سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معلمات يصرخن: سئمنا النفي والاغتراب وتشتت الشمل الأسري
بسبب لجنة الظروف الخاصة وبند محو الأمية
نشر في اليوم يوم 26 - 07 - 2004

26.000 معلمة تقدمت بطلبات نقل وكل حالة لها ظروفها الخاصة وحققت وزارة التربية والتعليم رغبات 32% من المتقدمات ووراء هذا الرقم قصص وحكايات وظروف صعبة تواجه هؤلاء المعلمات اللاتي نسين فرحة الوظيفة امام ليل الاغتراب داخل الوطن وخوف الاهل الذين باعدت المسافات بينهم وبين بناتهم وزوجاتهم وامهاتهم والكل ينتظر بفارغ الصبر موسم النقل السنوي الذي عادة ما يجيء مخيبا لآمال الكثيرات من المتقدمات.
وتمر السنون ولا بارقة امل تلوح في الافق ولا يقتصر مسلسل المعاناة على الاغتراب في قرى وهجر ومدن بعيدة عن الاهل فهناك آلاف المعلمات يقطعن يوميا مئات الكيلو مترات في مشوار يومي يبدأ مع خيوط الفجر الاولى وينتهي عند المساء وما تحمله الاحصائيات من حوادث مرورية راح ضحيتها العديد من المعلمات اضافة الى وجود بعضهن في ظروف صعبة فبين استغلال سائقي الحافلات الى المحرم (المستأجر) الذي يدفع له شهريا راتب مقابل وجوده معهن.
ورغم اصرار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم على ان آلية النقل تتم عبر الحاسب الآلي الموحد على مستوى المملكة الا ان الكثيرات يتحدثن عن (تمرير) نقل لزميلات لهن قد تكون ظروفهن اقل اضافة الى تحكم مديرات المدارس ورفضهن النقل بحجة عدم وجود البديل للمعلمة المنقولة.
(اليوم) تفتح ملف هذه القضية وتطرح هموم المعلمات وهن يروين نماذج من حياتهن اليومية والمشاكل العائلية التي وصلت إلى الطلاق والاجهاض.
(و.ن) معلمة دين منذ 5 سنوات في مدرسة بالبجادية التي تبعد 60 كم عن الدوادمي بينما يسكن زوجها وأهلها في الرياض وتقول: أنا مريضة بالصرع وقدمت أوراقي للظروف الخاصة ولم تقبل وعندما سألت المسؤولين في اللجنة قالوا إنه لا يتم نقل سوى معلمة على فراش الموت أو مصابة بسرطان نشط أو مرض خطير.
وحركة النقل الأخيرة حطمت الأمل على صخرة الواقع فأنا في الدوادمي وحدي في شقة ولا يوجد هناك أخصائي مخ وأعصاب وقد أحضرت تقريرا بعدم امكانية متابعة حالتي هناك بالاضافة الى تقرير آخر من مستشفى الملك خالد يفيد بحاجتي للمتابعة المستمرة في المستشفى. وقد نتجت هذه الحالة بعد استئصال ورم. ولأني أخشى من أن تأتيني نوبة صرع وأنا في المطبخ أو عند اشعال الغاز فأموت وحدي فأنا لا أطبخ أبدا وآكل يوميا وجبات خفيفة حتى يأتي زوجي نهاية الاسبوع فأطبخ وآكل معه، فكم من المرات سقطت مغشيا عليّ وصحوت ولا أحد عندي لنجدتي ومع ذلك فزوجي متفهم جدا لغربتي ولكني أحزن على ولدي الوحيد من زوجي الأول فهو في سن مراهقة وبحاجة الىّ ومع ذلك لا أستطيع رؤيته سوى في الاجازات لأنه يسكن لدى أهلي.
وعن الحوادث تقول (و.ن) زميلاتي تعرضن لحوادث سير أكثر من مرة ولكن نجون والحمد لله.
وتتساءل (و.ن) عن امكانية مراعاة حالتها الصحية والتي تتاثر جدا بحالتها النفسية وسوء التغذية الذي تعانيه.
مشكلة بالخط العريض
أما لمياء من الرياض فتقول: تخصصي هو صعوبات تعلم ومع ذلك عينت في تبوك قبل عام ونصف بالرغم من كوني مطلقة ولدي ثلاثة أطفال أصغرهم لم يكمل عامه الثاني عشر ولدي أم مريضة مقعدة لديها سكر وضغط وقلب وتحتاج لمن يرعاها في حين أصرف جميع الراتب على التذكرة 800 ريال وغرفة مفروشة بألفي ريال بالاضافة الى مصاريف المنزل وقد تقدمت بطلب النقل مع ست معلمات من الرياض والشرقية فتم نقلهن في الحركة الأخيرة كلهن ماعداي أنا مع أن البعض لم يمض عليهن سوى عام واحد أو عامين. وقد شرحت ظروفي الخاصة للجنة الظروف وأرسلت صك الطلاق ولم يتجاوب معي أحد.
