التعاون يواصل التعثر في «دوري روشن» بالتعادل مع الخلود    موسم للتشجير الوطني بنجران    المملكة تعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف بالسودان    30 جهة تشارك في المنتدى الحضري العالمي بالقاهرة    أودية ومتنزهات برية    مخالفو الإقامة الأكثر في قائمة المضبوطين    بالإجماع.. إعادة انتخاب عبدالله كامل رئيساً لإدارة مجلس «عكاظ» ل 5 سنوات    ميقاتي يتابع قضية اختطاف مواطن لبناني    حين تصبح الثقافة إنساناً    جدة: القبض على 5 لترويجهم 77,080 قرص «أمفيتامين» و9,100 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    "فيفا" ينهي تقييمه لملف ترشح المملكة لإستضافة مونديال 2034    فرع الصحة بجازان ينظم مبادرة "مجتمع صحي واعي" في صبيا    وزير الإعلام يرعى ملتقى المسؤولية المجتمعية الثاني في 20 نوفمبر    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    بلدية محافظة البكيرية تنفذ فرضية ارتفاع منسوب المياه وتجمعات سطحية    المملكة تُعلن عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في البحر الأحمر    فان نيستلروي: يجب أن نكون وحدة واحدة لنحقق الفوز على تشيلسي    257,789 طالبا وطالبة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول بتعليم جازان    الجوف تكتسي بالبياض إثر بردية كثيفة    الهلال يطوي صفحة الدوري مؤقتاً ويفتح ملف «نخبة آسيا»    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعقد المؤتمر العالمي لطب الأعصاب    اكتشاف قرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر    الأردن: لن نسمح بمرور الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائنا    رونالدو يعلق على تعادل النصر في ديربي الرياض    إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية    وسم تختتم مشاركتها في أبحاث وعلاج التصلب المتعدد MENACTRIMS بجدة    حقيقة انتقال نيمار إلى إنتر ميامي    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    دبي.. رسالة «واتساب» تقود امرأة إلى المحاكمة    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    حدث بارز لعشاق السيارات وعالم المحركات، المعرض الدولي للسيارات    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    ما الأفضل للتحكم بالسكري    صيغة تواصل    الدبلة وخاتم بروميثيوس    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حركة النقل غير منصفة والتربية تجاهلت البنود الستة!
دموع أمهات وأطفال "كرنفال" سنوي تحول إلى مسلسل مكسيكي
نشر في اليوم يوم 25 - 07 - 2004


الرحمة يا وزارة التربية
(ن.أ.م) معلمة أحياء من الدمام تعمل في هجرة ( يكرب) في صلاصل بعد أن ظلت لمدة خمس سنوات تعمل في نجران. وتقول ان هذه الرغبة كانت آخر رغباتها ولكنها تحققت مما جعلها تقطع مشوار ثلاث ساعات يومياً جيئة وذهاباً. ولدى (ن.أ.م) ثلاث بنات وولد بينما تعاني إحدى بناتها نقصا في هرمون الغدة الدرقية وقد قدمت العام الماضي ضمن الظروف الخاصة التي دعت إليها الوزارة ولكن للأسف تقول بأنه لا يوجد تعاون بين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم فوزارة التربية طلبت إحضار تقرير من الشئون الصحية يثبت أن ابنتي لا يتوفر علاجها في المراكز الصحية بالهجرة وينبغي متابعتها في المستشفى وقد عانينا كثيراً حتى صدر التقرير وأرسلته للوزارة ثم جاء الرد بأنه يمكن معالجتها وأن الظرف لا يستحق أولوية النقل مع أن ابنتي لديها مواعيد دورية للعلاج والطبيبة التي تشرف عليها عيادتها من (9-11) صباحاًُ فقط ولا يمكن لأي شخص آخر غيري معرفة أدويتها وعلاجها. وعمر ابنتي خمس سنوات حين كسرت يدها كسرا مضاعفا وتعبت كثيراً لأخذ إجازة لمتابعتها وقد أعطتني وزارة الصحة ورقة بأنني راجعت في الساعة كذا ثم كتبت في أسفلها (لا يعتبر تقريرا طبيا) فلم تقبله وزارة التربية وحسب علي غيابا بينما فرضت علي إدارة التعليم بالأحساء أن تكون مواعيد ابنتي بعد الظهر. مع أنني أخرج من المنزل كل يوم من الساعة الخامسة فجراً والخادمة تقوم بتجهيز أولادي وإعدادهم لمدارسهم. وتضيف: نحن نعيش معاناة مع الضباب على طريق الرياض حيث لا يرى السائق السيارة التي أمامه وقد تعطلت علينا السيارة ذات مرة وظللنا ساعات ننتظر النجدة دون فائدة حيث حضر أزواجنا وأخذونا. كما وقع حادث لمعلمات على طريق بقيق توفيت على اثره بعضهن ثم شدد علينا أمن الطرق بضرورة إحضار تصريح للسائق أو أن يكون على كفالتنا.. فهل هذا سيخفف حوادث الطرق؟!
