أم احمد إلى ان عطاء المعلمات المغتربات بدأ يقل تدريجيا، بسبب الاكتئاب والتعب. بالإضافة إلى نفسية الوالدة، التي تعبت كثيرا، ومع ذلك يحاول الأهل الشد من عزمي، وأنا اصبر نفسي، حتى لا ابكي أمامهم، فأنا بحاجة للعمل، لمساعدة والدي، فلي 12 أخا، والوالدة مريضة، وبحاجة لخادمة، وأنا هناك اصرف معظم الراتب على مصاريف النقل للشرقية 500 ريال، أو الشقة المفروشة التي أدفع إيجارها 500 ريال شهريا، إذا كان معي أحد، والآن نقص عددنا، فستصبح المصاريف اكثر، بالإضافة إلى مشوار النقل للمدرسة 500 ريال ومصاريف الأكل والشرب، ومع ذلك لا حوافز ولا أمل. لا عزاء للمتفوقات ومن مدينة العيون بالأحساء تحدثت (ف. ا)، معلمة اللغة الإنجليزية (التربوية)، التي تقول: أنا معلمة في مندوبية شرورة، التابعة لإدارة التربية والتعليم في نجران، وقد تقدمت بطلب نقل إلى مقر إقامتي، ووافق عليه المسؤولون في شرورة، ولكن فوجئت بعدم وجود اسمي في حركة النقل، رغم نقل بقية زميلاتي، مع كوني من أوائل الدفعة، بتقدير ممتاز، وأدائي الوظيفي ممتاز أيضا، وقد رافقني ابن أختي، ولكنه الآن تخرج من الثانوية العامة، وقد تزوجت خلال الإجازة الصيفية الحالية، وزوجي يعمل في الأحساء. وتتساءل (ف. أ): ان كانت هناك حركة إلحاقية للنقل؟ وهل تكافأ المتفوقة الحريصة على المواظبة بالبقاء هناك، مع معاناتها النفسية الشديدة. مشكلة المحرم أما (ن. ت) من الرياض، تخصص تعليم خاص (تخلف عقلي)، فتقول: منذ 3 سنوات اعمل في عنيزة بالقصيم، وليس لدي مرافق، سوى الوالدة، التي تعاني السكر والضغط والكليسترول، ولديها مراجعة شهرية في مستشفى الحرس الوطني، ومع ذلك لا نستطيع الذهاب للرياض، سوى في الإجازات فقط، لعدم توفر المحرم. وقد توقعت عند تعييني ألا تستمر الغربة اكثر من سنتين، خاصة ان معنا من داومت سنة واحدة فقط ونقلت إلى جدة، بينما معي أخرى تعمل هنا منذ 4 سنوات، ثم يقولون لجنة (ظروف خاصة) أين هي هذه اللجنة، وقد أرفقت لهم التقارير الطبية لوالدتي، التي أصيبت باكتئاب نفسي، بسبب الوحدة، فاضطررت لإرسالها للرياض لمدة شهر، وجلست وحيدة مع الخادمة، ولو كانت المعاناة لي وحدي لكان ذلك أهون. ظروف خاصة وتؤكد (ن. ت) أنها على استعداد لتقبل الخصم من راتبها، أو الدوام في الإجازات، ولكنها تريد الحصول على النقل، بينما هم يشترطون في الظروف الخاصة ان يكون للمعلمة زوج مريض أو ابن مريض، بينما لا يهتمون بالأب أو الأم، اللذين هما الأساس، ويجب البر بهما. وتضيف: تحملت أمورا كثيرة، لمجرد ان تكون المدرسة مقابلة للسكن الذي أسكن فيه، مع تنازلي عن الكثير، بينما تبعد عنيزة عن الرياض 360 كيلومتراً، ويحصل أحيانا انقطاع في الكهرباء أو الهاتف، ونحن وحيدات، بدون محرم، فيقوم جارنا (المصري) جزاه الله خيرا بتسديد الفواتير، وشراء احتياجاتنا. أصبح رقمي 150 باشرت معلمة اللغة العربية (ه.أ) منذ عام 1420 ه في عسير بهجرة (خبتة)، يعمل زوجها في القطاع العسكري في الدمام، ويسكن ولداها الاثنان معها منذ 5 سنوات، حيث كان أكبرهما عمره سنة ونصف السنة. فوجئت (ه.