وتمنت لمياء كتابة مشكلتها بالخط العريض وقالت ظروفي لا يعلم بها سوى الله ولا واسطة لي سوى رب العالمين ومع ذلك فقد طلبت النقل الى الخرج أو القويعية حتى أستطيع الرجوع لبيتي كل يوم دون فائدة تذكر.
نجاح جابر القريش معلمة جغرافيا منذ عام 1419ه في جيزان (محافظة الطوال) تقول: 6 سنوات وأنا هناك تعبت وعانيت وحاولنا في الواسطات دون فائدة لأن واسطة عن واسطة تفرق. وقد ذهبت وعمر ابنتي الكبرى سنتان أما الآن فهي في الصف الثاني بينما أخت الصغرى ذات الشهرين معي أتركها في رعاية مربية سودانية منزلها قريب من المدرسة وهي الآن في عامها الخامس.
وتضيف نجاح: لدي أربعة أبناء وقد قدمت اجازة استثنائية بدون راتب بعد انجاب الصغير لأن المربية السودانية رفضت العناية به لكبر سنها. ثم داومت قبل الاختبارات بشهر وأقنعت زوجي أن آخذه معي وفي المدرسة أعاني كل يوم مشاكل مع المديرة للعناية بطفلي خلال فترة المراقبة على الطالبات وقد تركته ذات مرة فوق (المرتبة) حتى سقط وأصيب بكدمات في وجهه وظل يبكي طويلا وهددتني المديرة برفع شكوى عليّ مع علمها بأنني لا أملك حلا آخر، فحاولوا انتدابي لمدرسة أخرى ورفضت لظروف طفلي الصغير مع كوني لم أرفض أي انتداب خلال السنوات السابقة.
وتستطرد نجاح قائلة: كان لدينا أمل كبير في النقل خاصة بعد تخرج أول دفعة من قسم الاجتماعية بكلية جيزان ولكني صدمت بقوة عند رؤية الأسماء في منزل احدى قريباتي حيث كنت في زيارة لها وكدت أبكي من هول الصدمة وأنا أعلم بأنه لولا الحاجة لمااضطررنا للغربة. وذهب زوجي للمراجعة في الرياض فأخبروه بوجود دفعة واحدةعلى حفر الباطن فقط بالمفاضلة وأتوقع بأنهم يريدوننا أن نقدم استقالتنا ليرتاحوا؟
ونحن خمس معلمات نقل اثنتان منهن وأخذت اثنتان اجازة استثنائية ولو داومت العام المقبل لكنت وحيدة في الشقة والعمارة حيث عادت معلمات مكة وجدة الى مناطقهن.
تركوا لنا التذاكر
ثم تقول نجاح: أمي تقول نسيتك لم تعد مثل الأول وأولادي يهددوني بالذهاب الى الماما (والدة زوجي) اذا صرخت عليهم ويطلبون مني العودة الى جيزان وقد تعودوا على عدم وجودي معهم.
وعن الحوادث تقول: تعرضت شقتنا للسرقة خلال الاختبارات العام الماضي حيث وجدنا الباب مكسورا وأموالناغير موجودة وذلك لأنه من المعروف أن العمارة كلها مغتربات والحمد لله انه من (طيبة قلب اللصوص) تركوا لنا التذاكر وإلا لم نستطع العودة الى منازلنا.
وتطالب نجاح بالنقل السريع إلا اذا كان المسؤولون ينتظرون منا تقديم استقالتنا فكم بكينا على سنواتنا الست التي مضت هناك، وعذرهم في عدم نقلي هو الغياب 23 يوما وهو مدة الاجازة الاستثنائية.
من جهتها قالت (م.أ): معلمة فيزياء من سكان مدينة الخبر وتعمل في الرفيعة منذ ثلاث سنوات بأنها أم لطفلين وحامل على وشك الولادة ومع ذلك فهي تعيش هناك مع زميلاتها حياة الصحراء فلا مواصلات ولا محرم وتحضر الى الخبر مع مجموعة كل اسبوعين وتعود بدون محرم أحيانا لظروف عمل زوجها.