لماذا الدمج؟!
(ن.م) ظلت لمدة خمس سنوات على بند (105) ثم رسمت ولم تحسب لها خدماتها السابقة بل هي 3 سنوات فقط بعد الترسيم وهي على المستوى الثاني مع تعيينها عام 1418ه ولن تنسى (ن.م) جارتها التي توفيت في حادث أثناء عودتها من النعيرية العام الماضي ولديها طفل وحيد. وتسأل عن سبب دمج النقلين الداخلي والخارجي.. هل هو من أجل إظهار كثرة إعداد المنقولات أم ماذا؟!
حريق والعوض على الله
( أم فاطمة) متزوجة ولديها بنت عمرها أربع سنوات حملت بها وأنجبتها بعد تعيينها في البجادية التابعة لمنطقة الدوادمي والتي تبعد عنها مسافة 75كم تتساءل: إلى متى نصبر؟! ابنتي أحملها معي في رحلة الذهاب والعودة أسبوعياً مع المعاناة من البرد والأمطار والحشرات أثناء وقوفنا في المحطات وأنا الآن حامل في شهري الثالث وجلسة الحافلة متعبة خاصة إذا كانت مزدحمة أو أصيبت بعطل، ومرة خرجنا الرابعة عصراً ووصلنا الرابعة فجراً. والراتب يضيع على المصاريف ولا حوافز لنا لتشجيعنا فالشقة إيجارها السنوي (000، 15) ريال ولم يخفض منذ أربع سنوات والاشتراك الشهري في المواصلات 500 ريال حتى لو غبنا. وتقول أم فاطمة منذ صدور حركة النقل حتى الآن ونحن في حالة نفسية سيئة أثرت على حالتي الصحية خاصة وأنا أرى بعض المعلمات أقدم مني ومن نفس التخصص ولم ينقلن بالرغم من تقديمهن على محافظات بعيدة في الشرقية ولو قالوا لنا الأحساء محتاجة تخصصكم كنا كتبناها ضمن الرغبات. وتضيف: ليتهم أعلمونا كم سنة سنبتعد منذ تعيينا حتى نتمكن من تحديد موقفنا وقد كان زوجي صابراً معي أول عامين ثم منعني من الذهاب في السنة الثالثة بالرغم من عمله في شركة أهلية وضعف راتبه ثم بتدخل الأهل تقبل الموضوع على أمل النقل وهذا العام ذهب إلى الرياض لتعديل الرغبات فوجد أن الأحساء قد ألغيت أيضاً. مشيرة إلى أنني أصبحت عصبية على ابنتي مما أثر عليها فأصبحت عصيبة وعدوانية إضافة إلى وجودها كل مرة عند حاضنة مختلفة. وتحكي أم فاطمة الحادث الذي تعرضت له مع زميلاتها ذات مرة حيث شب حريق كبير في الشقة في منتصف الليل في العام الثاني بعد التعيين وقد خرجن إلى الشارع مع أطفالهن بالعباءات فقط بينما أتى الحريق على جميع الملابس والثياب وصارت الجدران سوداء بينما احترقت الغرفة التي بدأ فيها الحريق بالكامل ولم يعوضنا أحد بل طالبتنا الوزارة بإجازة لهذا الأسبوع الذي عدنا فيه إلى أهالينا لتهيئة أنفسنا وشراء ملابس أخرى حيث شب الحريق ليلة الأحد وليس لدينا ملابس للدوام ونحن ست معلمات وستة أطفال ثم عدنا إلى شقة ثانية حتى تم تنظيف الشقة وطلائها. وفي منطقة البجادية أيضاً تسببت الفيضانات في محاصرة حافلة تقل مجموعة من زميلاتها لولا لطف الله تعالى ثم الدفاع المدني ولكن نفسيتهن كانت سيئة جداً بعد الحادثة.
