تعيش المنطقة الشرقية هذه الايام ذكرى مرور 20 عاما على تولي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود امارة المنطقة الشرقية. ففي مثل هذه الايام ومنذ 20 عاما وبالتحديد في 10/6/1405ه الموافق العام 1985م تولى سمو الامير محمد بن فهد المسؤولية واصبح امير المنطقة الشرقية خلفا لصاحب السمو الامير عبدالمحسن بن عبدالله بن جلوي يرحمه الله ومنذ ذلك التاريخ واصبح للشرقية شأن آخر ووضع مميز. والحقيقة الواضحة وضوح الشمس والتي يعلمها كل انسان انه منذ اليوم الاول لتولي سموه الامارة لم يأل جهدا ولم يدخر وسعا في وصل الليل بالنهار لتطوير وتحديث المنطقة الشرقية ودفعها للامام لتليق بموقعها الفريد الذي تتميز به عن بقية مناطق الوطن الغالي، فهي تقع على ساحل الخليج العربي ومما يزيد في اهميتها محاذاتها لدول الخليج العربي حيث تتقاسم معها المياه الاقليمية الزاخرة بالحركة الدائبة مما يعطيها بعدا امنيا واقتصاديا بالغ الاهمية محليا واقليميا ودوليا. وللحقيقة التاريخية ايضا التي يعيها كل منصف ان المنطقة الشرقية قبل مجيئ ذلك الامير العبقري لم تكن سوى مجرد امتداد شاسع يكتسب اهميته القصوى من وجود شركة ارامكو السعودية وكانت البنية التحتية للمنطقة عشوائية وقديمة ومهترئة، والاتساع العمراني محدود، والطرق غير ممهدة، والشواطئ مهجورة وقاسية ولا يوجد سوى فندق او فندقين ولون الرمال على امتداد البصر من كل جانب. استغل الامير عبقريته الفطرية وادرك بثاقب نظره اهمية المنطقة فاعاد اكتشاف المكان وسخر علمه حيث درس الاقتصاد والعلوم السياسية في ارقى الجامعات الامريكية كما استغل خبراته الميدانية حيث سبق لسموه العمل في القطاع الخاص قبل التحاقه بالعمل الحكومي عندما عين مساعدا لنائب وزير الداخلية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تاريخ تعيينه اميرا للشرقية كل هذه العوامل سخرها سموه لنقل المنطقة نقلة حضارية وتغيير معالمها بشكل جذري وكسوتها بثوب قشيب يليق بمكانتها حتى احصينا درة الساحل الشرقي. واذا حصينا جهود الامير محمد بن فهد في شتى المجالات فسنحتاج لصفحات وصفحات، ولكن على سبيل المثال لا الحصر في المجال الاقتصادي وعلى مدار 20 عاما اصبحت المنطقة الشرقية مركزا لجذب الاستثمارات من كل حدب وصوب وشجع رجال الاعمال والقطاع الخاص وذلل المشاكل امامهم حتى اصبحت المشاريع والمصانع في كل مكان لتوجد فرص عمل جديدة لشباب الوطن، وفي المجال السياحي نجد ان سموه ادرك بنظره الثاقب اهمية المنطقة سياحيا فشيدت الفنادق الفاخرة، وتم تأهيل الشواطئ على احسن ما يكون ومدها بالخدمات المختلفة وانشأ الحدائق والمنتزهات المزدحمة طوال العام، وفي المجال التعليمي لم يبخل سموه في دعم النهضة التعليمية والعلمية في المنطقة من خلال جائزة سموه للتفوق العلمي وانشأ جامعة الامير محمد بن فهد الاهلية لتكون شعاعا حضاريا وسترى النور قريبا، وفي المجال الصحي شيدت المستشفيات والمستوصفات لتقدم ارقى خدمة طبية للمواطن والمقيم، كما توسعت الدائرة العمرانية والمخططات السكنية وتم تجديد البنى التحتية وامتدت الطرق في كل مكان لتصل المدن بالهجر، والحضر بالبادية كما امتد الغطاء الاخضر ليغلب على اللون الأصفر واصبحت المنطقة الشرقية بفضل الجهد المتواصل لسموه واحة وارفة الظلال، ولم ينس سموه الشباب باعتبارهم عماد الامة وقدم لهم كل دعم ومساعدة من خلال مشروع سموه لتأهيل وتوظيف الشباب واخيرا البطولة المدرسية في كرة القدم تحت 14 عاما التي يرعاها سموه. وفي مجالات الخير والاعمال الخيرية فقد ضرب الامير محمد بن فهد بحظ وافر في العمل الخيري فكانت جائزة سموه لاعمال البر لتشجيع المؤسسات الخيرية على التكافل الاجتماعي في اروع صورة.* نائب شيخ قبيلة الدواسر