وتضيف بأنها عند مرض أحد أطفالها تمشي الى المستشفيات وتتهددها المديرة بالأداء الوظيفي عند الغياب كما أنها تعاني الانزلاق الغضروفي وأوجاع بالظهر زادت مع الحمل وقد أعطتها المديرة (مقبول) في الأداء الوظيفي ما سيؤخر نقلها الى أجل غير مسمى وهذا ما جعلني أصاب بالصدمة عندما لم اجد اسمي ضمن المنقولات.
حشرات غريبة
وتروي (م.أ) قصة تعرض ابنتها للدغة حشرةغير معروفة الاسم دخلت على اثرهاالى الطوارئ وامتلأ جسمها بالحساسية حتى كادت أن تختنق مما اضطر زوجها للقدوم ونقلها الى المستشفى، بالاضافة الى معاناتها من الاكتئاب النفسي والقهر مما ألزمها الفراش ولم تجد مقابل ذلك سوى الاستهزاء من زميلاتها ولم تنل ورقة تحويل من المديرة.
وتقول: نرتجف من الرعب عند ركوب الحافلة لكثرة ما نسمع من الحوادث وقد تعرضنا لحادث نجونا منه برحمة الله ولكن مكثنا في الصحراء لمدة ساعة كاملة ومعي ولدي الذي يبلغ تسعة شهور في الظلام الحالك فلا ارسال ولا أحد يقف للمساعدة.
منى القصاب معلمة جغرافيا ظلت في جيزان منذ عام 1419ه تقول: ذهبت وعمر ابنتي سنة واحدة وهي الآن في المرحلة الابتدائية ولدي الأن طفلة صغيرة عمرها ثلاثة أشهر أنجبتها على أمل النقل بعد أن توقفت عن الانجاب لسنوات طويلة حتى لا يعاني أبناؤنا معنا بانتظار الحل.
وتعمل منى في (أبو الرديف) وهي منطقة نائية على حدود اليمن وقد غمرت المنطقة سيول مخيفة بالاضافة الى ان اهل جيزان أنفسهم لا يعرفون هذه المناطق وقد تتعطل عليهم السيارة ونسير من الثامنة صباحاحتى الثانية عشرة ليلا في الطريق. كما أننا تعرضنا للسرقة أكثر من مرة.
وتتساءل منى عن النقل بعد سنين عمرهن التي ضاعت هناك فهل هناك امكانية أم نستقيل أفضل؟! بعد ان بكت طوال اليوم بعد قراءة أسماء المنقولات وظلت بدون أكل ولا شرب لهول الصدمة فقد صارت ابنتي تحب أهلي أكثر مني وأخشى أن أترك الصغيرة أيضا وأعيد المعاناة ومن المستحيل أيضاأن آخذها معي.
وتقول القصاب: بدلنا الرغبات وكتبنا الحفر والرقعي فهل سيتحقق النقل أم لا؟!
على قائمة الانتظار
(ن.م) معلمة لغة عربية منذ عام 1420ه ظلت أربع سنوات تطلب النقل من منطقة الباحة الى منطقة الرياض ثم ألحت على زوجها للنقل الى مكة لظروف عمله وقد فوجئت بنقله الى مكة هذا العام فغيرت طلبهاالى مكة ومازالت على قائمة الانتظار وفوجئت بعدم تحقيق رغبتها في حركة النقل الأخيرة وتقول: عذرهم دائما في الوزارة تاريخ المباشرة بالرغم من وجود معلمات بنفس التاريخ تم نقلهن لمناطقهن واذا راجعنا استعانوا بعذر آخر وهو التخصص.. لأنهم لا يشعرون بوضعنا وكيف يمر علينا العام، النفسيات متعبة وعلاقتنابأزواجنا محطمة بالاضافة الى وفاة الوالد وطبيعة العمل حيث أدرس تخصصا آخر غير تخصصي منذ ست سنوات. كما يؤثر علينا بعدنا عن أطفالنا فمنذ صدور الأسماء وأناأبكي ولا أعلم بالعالم من حولي مما أثر على أطفالي أيضا.
وتمنت (ن.م) من وزارة التربية والتعليم النظر بعين الرحمة للمغتربات عن أطفالهن وأزواجهن وهن بدون محرم.
أنيميا منجلية
حفيظة الطويل معلمة جغرافيا منذ ست سنوات في (رفحاء) تتساءل عن فائدة دمج النقل الداخلي بالخارجي مما قلل من فرصة المغتربات في النقل وأتاح الفرصة للمتنقلات القديمات من محافظة لأخرى والقديمات المتواجدات في مناطق بعيدة ينقلن عند نقل أزواجهن بكل سهولة، بالاضافة الى قرار عدم أحقية رفع طلب نقل لمن تأخذ الاجازة الاستثنائية مع وصولنا الى حد إما أن نأخذ استثنائيا أو نستقيل.