أطفالي يكرهون الحافلة
رجاء صالح آل عدام: معلمة جغرافيا منذ عام 1419ه وتعمل في قرية ( مشل التمياط) والتي تبعد 50 كم عن رفحاء ولديها ثلاثة أبناء أكبرهم في الصف الخامس تتركهم لدى والدتها وتعود لرؤيتهم نهاية كل أسبوع قاطعة مسافة عشر ساعات حيث لا توجد وسيلة نقل أخرى. تقول رجاء: أقدم للنقل كل عام دون فائدة. وقدمت في الظروف الخاصة ذاكرة وفاة الوالد وتعب الوالدة النفسي وأنني أعول أهلي لأن حالتهم المادية سيئة. دون فائدة أيضاً وأن طلبنا إجازة استثنائية هددنا بعدم النقل بينما والدتي تعاني الرومايتزم والأعصاب وأبنائي بحاجة لمن يذاكر لهم، أما أزواجنا نحن المغتربات فيطالبوننا بالاستقالة ولكن تعب السنوات السابقة والمعاناة النفسية والحمل وغيره من يعوضه وقد ذهبت وعمر ولدي الكبير ثلاث سنوات وهو الآن في العاشرة وأولادي مثلي ينتظرون النقل، وان شاهدوا الأسماء ولم يجدوا اسمي يبكون وأبكي معهم، بل حتى إذا شاهدوا الحافلة في الشارع يبكون ويقولون ( لا تركبي ماما.. لا تركبي ماما) وتستطرد رجاء: دائماً نسمع عن حوادث السير للمعلمات ولكننا تعرضنا لتعطله فقط ونحن عشر معلمات مع بعض كان لدينا قريب في شقة مقابلة لقضاء احتياجاتنا ولكن بعد حصول المشاكل تقاسمنا الشهور العشرة بحيث يأتي زوج إحدانا لمدة شهر ثم يذهب ويأتي آخر حتى تأقلمنا بعد ذلك ومل أزواجنا وطالبوا باستقالتنا. وتقول رجاء: عندما أفكر في الاستقالة أخشى أن يأتي النقل لزميلاتي فأندم ومع ذلك فنحن نواصل العطاء قدر ما نستطيع وقدر إمكانياتنا المتواضعة فلا يمكننا الخروج لشراء حاجياتنا. وتضيف نعاني عند طلب الإجازة الاستثنائية ويفترض أن تعطى لمن قضين سنوات في الغربة مراعاة لظروفهن ولكن للأسف هناك من الزميلات من أخذت إجازات استثنائية ثم لم تذكر في استمارة النقل وتم نقلهن بالفعل العام الماضي بينما هذا العام وضعت الإجازة في الأداء الوظيفي ولم يسمحوا لنا بالنقل. فهل فعلاً وقعنا في عقودنا بأنه ليس لنا الحق بالمطالبة بالنقل إلى مناطقنا كما يقولون أم أن هذا في العقود الجديدة فقط؟!!
