26.000 معلمة تقدمت بطلبات نقل وكل حالة لها ظروفها الخاصة وحققت وزارة التربية والتعليم رغبات 32% من المتقدمات ووراء هذا الرقم قصص وحكايات وظروف صعبة تواجه هؤلاء المعلمات اللاتي نسين فرحة الوظيفة امام ليل الاغتراب داخل الوطن وخوف الاهل الذين باعدت المسافات بينهم وبين بناتهم وزوجاتهم وامهاتهم والكل ينتظر بفارغ الصبر موسم النقل السنوي الذي عادة ما يجيء مخيبا لآمال الكثيرات من المتقدمات. وتمر السنون ولا بارقة امل تلوح في الافق ولا يقتصر مسلسل المعاناة على الاغتراب في قرى وهجر ومدن بعيدة عن الاهل فهناك آلاف المعلمات يقطعن يوميا مئات الكيلو مترات في مشوار يومي يبدأ مع خيوط الفجر الاولى وينتهي عند المساء وما تحمله الاحصائيات من حوادث مرورية راح ضحيتها العديد من المعلمات اضافة الى وجود بعضهن في ظروف صعبة فبين استغلال سائقي الحافلات الى المحرم (المستأجر) الذي يدفع له شهريا راتب مقابل وجوده معهن. ورغم اصرار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم على ان آلية النقل تتم عبر الحاسب الآلي الموحد على مستوى المملكة الا ان الكثيرات يتحدثن عن (تمرير) نقل لزميلات لهن قد تكون ظروفهن اقل اضافة الى تحكم مديرات المدارس ورفضهن النقل بحجة عدم وجود البديل للمعلمة المنقولة. (اليوم) تفتح ملف هذه القضية وتطرح هموم المعلمات وهن يروين نماذج من حياتهن اليومية والمشاكل العائلية التي وصلت إلى الطلاق والاجهاض. ابنتي منهارة والدة المعلمة (أ. خ) بكت وهي تقول ابنتي في حفر الباطن منذ ثماني سنوات ولم يتم نقلها بالرغم من ظروفنا السيئة وقد أذهب معها أحيانا ولكني أتعب بسبب مرض السكر والضغط وأحتاج للتنويم في المستشفى بين فترة وأخرى. وتضيف تسكن ابنتي مع مجموعة معلمات في شقة في ضواحي حفر الباطن وتعاني الأمرين في رحلة الذهاب والعودة للخبر حيث رأينا ذات مرة أمامنا حافلة تحترق وحاولنا صرف نظرها عنها بالكلام والأحاديث حتى لا تخاف ولكننا شاهدنا الدموع تملأ عينيها عند ظهور الأسماء الأخيرة انهارت أعصابها وأدخلناها المستشفى وهي تقول سأستقيل وتحلف بعدم العودة إلى هناك مرة أخرى وبكت الأم بحرارة مرة أخرى وقالت لو ما كنا محتاجين راتبها أنا وأخوتها الصغار كان ما غربناها وما نقول إلا (حسبنا الله ونعم الوكيل)!! وتروي والدة (ف. ع) من الاحساء مأساة ابنتها اليتيمة والمطلقة التي تم تعيينها في الدوادمي معلمة لغة عربية منذ 5 سنوات بالرغم من كونها تربوية وقد اضطرت للذهاب وحيدة بالطائرة بعد أن كانت تذهب مع زوجها قبل الطلاق ولم يتم نقلها حتى الآن ولم أستطع الذهاب معها لمرضي حيث أن لدي ضيق تنفس واستخدم جهاز الربو وأعاني من ارتفاع الضغط وحاولت شرح هذه الظروف الخاصة للمسؤولات في إدارة التعليم دون فائدة وليس لدينا رجل يتكلم بالنيابة عنا، وفي الرياض قيل لنا يجب أن تسجل رغبتها في الحفر أو الرقعي إن أرادت النقل هل يصح أن تأتي من غربة إلى غربة وتقطع مسافة 700 كم وحدها!! وبصوت ملؤه الحزن والألأم تول والدة (ف.ع) لا أنام الليل عند سماعي عن حوادث المعلمات ودموعي تملأ المخدة كل ليلة وقد تساءلت الأم في نهاية حديثها معلمات أمضين سنة ونقلن وابنتي منذ خمس سنوات لم تنقل ؟