وقد قدمت حفيظة في لجنة الظروف الخاصة أكثر من مرة لمرض زوجها بالأنيميا المنجلية وهو بحاجة الى متابعة لا يمكن وجودها في المنطقة التي أعمل بها وهو مرض وراثي لا علاج له ينوم بسببه في المستشفى أكثر من مرة، كما أن الجو هناك بارد جدا ففضل البقاء مع الأطفال الذين ظلوا لفترة عند بنت أخي لكون أمي كبيرة ومتعبة وليس لدي سوى طفلين أكبرهما في الخامس الابتدائي وقدرفضت الانجاب حتى يأتي النقل.
حفيظة تضيف: ان المدرسة التي تدرس فيها ممتازة ويعاملنها كأخت ولكن مشوار نهاية الاسبوع والذي يستغرق 9 ساعات قد هدّها خاصة بعد أن نجت وصاحباتها من حريق كاد أن يأتي على السيارة التي يستقلنها مما جعلهن يفتحن الأبواب ويخرجن مسرعات وظللن في الصحراء لساعات بيما قام السائق بإطفاء الحريق بالرمل، كما أننا نسمع عن حوادث المعلمات فنخرج وأيادينا على قلوبنا.
وتقول: تحطمنا بشدة عندما لم تنشر أسماؤنا في الحركة حيث اننا آخر دفعة يحق لها النقل فقد نقل قبلنا دفعة 1418ه ماعدا القليل منهن وقد عدنا بجميع أغراضنا استعدادا للنقل بعد أن صارت طالباتي معلمات معي في نفس المدرسة.
وتتمنى لو تم اخبارهن من أول سنة وظيفة بعدم وجود نقل إلا بعد سنوات طويلة لأن تحديد الموعد يريح النفسية ويساعد على معرفة المصير.
معلمات بر.. بحر.. جو
فاطمة عبدو المدخلي معلمة تاريخ ظلت خمس سنوات في جزيرة فرسان بجنوب المملكة تنتقل من الدمام الى جيزان بالنقل الجماعي أو الطائرة ثم تذهب بالسفينة الى جزيرة فرسان.
تقول فاطمة: تم نقلي العام الماضي الى منطقة الرفيعة على بعد 400 كم من الدمام وشعرت بأنني هذا العام أفضل مما سبق ولكن الطريق للرفيعة بعضه غير مسفلت وتعتبر منطقة نائية والمعلمات اللاتي أتين قبلي أو بعدي لم يكملن أربع سنوات حتى نقلن في مناطقهن بجوار منازلهن.
وتضيف: ظروف والدي الصحية لا تسمح له بمرافقتي فهو مريض بالقلب ويظل لثلاثة أشهر أو أكثر في العلاج وقد اضطر للنزول للدمام اسبوعيا لأخذ العلاج له وأحيانا قد لا تتوافر المادة للذهاب فنظل حتى استلام الراتب.
وبالرغم من وجود الاحتياج في المدرسة الثانوية التي أمام منزلنا لتخصص التاريخ إلا أنه يقال دائما لا يوجد شاغر.. ولي سبع سنوات في الغربة اضطررت خلالها للذهاب وحيدة مع السائق لبقاء أبي لتلقي العلاج بالاضافة الى المعاناة النفسية هل نعود أم لا؟!
بكت فاطمة وهي تتذكر عدم نشر اسمها في قائمة المنقولات وقالت نفسيا ومعنويا تدهورت حالتي.
الياء هي السبب
نادرة سعيد المصلي تخصص أحياء بقيت في الدوادمي أربع سنوات ثم نقلت الى هجرة الرفيعة (شمال النعيرية) حيث حدث لبس بين الرفيعة والرفيعية التي طلبتها والتي أخبرتني احدى الزميلات أنها تبعد ساعة فقط عن الدمام.
وتقول نادرة: أسبوعيا أذهب الى الدوادمي وقد خطبت وتزوجت وأنا أعمل هناك وصرت أذهب بطفلي الصغير واستقدمت خادمة ثم رحلت بعد أربعة شهور لعدم قدرتها على العناية بالولد.