رحم الله زميلاتي
(خ.ن) باشرت العمل عام 1418ه في قرية النبقية التي تبعد أكثر من ساعة عن بريدة بينما كانت سابقاً في ( قباء) على بعد ساعتين عن بريدة وتذهب إلى الشرقية أسبوعياً تقول: عندي ثلاثة أولاد وأنجبت الرابع أثناء السنة الثانية وقد رأينا هناك كل شيء ممكن أن يتوقعه أحد، وقد تعرضت زميلاتي المعلمات في القصيم لحادث سير توفيت فيه إحدى زميلاتي وقد كانت تجلس في المكان الذي اعتدت الجلوس فيه. ابنتي كبيرة الآن وتقول إذا كنت ستستقيلين الآن فلماذا اتعبتنا كل هذه السنوات وأتمنى من كل قلبي أن يأتي نقلي أو فصلي حتى أشعر بأنني مظلومة ولم أترك من ذات نفسي!!! وتؤكد (خ.ن) أن التدريس يحتاج إلى دافع ونحن نعاني قلة العطاء ونشعر بأننا نظلم أنفسنا ونظلم الطالبات. وأنا الآن وحدي لأني مدرسة جغرافيا بينما نقلت المعلمتان اللتان معي في الشقة لكون المنطقة تحتاج إلى تخصصيهما.
ونحن دخلنا في سباق مع من يريد تغيير المدرسة لأقرب أو لمجرد ملله من المدرسة ورغبته في التغيير؟
فهل سيصدر قرار لاعادة كل من قضت خمس أو سبع سنين إلى منطقتها وسنرضى حتى بالاحساء وبقيق من أجل أن نعود لمنازلنا آخر النهار.
ابنتي والإعاقة
واستطردت ( خ . ن) وهي تبكي بشدة قائلة: ابنتي سقطت من الدور الثاني وهي في المنزل مع أبيها وتعرضت لكسور وكان عمرها حينها خمس سنوات وهي الآن لديها إعاقة سمعية والحمد لله لن تصبح لديها إعاقة دائماً .
وقالت لي ابنتي حينها (ماما المفروض أن تكوني أول وحدة تحملني في الحادث) ولكنني لم أكن هناك !!
ابني الثاني أخذته معي أسبوعياً حتى صارت لديه التهابات مزمنة وربو من الطيران والجو ولم أتناول الغداء مع أولادي وزوجي سوى وجبتين فقط أسبوعياً منذ سبع سنوات.
وقد وصلت إلى حد أنني أتعالج نفسيا فلا أستطيع السيطرة على أعصابي وبعد ظهور الأسماء منذ أسبوع وأنا لم أخرج من المنزل خجلا من مواجهة أمي خاصة أنني أترك أبنائي الصغار معها وهي تشجعني كل عام على أمل أن يكون العام الأخير بالرغم من أنها مصابة بهشاشة العظام وتآكل في فقرات الظهر لأنني كنت الوحيدة من أخوتي التي أكملت تعليمي وكانت تتأمل أن أصبح شيئا فساعدتني.
بل حتى لم استطع الاتصال بها تلفونياً لأنني لا أعلم ماذا سأقول كل من أعرفهن تم نقلهن والناس لا يعلمون بأن سؤالهم لنا (ليه ما نقلتوا؟) يجرحنا ويؤثر فينا.
وعن ذكرياتها هناك تقول كان عمر ابنتي ثلاث سنوات عندما سقطت في السكن في الساعة الثانية عشرة ليلاً ونزفت بقوة من رأسها وأخذتها مع ولد أختي إلى المستوصف وسط الخوف والظلام ولم أداوم اليوم التالي.
البعد عن أطفالي
(أم جواد) مدرسة جغرافيا أيضا في جيزان منذ 7/7/1419ه تم تعيينها وهي حامل في الشهر التاسع ولم تستطع الذهاب بولدها فتركته لدى والدتها لسنة أو سنتين فقط وقد كان زوجها يعمل في الرياض ثم تم نقله إلى الدمام منذ عامين حيث ظل ولدها أربع سنوات بدون أم أو أب.