ّ ولم تستطع إكمال حديثها بسبب البكاء!! يريدونها موظفة من جهته قال عبد الرحيم المالكي الذي تعمل اخته معلمة فيزياء منذ ثلاث سنوات في قرية الغريف في منطقة الحزمة حيث كانت تسكن في شقة وتقطع يوميا مسافة 160 كم ذهابا وإيابا الى (الغريف) وقد تم نقلها ولكن الى (الرفيعة)؟! في شمال شرق المملكة وتبعد عن بقيق أكثر من 300 كم وهي هجرة لها طريق واحد مزدوج وهو غير معبد بالرغم من اننا كنا ننتظر نقلها الى (بقيق) حيث نسكن خاصة ان الوالدة تسكن معها وهي امراة كبيرة في السن وتعاني السكر والضغط وانا موظف في القطاع العسكري ومع ذلك اضطر للذهاب أحيانا لاحضار الوالدة لمواعيدها حيث تعبت اكثر من مرة وارتفع عندها السكر والضغط مع عدم وجود مستشفيات للرعاية الصحية هناك والحمد لله اني لم أتعرض لحوادث حتى الآن. ويقول عبد الرحيم: لم نطلب نقلها الى بقيق فقط بل حتى الى الدمام أو المدن القريبة منها ولكن دون فائدة ويضيف لدي أخت ثانية تخصص تاريخ تم تعيينها مديرة مدرسة في(متياهة) ثم في حفر الباطن منذ ثلاث سنوات وتسكن هناك مع أخت ثالثة تخصص إنجليزية تدرس في (الرافعة) منذ سنة ويذكر انه لا مانع لديهن من التضحية لخدمة هذا الوطن فهذا شرف لهن وقد ذهبن للبحث عن مستقبلهن فالحياة تريد المساعدة الآن ومع ذلك فانا اضطر للدفع من راتبي للوفاء بمتطلباتهن حيث السكن 2700 ريال شهريا والسيارة التي تقلهن الى مدارسهن بالإضافة الى مصاريف الذهاب والمجيء إلى بقيق. 3 زوجات أما عرفات جاسم الحداد زوج معلمة لغة عربية في وادي الدواسر منذ 6 سنوات ونصف فقال : ظلت سنتين تذهب الى هناك وتترك الابناء عند والدتها , ثم اخذتهم سنة , ثم ارجعتهم , حيث كانت تتركهم هناك عند مربيات اطفال. ويضيف: اسكن في القويعية الان, ولدي ثلاث نساء وقد تم نقل زوجتي الثالثة لأن تخصصها رياضيات , بالرغم من ان تعيينها قبل سنتين فقط, وقد سكن عرفات الحداد في وادي الدواسر 7 سنوات , حتى تم نقله الى القويعية. وتكمن معاناة زوجته كما يقول عرفات في انها اذا جاءت الى الاحساء يرفضها ابنها وتظل فترة حتى يعتاد عليها في الشقة. وعندما صدرت اسماء المنقولات ولم تر اسمها ظلت تبكي طوال اليوم, وقالت سآخذ إجازة استثنائية ولم تفكر بالاستقالة, لأنها تعول أهلها وظروفهم صعبة جدا. وفي حديث مع زوجة عرفات (الثانية) قالت نحن 3 مدرسات ويسكن معنا زوج إحدانا لأنه بلا عمل وهو يقوم بتوصيلها للمدرسة بينما يقوم السائق بتوصيلنا ,ونحن اكثر من جلس في الوادي حتى الآن , بالرغم من رفع أوراقنا للنقل, وحتى إجازات استثنائية لم نأخذ حتى الآن , وقد طالبت بالنقل الى الاحساء بكل هجرها, ومع اننا في مدينة الهفوف وحالتنا النفسية صعبة جدا فلا نرى أزواجنا سوى كل شهرين او أكثر بينما لا أرى ولدي سوى في الإجازات, ولا يمكن ان نخرج من البيت إلا للمدرسة وكأننا في سجن. وتتساءل: لماذا تأخر النقل ؟! وهل هناك أمل في التغيير ؟! مع وجود مدرسات لم يمضين سوى 5 سنوات وتم نقلهن بدون ظروف خاصة وفي نفس التخصص. كتبت كثيرا وتحدثت خالد المطرف (زوج معلمة جغرافيا في حفر الباطن منذ عام 1418ه) وبعد ست سنوات تم نقلها الى منطقة الجفر