أ) من عدم وجود حركة إلحاقية لنقل المعلمات.. متسائلة عن السبب في ذلك، خاصة مع عدول عدد في المعلمات في المنطقة الشرقية عن النقل؟! في حين كان رقمها في قائمة الانتظار على منطقة سيهات 118، أما الآن فقد اصبح العدد 150.. متسائلة: إذا طلبت معلمة النقل العام الماضي، ثم عادت للطلب هذا العام، فهل هي أولى أم أنا؟! مشيرة إلى مراعاة أقدمية الطلب لا أقدمية التعيين.. وتضيف: هناك مشاكل المعلمات مع أزواجهن، بسبب عدم الاستقرار النفسي والذهني، وعدم وجود المحرم، خاصة أن أهلي في جدة، بينما يسكن زوجي في الدمام، وهو يطالبني بالاستقالة مرارا، وأتمسك أنا بالوظيفة حتى آخر لحظة، حين يفتح الله علينا، وأحصل على نقل، حتى لو كان إلى (النعيرية)، مع علمي بأنني لن استقر مع أولادي، إلا إنني على الأقل سأستطيع رؤيتهم كل خميس وجمعة. حركة النقل لم تنصفنا (م.ج.ج) معلمة لغة عربية، تم تعيينها في محافظة القويعية عام 1418ه، تقول: طالعتنا حركة النقل الأخيرة، التي اقسم المسؤولون على حياديتها، مبررين عدم تحقيق رغباتنا بالتحديد المسبق لمدن رئيسية، مما ساهم في تعذر النقل، ومن هنا انطلق لتساؤلات مهمة. هل بالفعل تحقق العدل؟! ولماذا النفي الدائم لوجود الواسطة؟! ولماذا أهملت المعلمات اللاتي امضين ما يقارب 8 سنوات؟! وتضيف: تم تعييني في 6/5/1418ه، اذهب يوميا إلى القرية التي أعمل فيها بالقويعية، متكبدة المتاعب ومفاجآت الطريق، متوكلة على رب العباد، وقد أمضيت كل هذه السنوات بانتظار النقل مع تسليمي، بان عدم حصول ذلك قدر من الله، وعلي الرضا به، ولكن.. والله على ما أقول شهيد! عندما تتدخل الواسطة يتم نقل من هن في نفس تخصصي، ولم يمض على تعيينهن، سوى سنة واحدة وللرياض فهذا (مالا يصدقه عقل). نعم وكان ذلك في حركة العام الماضي، وكنت حينها مسبوقة بتسع معلمات فقط، فلم أتذمر، ولم اشك وقلت خيرا، وقبلت بحالي، رغم ان بعض معلمات الدبلوم في مدرستي، وتم نقلهن بنفس التخصص.. وانتظرت الحركة الأخيرة، بفارغ الصبر، وكان الأمل اكبر لتجاوزي مدة، ولا أظن ان هناك من يلومني على هذا الأمل الكبير (جدا) فما الذي حدث؟! لقد ظهرت الحركة دون اعتبار لسنوات خدمتنا، وارتفع العدد لأكون مسبوقة ب 33 معلمة على المرحلتين المتوسطة والثانوية؟!! صدمة كبيرة، وتجاوزات اكبر من وزارة التربية والتعليم التي ادعت الحياد، ومن الطبيعي أن تقول ذلك، وقد تدخل (الحاسوب) في أمرنا، ولم يعد هناك كشف لأسلوب الواسطة، وتأتي المبررات أننا حددنا منطقة رئيسية هي (الرياض)، بالله يا سادة أيعقل أن امكث كل تلك المدة، ثم نطالب بعدها بالنقل، واختيار محافظة أخرى؟! وتضيف: حركة النقل، وأقولها بكل أمانة، لم تنصفنا نحن معلمات عام 1418ه على الإطلاق، ولم تعترف بالأداء الوظيفي لنا، ولا بالغياب فأين البنود الستة التي تحدثهم عنها، وقلتم انه معول عليها في النقل. وتتساءل: لماذا لم تكتبوا اسم كل معلمة منقولة، متعلقات نقلها من المباشرة والغياب والأداء الوظيفي... الخ. وحينها سينكشف الستار، ولكن ذلك لم يحدث، ولن يحدث، حيث سينكشف الخلل الكبير، وعشوائية النقل، التي ظهرت سوف تستمر، إذا لم يتم التعامل بصدق مع متطلبات النقل. شيح الحوادث يسيطر على حياتهن