وتقول: قررنا عدم الإنجاب حتى لا تتكرر المأساة. وفي العام الماضي نقلت جميع زميلاتي المعينات عام 1417ه و1418ه إلى مناطق قريبة جداً لذلك طالبت هذا العام بالنقل إلى بقيق.
ولكن دون فائدة، وقد خيرني زوجي هذا العام بين الوظيفة وبينه مع كونه موظفا براتب ألفين فقط والحياة صعبة وبعد تدخل الأهل وافق على استمراري في الوظيفة على أمل النقل هذا العام والعام القادم سأترك ولدي الآخر وعمره شهران ليعاني مثلما عانى أخوه.
وعن مصاريف جيزان قالت أم جواد 950 ريالا قيمة تذاكر الطائرة وألف للرجل الذي يقضي حاجاتنا و650 ريالا للسائق لأنها منطقة بعيدة ويندر وجود من يذهب إليها.
وتقول ان المشكلة أنه عندما فجعت بعدم وجود اسمها مع المنقولات ذهب زوجها للرياض لمراجعة الوزارة وتعديل الرغبات ففوجىء بالمعاملة السيئة وقيل له: اكتب حفر الباطن أو الرقعي فقط. مع كون الوزارة لم توفر لنا أي مساكن أو وسائل نقل لراحتنا (ولم الشمل) من أجل من لديها زوج معلم فلماذا لا يعامل موظف الحكومة معاملة المعلم أم أنه يتعب أكثر منهم؟!
وقد منعني زوجي من الذهاب ذات مرة بعد أن تصاعدت المشاكل مما تسبب في غيابي أكثر من 15 يوما ولو رفعت المديرة الخطاب لكان تم فصلي نهائيا وطي قيدي بعد ست سنوات من التعب ولكن المعلمات يساعدننا .
وتتساءل هل يعقل احتساب الغياب والأداء الوظيفي خاصة للمغتربات أمثالنا فبالنسبة للغياب قد تكون المدرسة على بعد خطوتين من المنزل وتكون هناك ظروف تحتم الغياب فكيف بالمغتربات اللاتي لا نرى أولادنا سوى كل شهر ونصف، ثم ان الأداء الوظيفي يخضع لمزاج المديرة وهذا ظلم وقد دخلت السيارة التي نركبها ذات مرة في كومة رمل عند مدخل شعب الديب على طريق صامطة، وانقلبت السيارة ذات مرة وتعرضنا لخدوش وكسور خفيفة ناهيك عن السيول التي تخيفنا أحيانا وانقطاع الكهرباء وقد أدت الطالبات بعض الاختبارات الأخيرة على ضوء الشموع.
وتختتم ام جواد كلامها بقولها: لم استطع تربية جواد فهل يحق لي تربية محمد بعد فراق ست سنوات أنا وزوجي؟!!
أبناؤنا بلا أمهات
(أم أحمد) معلمة لغة عربية ظلت ثلاث سنوات في الرقعي ثم ثلاث سنوات في حفر الباطن ونقلت العام الماضي إلى رأس مشعاب في منطقة الخفجي على مسافة ساعتين ونصف وتعرف سبع معلمات معها باشرن العمل ما بين 1419/ 1428ه .
وتقول: أبنائي الآن في المرحلة الثانوية وتسكن البنات مع أهلي بينما الأولاد مع أبيهم وكنت آتي لرؤيتهم كل خميس وجمعة من الرقعي أما الآن فأخرج من الرابعة فجراً وأعود في الرابعة عصراً مما يجعلنا نضطر للنوم في الحافلة إلا إذا شاهدنا حوادث أوقعت قلوبنا أو تعطلت السيارة، وفي ايام المطر والضباب نضع قلوبنا في أكفنا بالإضافة إلى مأساة البحث عن سائق يصعب إيجاده ويأخذ منا 1500 ريال شهرياً.