في الاحساء مع انها تبعد عن القطيف مسافة ساعتين ونصف الساعة وقد كانت آخر رغبة لها في الاحساء ومع ذلك نقلت اليها وظلت تروح وتجيء يوميا مع مجموعة معلمات ويقومون بأداء صلاة الفجر في (محطة بنزين). يقول خالد: نشرت لي في الصحف العام الماضي الكثير من المقالات حول هذا الموضوع ومشاهداتي ومواقفي مع بعض المسؤولين وتحدثت خلالها عن حادث حافلة معلمات القصيم التي انقلبت ومات بعضهن وتشوهت أخريات من الزجاج وغيره, كما تعرضت زوجتي لحادث على طريق الجفر ولكن لم يصب احد والحمد لله وظللن في الشمس (4 نساء) حتى وصلت اليهم. ويضيف المطرف: من يحضر ليلة السبت الى موقع الحافلات يرى الأطفال وهم يتعلقون بامهاتهم وقد ظل طفل متعلقا بعباءة أمه وهو يبكي حتى ابيضت شفتاه واتته حالة مثل الصرع, وكان بودي ان يكون معي كاميرا لالتقط له صورة, وابعثها للمسؤولين. وقد رأيت طفلا رضيعا آخر أحضره والده الى الرياض ووضعه على مكتب أحد المسؤولين وطلب منه تربيته. بتروا أصابعه وعن مآسي المعلمات أيضا يقول خالد: من يذهب الى مقر الوزارة هذه الأيام يرى العجب, فهناك معلمة في منطقة نائية في الجنوب في بيت من (شينكو) ولديها طفل مريض بالسكر عمره 6 سنوات وتطالب بالنقل. منذ العام الماضي، وقد قرر الطبيب بتر أصابع رجله لسوء حالته فمن سيعتني به إن لم يتم نقلها، وفعلاً لم تنقل ولم تراع ظروفها. ويتساءل المطرف: يقال بأن الأولوية للقديمات، ولكن ألا ينظر للمتزوجة وأولادها على طريقة (لم الشمل)، ولماذا تطبق للمعلمين فقط؟ هل لأنهم في نفس الوزارة والدكتور ورجل الأمن وموظف الشركات الخاصة من ينصفه مع العلم بأن رجال الأمن وموظفي آرامكو يعملون 24 ساعة، لأنهم تحت الطلب، فمن الذي يخدم هذا الوطن أكثر ؟! معاناة معاق وتحدث ل (اليوم) (ع. ف) وهو زوج معلمة دين منذ عامين تعمل في (الباحة) وقد تزوجها خلال هذا الصيف وهو موظف في غدارة التعليم ومعاق ويتساءل: أين أتقدم بطلب نقلها؟! أين أذهب؟! وهل هناك استثناءات لمثل هذه الحالات في إلحاقية النقل القادمة أم أنه ليس هناك إلحاقية كما قرأنا في الصحف، وناشد (ع.ف) مسئولي الوزارة النظر في ظروفه وإعاقته وإبقاء زوجته معه....! أما عدنان أبو سارة فيقول: زوجتي معلمة في محافظة ضرماء على بعد 100كم من الرياض منذ عام 1419ه مع أن تخصصها رياضيات ولم تنقل. وتقطع زوجتي 200 كم يوميا ذهابا وإيابا بالاضافة الى مشوار القطيف الاسبوعي من الرياض، وهي مجبرة على القدوم أسبوعيا لأنها أم لابنتين معي هنا. واقترح عدنان على وزير التربية والتعليم تعيين أخصائي نفسي في كل منزل لمعلمة مغتربة هذه الأيام. فزوجتي بكل أمانة تعبانة نفسيا جدا ففي كل عام تصدم بحركة النقل وتقاوم ولكن الآثار العصبية والنفسية للاحساس بالوحدة والغربة شديدة عليها. وهي الآن قد كتبت استقالتها.. فإلى متى سنصبر؟ بل حتى الأمل في الحاقية الحركة لا يوجد..!! وقد تم نقل كل المعلمات اللاتي معها من نفس الدفعة ما عداها وكان رقمها (2) على الدمام وداومت العام الماضي ثم أصبح رقمها الآن بعد الحركة (16) فمن أولى بالنقل من تطلب النقل من مندوبية لاخرى أو من منطقة لأخرى؟! ويروي عدنان قصة حدوث خطأ في استمارة نقل زوجته بسبب أحد موظفي الوزارة حيث كتب مباشرتها بتاريخ 1422ه وهي 1419ه وصارت قصة طويلة على تعبئة استمارتها لأنها منتدبة الى الرياض ولم يسجلوا لها سوى ثلاث خيارات من ستة، ثم قالوا لنا أنهم عدلوا البيانات ومع ذلك لم ينشر اسمها في حركة النقل. ويضيف أبو سارة: يطلب مني في كل سنة احضار تعريف أن عملي في القطيف (دوامين) وزوجتي في الرياض وهي تذهب بلا محرم مسافات بعيدة أسبوعيا تقريبا بالطائرة أو السيارة. وقد ذهبت أيام حركة النقل الى الرياض بمعدل يومي وخرجت (من المولد بلا حمص) وقد كنت يوم الأحد الماضي هناك وعرفت أن اللجنة التي أقيمت لتعديل رغبات النقل هي بمثابة (الحقنة المسكنة) ورجعنا بخفي حنين. ويؤكد عدنان أن لديه أختا استقالت العام الماضي وتركت الوظيفة بعد أن ظلت ست سنوات تطالب بالنقل. وزوجتي الآن قد كتبت استقالتها بانتظار الالحاقية؟!! باختصار شديد وتمنى راشد الدوسري ايصال صوته للمسؤولين حيث تعمل زوجته منذ 1419ه حيث تم تعيينها في حفر الباطن لمدة عامين ثم نقلت للنعيرية ولم يحالفها الحظ ضمن حركة النقل الأخيرة بالرغم من معاناتها الأمرين حيث ان مقر السكن بالدمام ولديها بنت صغيرة. ظلم المديرات أما زوج (ه.س) معلمة رياضيات تم نقلها من القصيم بعد عامين من المعاناة الى قرى الاحساء وعند المباشرة وجدت أنها في هجرة (يبرين) على بعد 280 كم على طريق الرياض. وقد باشرت العمل طوال هذا العام مع عشر معلمات ولم تكن المديرة متعاونة معهن أبدا. وقد راجعت الوزارة بالرياض فقالوا لي بأن المرجع ادارة التعليم بالاحساء ولم يفدني أحد مع أن لدي أوراق ست أو سبع مدارس في الاحساء بحاجة الى معلمة رياضيات وقد كان ترتيبها في القائمة (11) وأصبح الآن (25)!! وعن مديرة المدرسة يتحدث الزوج فيقول: الأداء الوظيفي على مزاج المديرة وهي تجبر المدرسات على وضع الأسئلة النهائية للامتحان من نفس أسئلة اختبارات أعمال السنة وقد وضعت لزوجتي في ادائها 86% مع أنها ظلت تأخذ 100% لعامين في القصيم. وزوجتي حامل ولديها آلام في الظهر ولا تحتمل المشوار من الرابعة فجرا حتى الرابعة عصرا. طلبت جميع قرى الشرقية ويقول زوج معلمة الجغرافيا أمل علي آل موسى من صفوى التي باشرت عملها في مندوبية الرويضة بالقويعية منذ 1418ه وحصلت على أداء وظيفي مرتفع وليس لديها غياب سوى يومين بعذر ومع ذلك لم تنقل. ويقول زوج المعلمة: كتبت زوجتي في الرغبات جميع قرى الشرقية ونقلت جميع المعلمات اللاتي معها ماعداها وزميلة أخرى مع أنها من أفضل المعلمات في المدرسة ولكنها فجعت بحركة النقل وظلت تبكي حيث لديها ثلاث بنات يظللن لدى والدتها وتعاني هناك مصاريف السكن والنقل المدرسي والنقل الاسبوعي للشرقية بالاضافة الى الغياب والحسومات وقد أخذت الشهور الستة الأخيرة اجازة استثنائية بدون راتب، وعند مراجعتي للرياض بعد الحركة وجدت أكثر من 300 شخص يراجعون وكل سنة نتلقى وعودا لا تنفذ. ولم يتغير شيء في الأنظمة بعد دمج الرئاسة بالوزارة. وعن الحوادث التي تعرضت لهايقول: حدث لهم حريق في الحافلة التي تقلهن الى القويعية ذات مرة، ومرة أخرى تعطلت المركبة، وقد نجون من انقلاب الحافلة التي تنقلهن للمدرسة ذات