انقلبت الأدوار وتحول المنتخب السعودي من المرشح الابرز لانتزاع احدى بطاقتي المجموعة الثالثة الى ربع النهائي الى مكافحة للبقاء في دائرة المنافسة للحاق بركب المتأهلين عندما يلتقي العراق اليوم الاثنين في تشنغدو في الجولة الثالثة الاخيرة من كأس امم اسيا الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين حتى 7 اغسطس المقبل. وكان منتخب اوزبكستان اول المتأهلين الى ربع النهائي بعد ان جمع ست نقاط من فوزين متتاليين على العراق والسعودية بنتيجة واحدة 1-صفر، يليه العراق وله ثلاث نقاط من فوزه على تركمانستان 3-2، ثم تركمانستان بنقطة وتتقدم على السعودية بفارق الاهداف. ومنذ سحب قرعة نهائيات كأس اسيا، انصبت الترشيحات على المنتخب السعودي لحجز احدى البطاقتين، واعتبر المراقبون ان البطاقة الثانية ستكون بين العراق واوزبكستان، على اعتبار ان السعودية لها حضورها القوي في البطولة منذ مشاركتها الاولى في النهائيات عام 1984. ويملك الاخضر سجلا رائعا في كأس اسيا حيث تأهلت الى المباراة النهائية في الدورات الخمس الاخيرة، فأحرزت اللقب ثلاث مرات اعوام 1984 و1988 و1996، وخسرت النهائي مرتين امام اليابان عامي 1992 و2000. واضطر الاخضر الى خوض النهائيات بغياب لاعبين بارزين هما محمد نور وعبدالله الواكد اللذان كانا يشكلان نقطة ثقل مهمة في خط الوسط بعد ان تعرضا للاصابة في المعسكر الاخير للمنتخب في ماليزيا قبل توجهه الى الصين، وبدا تأثير ذلك واضحا في المباراتين الاوليين. ولم يكن المنتخب السعودي مقنعا حتى الان وافتقد العديد من لاعبيه الخبرة المطلوبة في مثل هذه البطولات الكبيرة، خصوصا ان عددا منهم يشاركون فيها للمرة الاولى لان المنتخب في مرحلة بناء" للمستقبل وهدفه الاساسي المشاركة في نهائيات كأس العالم في المانيا عام 2006 حسبما اعلن المسؤولون عنه. واهدرالاخضر فوزا على تركمانستان في الجولة الاولى عندما كانت متقدمة 2-1 حتى الدقائق الاخيرة لكن خللا دفاعيا ادى الى هدف التعادل الذي اعتبر اشبه بالخسارة، ثم جاءت المباراة الثانية امام اوزبكستان وتحسن فيها اداء الاخضر من خلال السيطرة على منطقة الوسط وصنع الفرص لكن ذلك لم يكن كافيا امام منتخب يملك لاعبوه قوة بدنية فتلقت هدفا مبكرا وعجزت طوال الوقت المتبقي عن التعويض رغم التبديلات الهجومية التي اجراها المدرب الهولندي جيرارد فان درليم. واللافت ان المنتخب السعودي كان قد فاز على تركمانستان 3-صفر قبل نحو شهر في الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم، وكانت قد سحقت اوزبكستان التي تشارك بنفس المنتخب تقريبا 5-صفر في الدور الاول من النسخة الماضية في لبنان عام 2000 في طريقها الى النهائي. وبات فاندرليم تحت الضغط للمرة الاولى منذ تسلمه قيادة المنتخب السعودي بعد مونديال 2002، لان الخسارة امام اوزبكستان كانت الاولى له في 23 مباراة حيث احرز معه لقب بطل كأس العرب الثامنة ثم لقب بطل كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت، ولكن سمو الامير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد السعودي ورئيس وفد المنتخب الى كأس اسيا جدد الثقة به رغم تحميله مسؤولية الخسارة. وسيعتمد فاندرليم على خطة هجومية امام العراق بالدفع بطلال المشعل ويسري الباشا او عبد الرحمن البيشي مع ياسر القحطاني منذ البداية لانه لا بديل للاخضر عن الفوز للتأهل شرط تعادل تركمانستان او خسارتها، اما في حال فوزها فانها ستضع السعودية في مأزق ايضا لانها تتفوق عليها حاليا بفارق الاهداف وسيكون لنتيجة كل منهما الكلمة الفصل في ذلك. ولا يزال فاندرليم يعرب عن ارتياحه لاداء المنتخب رغم النتيجتين السيئتين امام تركمانستان واوزبكستان، ويعتبر ان اوزبكستان سجلت هدفا من ثلاث فرص بينما اهدر اللاعبون السعوديون العديد منها، مشيرا الى انه طلب منهم استثمار الفرص التي تتاح لهم امام العراق لانه لا مجال للتعويض بعد ذلك. في المقابل، تبدو فرصة العراق افضل لمرافقة اوزبكستان، ويكفيه التعادل شرط عدم فوز تركمانستان لتحقيق ذلك، وقد يعتمد المدرب العراقي عدنان حمد تكتيكا دفاعيا خصوصا في الشوط الاول لانتزاع نقطة التعادل. وسيكون تأهل العراق الى ربع النهائي انجازا لانه يشارك بالمنتخب الاولمبي الذي سيتوجه من الصين الى اثينا مباشرة لتمثيل عرب اسيا في الالعاب الاولمبية. وكان اداء المنتخب العراقي غير مستقر ايضا في المباراتين الاوليين مع انه تحسن امام تركمانستان فحقق فوزا مثيرا عليها، لكنه لا يزال يرتكب هفوات دفاعية خصوصا في مراقبة المهاجمين في منطقته، وهو ما ادى الى تسجيل هدف تركمانستان الاول. وتتميز المباراة بين العراق والاخضر بأنهما يلعبان بأسلوب مشابه الى حد بعيد، كما تبدو اعمار اللاعبين متقاربة جدا، والمنتخبان يجيدان السيطرة على منطقة الوسط وصنع الهجمات وتمرير الكرة من الوسط الى الجهتين اليمنى واليسرى، وستكون المواجهة بينهما اليوم مصيرية لا مجال فيها للاخطاء. ياسر القحطاني