وتحكي أم أحمد مأساتها في الحفر حيث كان يذهب الراتب ما بين إيجار السكن (5500) ريال مع مجموعة بنات والسائق الذي يوصلهن للمدرسة وقد نقلت زميلاتها اللاتي باشرن في شهر ربيع الثاني بينما هي التي باشرت في شهر جمادى الثانية لم تنقل بعد مما جعلها تعاني حالة نفسية سيئة خاصة أنها كانت على قائمة الانتظار.
وتقول (أم أحمد) لدي ابنة نفسيتها تعبانة جداً ذهبت إلى الحفر وهي في الروضة أما الآن فهي في المرحلة المتوسطة وهي انطوائية إلى أبعد الحدود فقد كانت متعلقة بي جدا والآن ترفض الكلام مع أحد.
أما بقية أبنائي فيقولون (ليه ما تفصلي ؟ متى بتروحي؟!) بينما كانت تقول وهي صغيرة (كل الناس عندهم أم إلا أنا ما عندي أم) ما أبغى أصير معلمة).
وتضيف: الأزواج مساكين أحيانا يتعبون نفسيا ويحاولون عدم الضغط علينا ولكن لو توقعت أن أظل كل هذه السنوات لما ذهبت أساساً فكل سنة أضيف عليها سنة ثانية ويصعب علي ترك الوظيفة.
وتختم حديثها بقولها: نحن المعينات عام 1418ه ينبغي أن ينظر لحالنا ويبحث لنا عن حل.
الكهرباء بالماطور
أما رنا عبد الله قريش فقد تخرجت في قسم الفيزياء بكلية العلوم عام 1419ه وتعينت في نفس العام في أبها ومنذ ست سنوات وهي بانتظار النقل وتذكر زينب أنها ذهبت من صفوى إلى أبها مع عشر من زميلاتها أقمن في شقة واحدة وتقطع يومياً ساعتين للوصول إلى مدرستها في منطقة الحبيل برجال ألمع وهي منطقة مقطوعة لا هاتف ولا كهرباء وتعتمد المدرسة على مولد كهربائي يعمل من الساعة الثامنة (أي بعد الحصة الأولى) وحتى الساعة الحادية عشرة ثم يتوقف والجو هناك حار جداً.
وتستعين (زينب) بخالها في توصيلهن إلى مدارسهن حيث قدم معها كمحرم من الشرقية، أما بالنسبة للمكالمات فيذهبن إلى كبائن وينتظرن الدور لمدة ساعتين أو أكثر بينما يصلن إلى المنزل الساعة الرابعة عصراً. وبعد فصل دراسي كامل أتى قرار نقل إحدى زميلاتي من منطقة أخرى أسوأ إلى مدرستي فصرنا اثنتين في نفس التخصص وكانت مباشرتي قبلها بأسبوع.
ثم بعد عامين تم نقلها إلى المنطقة الشرقية باتفاق بينها وبين مديرة المدرسة حيث كتبت لها في الاستمارة أنها باشرت قبلي ورفعت لها ورقة استغناء وتم نقلها فعلا قبل ثلاث سنوات عام 1421ه وساءت حالتي النفسية بعدها كثيرا بل كانت شبه معدمة حيث نقلت بجانب منزلها وفي نفس الفترة رجعت أيام العودة ورفعت لي المديرة ورقة استغناء ولكن ما أن وصلت إلى أبها حتى تم إلغاء هذا النظام.