مرة حينما صعدت فوق تل من الرمل وأصيبت في ظهرها وظلت تتعالج لفترة طويلة. ومع ذلك فهي ترفض الاستقالة بعد كل هذه السنوات ويطالب زوج المعلمة أمل بإيجاد حل جذري وتعيين كل معلمة في منطقتها كما يطالب بحل مشكلة سوء الادارة في الوزارة والرد على الخطابات التي يبعث بها المتضررون دون فائدة. وتقول المعلمة أمل: كنت في الأعوام الماضية أتفاءل بنقل من قبلي وأقول سيأتيني الدور ومنذ العام الماضي وأنا شبه متحطمة فقد نقلت 17 معلمة معي ولم أنقل. وقد عانيت أثناء الحمل بابنتي الثانية من الذهاب للمدرسة يوميا ساعتين وكذلك مشوار الشرقية الاسبوعي وأنا غريبة عن بناتي وكنت أسمع صوتهن يبكين في الهاتف فأبكي معهن ويظللن طوال اليوم يبكين، ثم بعد توافر الجوال صرت أكلم ابنتي يوميا للاطمئنان عليها وعلى دراستها، وقد نلت اجازة استثنائية 26 يوما فقط من المديرة بعد بكاء مرير وثلاث سنوات خدمة. وتتساءل أمل: هل يعقل أنه لا توجد بديلة في مادة الجغرافيا. أما العام الماضي فقد نلت الاستثنائي بدون راتب للسماح به بعد ظهور بند الأجور، وقد فكرت بالاستقالة فعلا منذ العام الرابع ولكن الوالد والوالدة وزوجي شجعوني على الاستمرار والاكتفاء بالاستثنائي وخلال الاجازة حضرت لأول مرة مجلس أمهات في مدرسة ابنتي الكبرى فكانت غير مصدقة وظلت تنادي زميلاتها وتقول لهن (هذه أمي). وتقول أمل: أليس من حقي كأم أن أجلس مع بناتي وأن أطلب مدرسة قريبة من بيتي وقد كثر غيابي في الفترة الأخيرة من كثرة الملل والمعاناة. أما ناصر فمعاناته تختلف عن البقية فهو زوج لمعلمة في الشرقية (الخبر) منذ 7 سنوات، ويعمل في وزارة الدفاع وقد تم نقله الى جدة هذا العام بعد أن انتهت حركة النقل ومعنى ذلك، (كما يقول) ناصر أن زوجته ستظل وحيدة في الخبر بدون محرم سنة أو أكثر، ولديها بنت معاقة (مصابة بمتلازمة داون)، مع أنها معلمة متميزة خريجة كلية التربية قسم علوم بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ولكن هل سيشفع لها تميزها؟ وهل سيجاب علينا لو رفعنا معروضا لطلب نقلها معي الى جدة. ويتحدث ناصر عن مشكلة عدم التنسيق بين الوزارة في النقل فيقول: لماذا لا تصدر قرارات النقل قبل نهاية العام الدراسي، حتى تستطيع الزوجة المعلمة تدبير أمرها ورفع طلب نقل مع أن كافة الوزارات تعلم بأن من ينقل هو أب وزوج وأخ وابن ولديه التزامات لابد من الوفاء بها بالاضافة الى اجراءات نقل المدارس وغيرها. وعن معاناة المعلمات يقول ناصر: في كل منزل معاناة وقد لا تكون هذه المعاناة مالية بل يحرص بعض الآباء قدر المستطاع على توظيف بناته لتميزهن في الدراسة مما يجعلهن متميزات في العطاء لخدمة هذا الوطن ولي ابنة عم من تبوك تم تعيينها في حائل وتذهب معها أمها العجوز مسافة 600 كم منذ عامين دون نقل مع أنها وحيدة هناك وبلا محرم. نريد أقساما نسائية وهناك معلمة أخرى في قرية بالقرب من المدينةالمنورة تعرضت لحادث في السنة الثانية من تعيينها وتسبب في قطع اصبع اليد اليمنى وكسر أنفها ومازالت تعمل في نفس القرية وتروح وتجيء على المنطقة التي فقدت فيها اصبعها مع أنه من الانساني أن تنقل بعد هذه الحادثة مراعاة لنفسيتها. بالاضافة