وقد داومت في مدرسة على بعد ساعة ونصف من الدوادمي ثم طلبت النقل الى مدرسة أخرى على بعد نصف ساعة وأخيرا أصبحت داخل الدوادمي. أما الآن فسأعود للمأساة مرة أخرى وأنا محتارة في أمري.. هل أرفض النقل فيكتب عليّ البقاء في الدوادمي لسنين أخرى وفي نفس الوقت أخاف من قبول (الرفيعة) وأعود لمأساة التنقل مرة اخرى وكأني لم انقل.
وتتساءل نادرة: ما وضعها الآن لو رفضت النقل؟! وتتذكر احدى زميلاتها تم نقلهن حيث أصيب ولدها في حادث في رأسه وهي بالدوادمي ثم أخذت اجازة استثنائية ستة شهور وظلت تتابع حالته ثم عادت للعمل وبعد عام تعرضت ابنتها (4 سنوات) لحادث توفيت على اثره وقد تأثرت نفسيتها كثيرا ثم تم نقلها بعد ست سنوات, والام. وظلت لعامين في اجازة استثنائية تجددها لشعورها بالذنب. وتضيف بأن الضغط النفسي لا يأتي إلا بعد الزواج.
أما حنان النعيم تخصص لغة عربية فهي معلمة في الجفر منذ خمس سنوات أتت خلالها الكثير من المعلمات وتم نقلهن ماعدها هي بالرغم من سكنها في الهفوف وقد تعرضت لحادث قبل ثلاث سنوات سبب لها رضوضا وآلاما في الظهر والورك ولديها تقرير من طيب يفيد بعدم تمكنها من الجلوس لمسافات طويلة في السيارة.
وقد انتظرت حنان دورها دون فائدة ولديها خمس بنات يعانين نفسيا لبعدها عنهن بعد أن ظلت في حائل لمدة عامين تعرضت خلالها لحادث أيضا.
أين أولويات النقل؟!
رائدة السادات معلمة رياضيات في محافظة القويعية منذ أربع سنوات أكدت نقل جميع المعلمات اللاتي معها خلال العام الماضي والعام الحالي حتى من باشرن العمل بعدها بعام أو عامين بل نقلت جميع المعلمات من دفعتها من نفس التخصص مع تساوي رغبات النقل.
وتذكر رائدة بأنه بالرغم من سكننا في صفوى إلا أننا وضعنا الاحساء ضمن رغبات النقل للخلاص من المشاوير الاسبوعية والتي تستغرق سبع ساعات ونصف بالاضافة الى تعطل السيارة على الطريق خاصة أيام الشتاء والأمطار وقد كنا نصبر بعضنا البعض أما الآن وبعد نقلهن جميعا من سيصبرني؟!!
وتشير السادات الى أنها اضطرت للغياب ثلاثة أسابيع قبل الولادة حيث كانت حاملا في الشهر التاسع ونقلت بالاسعاف من المدرسة الى المستشفى وكان يوم الأربعاء فحضرت للدمام وكتبت لها الطبيبة اجازة حتى موعد الولادة خوفا على الجنين، مع حرصها الدائم على عدم الغياب وعدم التأخر في المنهج ولأنه مولودها البكر فلقد قدمت على اجازة استثنائية بعد أن رأت معاناة زميلة لها في المدرسة لديها طفل عمره (4 سنوات) وأعطته لأكثر من مربية ولم يهدأ عنداحداهن من كثرة بكائه.
ومع ذلك كل المعلمات اللاتي نلن الاستثنائي تم نقلهن مع وجود من يأخذنها سنويا دون تأثر أسس المفاضلة لديهن.
وعن الأزواج قالت رائدة هم صابرون حتى الآن وزوجي معلم تاريخ تخرج منذ خمس سنوات ولم يتم تعيينه حتى الآن مع تقديمه سنويا في مناطق بعيدة، لذلك اضطررت للعمل مع النفسية المعدمة التي أعانيها ولكني أتساءل: كيف يتم نقل جميع دفعتي باستثنائي؟! واذا كنابشرا ونخطئ فكيف بالكمبيوتر؟!!
وتتذكر رائدة الحادث الذي تعرضت له مع زميلاتها خلال السنة الأولى للتعيين حيث أصيبت برضوض واصابات في العين والرأس وأخذت اجازة أكثر من شهر.
وتضيف متسائلة أرقامنا على قائمة الانتظار تزيد ولا تنقص لماذا؟ حيث كان ترتيبي على رأس تنورة العام الماضي 25 والآن 51 بينما على بقيق 16 خلال العام الماضي والآن 32 وعلى الدمام كنت 80 وأصبحت 103.
ليلة السبت الحزينة للمعلمات
المعلمات للمسؤولين: عالجوا أوضاعنا بجدية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.