وظللت أعاني المواصلات والحجوزات والسكن والمشوار من الشقة للمطار ساعة ونصف كلما أردنا العودة للدمام وفي السنة الخامسة تم نقل جميع زميلاتي العشر (تخصص فيزياء) حيث سجلن (العيون) ضمن الرغبات وبقيت أنا ومعلمة أخرى فقط فاخترنا سكنا آخر بالقرب من المدرسة ولك أن تتصوري حال امرأتين تسكنان في منزل منفردتين حيث مرت علينا أيام حتى الماء لا يمكننا توفيره بل نحضره من المدرسة من العبوات الصغيرة ثم أخذت زميلتي إجازة استثنائية لرعاية أطفالها وظللت وحيدة مدة ثلاثة شهور يجلب لي حارس المدرسة احتياجاتي ويساعدني أحيانا أصحاب المنزل في تلبية احتياجاتي الضرورية ولم استطع القدوم إلى الدمام سوى بعد شهور لعدم توافر مواصلات سهلة إلى المطار وقد تأملت كثيراً في الحركة الأخيرة فأدائي الوظيفي 99% وليس عندي غياب وتفاجأت بعدم وجود اسمي ولا اسم زميلتي في الحركة مما يعني أننا سنظل أكثر من ست سنوات هناك وبالرغم من أنني معلمة ممتازة وأدرس كل ما يطلب مني بالإضافة إلى الإرشاد الطلابي والجمعيات وغيرها مما جعل مديرتي تقول: سنفتقدك في المدرسة ألا أنني مللت وأعرف زميلات لي تم تعيينهن في الشرقية على بند محو الأمية في حين نفينا نحن على بعد 18 ساعة بالسيارة وتروي رنا قصة تعرضها لحادث في السنة الرابعة هناك حيث كتبت لهن النجاة مع الإصابة برضوض بالرغم من منظر السيارة المخيف بينما زميلاتها اللاتي يصعدن الجبل أصبن أكثر من مرة لوجود عقبات وطرق وعرة بالإضافة إلى قيادة الأطفال الصغار للسيارات.
وتتساءل (رنا) : إلى متى سنتحمل؟ نريد وقتاً محدداً للنقل وقائمة الانتظار تزداد يوماً بعد يوم وقد وصل عمري 29 عاما دون أن أتزوج.
المحرم مريض بالقلب
وقالت فوزية عبد الله بن سليمان أبو سيف انها تعينت في الزلفي منذ عام 1418ه معلمة للغة العربية في المتوسطة الأولى ومنذ ثماني سنوات وهي تطلب النقل للدمام دون فائدة، وبالنسبة للاعداد في قائمة الانتظار فينبغي أن أنتظر عشرين ستة حتى أنقل مع أنني طلبت مناطق بعيدة نوعاً ما مثل بقيق والجبيل، فقد عانيت فراق ولدي والذي وصل عمره الآن عشر سنوات ويظل عند أختي بينما أصطحب الآخر ذا الثلاث سنوات معي وأنا الآن على وشك الولادة وقد ظل معي والدا زوجي جزاهما الله خيراً كل تلك السنوات أما الآن فلن يستطيعا الذهاب معي فوالد زوجي مريض بالقلب وهو الآن منوم في المستشفى ولن يتحمل الطريق بعد الآن. والذي نمضي فيه سبع ساعات ذهابا وأخرى في الإياب مع أنني لا آتي سوى في الإجازات فقط مع تعلق ابني الصغير بأبيه وحاجة الكبير إلي في مذاكرته..
وتتساءل فوزية عن إمكانية نقل المعلمين مع انهم رجال يمكنهم تدبر أمورهم في ظل صعوبة نقل المعلمات ولو علمنا اننا سنظل اكثر من سنة واحدة لرفضنا الوظيفة منذ البداية لأننا مهددات من قبل أزواجنا بالزواج علينا اذا لم نترك الوظيفة ونعد لمنازلنا.
وتبعث فوزية في ختام حديثها رسالة الى وزير التربية والتعليم د. محمد الرشيد تقول فيها: هل ستتم مراعاة ظروفي حيث ان والد زوجي والذي يرافقني كمحرم لي منذ ثماني سنوات أصيب بجلطة واجريت له عملية في القلب ويرقد الان بمجمع الملك فهد الطبي وهو كفيف وبحاجة الى الرعاية فهل سأذهب بدون محرم بعد كل هذا العناء أم ستراعى ظروفي؟!
الموت يلاحق المعلمات في المناطق النائية
ينطلقن برفقة بعض الازواج نحو المجهول


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.