الى معاناة توافر البديلة حيث يأتي النقل لبعضهن فترفض مديرة المدرسة لحين توافر بديلة مع أنه من المفترض أن تقوم الجهة التي أصدرت قرار النقل بتوفير البديلة. ويطرح ناصر بترو وعقلانية العديد من الاقتراحات التي يتمنى تنفيذها على أرض الواقع منتقدا المركزية في النقل خلال العامين الماضيين حيث تصدر حركة نقل واحدة عن الرياض حيث يفترض أن تكون هناك حركة داخلية داخل كل منطقة ثم بعد الانتهاء ترفع بقية الأسماء للرياض بحيث يسمح للتنقل بين المناطق لأكبر عدد ممكن كل عام. وتمنى ناصر ايجاد أقسام نسائية ادارية هي المسؤولة عن النقل في الوزارة وفي جميع الادارات بالمناطق لأن المرأة أكثر دراية بالتعامل مع المرأة ويمكنها الاستماع لها ولظروفها كاملة وهذه الجهة هي التي تدير عملية النقل بعد موافقة وزير التربية. وأشار ناصر الى ضرورة البدء من القاعدة لحل المشكلة وعدم تعيين معلمات الشمال في الجنوب والعكس فالمعلمة بالذات لا ينبغي التعامل معها كالتعامل مع أي موظفة أخرى لأنها متصلة بالتربية والنشء الذي يحتاج لاستقرارها واستقرار نفسيتها بل تعين في أقرب منطقة للتخفيف من حدة الطلبات ونحن نرى ونسمع عن عشوائية التعيين وامتنان بعض موظفي الوزارة على المعلمة في النقل وكأنه ليس موظفا مثلها. وتوقع ناصر أن تقل الأعباء والمشاكل مع الوقت بعد تشكيل لجان لدراسة هذا الموضوع مع زيارة جميع المناطق. كما ينبغي الاستفادة من رؤى وتجارب المعلمات المغتربات لتتضح الصورة لأنه (ليس من رأى كمن سمع) حيث يمكن لآرائهن ومقترحاتهن الناتجة عن تجربة أن تساعد في حل هذه المشكلة وترفع هذه التقارير بواسطة الجهة الادارية النسائية المسؤولة الى الوزارة. وقالت أم عبدالوهاب: يشترط في النقل أن تنقل الادارية كمعلمة وهذا شرط تعجيزي خاصة اذا كانت الادارية لهامن الخبرة 25 أو 30 سنة قضت منها 18 سنة معلمة فيصبح من الصعب عليها نقلها كمعلمة مرة أخرى بعد أن نسيت المواد واعتادت العمل إدارية. وتمنت أن يخفف الشرط قليلا فيكون (تنقل كمعلمة وفي حال توافر عمل اداري شاغر تباشر فيه). ما نصيب المتفوقات؟ أما معاناة (ن.ع.ص) فتختلف عن معاناة الكثيرات كما تقول فقد عينت في منطقتها لأنها من المتفوقات ولكن في هجرة بعيدة على أمل أن يأتي الفرج من الله في النقل الداخلي بمجرد توافر البديلة من النقل الخارجي لكن تعطلت هذه الآمال بسبب القوانين والمعايير الجديدة لضرورة احتساب تاريخ المباشرة كحد فاصل في المسألة إلا ماندر، مما صعب الأمر وجعلنا في آخر الطابور بعد أن كان تفوقنا يخولنا للنقل في أوله. وتضيف (ن.ص): حرص الوزارة على العدل والمساواة بين المنقولات مطلوب وتشكر عيه ولكن لماذا يتم على حسابنا نحن أوائل الدفعات في الجامعات والكليات؟! ولماذا لا يتم الاهتمام بنا على أننا موهوبات قد نبدع في مجال العمل كما أبدعنا في الدراسة؟ ولماذا لا يوازي تفوقنا الأقدمية في العمل؟! وتقول (ن.ع.ص): أنا معلمة لغة انجليزية وكنت الأولى في الدفعة وتم تعييني في هجرة تبعد عن الاحساء 180 كم فهل سأظل هناك لسنوات أخرى دون اعتبار لتفوقي؟ وما فائدة التفوق؟ سؤالان أوجههما لوزير التربية والتعليم! في طريقهن إلى رحلة الشقاء