سقطت كلمة واحدة من عقد اسلام الشاطر مع الزمالك التقطها محامي يقطر ذكاء ليحولها الى واحدة من اشهر صفقات الكرة المصرية من الناحية الاعلامية. هذه الواقعة تعيدنا الى شخصية المحامي التي تقمصها الفنان عادل إمام في أحد أفلامه وكان اسم المحامي حسن سبانخ وبفضله تعددت صور وأشكال مثل هذه النوعية من المحامين الذين يلجأون لمختلف السبل لتحقيق أهدافهم سواء بالتحايل أو الارغام أو التهديد وكلها لا تخضع لطائلة العقاب لأنها تحت حماية القانون ونحن لا نقصد من ذلك توجيه أي اتهامات أو اسقاطات على أي من اطراف حكاية الشاطر. ولكن ذكاء المحامي كان وراء اشعال النار في الساحة الرياضية فقد توصل الى تفسير المادة الرابعة بما يناقض تماماً نوايا كاتب العقد واستطاع تحوير المعنى لصالح تحرر اللاعب من العقد، وللحق فإن سقوط كلمة "خارجياً" من المادة الرابعة كان كلمة السر في ايقاظ الفتنة بين العملاقين الزمالك والأهلي. ففي الزمالك كانت المادة الرابعة وما فيها، عطف على ما سبق في المادة الثالثة، اي استكمال لها وهي التي تنص على شروط الاحتراف الخارجي، بينما في الأهلي كان تفسير المادة الرابعة منفصلاً تماماً عن المادة التي سبقتها، ولم يكن هناك أي اشارة لنوعية الاحتراف، هل خارجي أم محلي. ومن هنا اخترق المحامي الثغرة وأقنع الاهلي الذي يعيش على نيران متقدة منذ سنوات وتم ابرام العقد وإشعال النار بين الناديين. ونحن لا نميل لصالح أي من الأطراف، لكن ما يحدث في الكرة المصرية يعني مزيدا من التعصب وعودة الى الوراء وإذكاء لنيران من الحقد المتبادل. لا نعتقد أن اسلام الشاطر وهو صديق عزيز كان بحاجة الى هذه الازمة ليزداد شهرة ويضاعف سعره بل اخشى صادقاً ان تشهد الايام المقبلة تطورات تضعف موقفه، ولا خلاف على انه مستفيد من اجواء الاحتراف السائدة بما تتضمنه من اعوجاج، إلا ان دخوله بفضل افكار سبانخ الى حقل الاشواك الذي يفصل بين الناديين الكبيرين ربما يعود عليه بالسلب مع كل تمنياتنا له بالخلاص من هذه الازمة بأقل الخسائر. والسؤال الذي يشغل الأذهان: لماذا الغضب في الزمالك؟ ومن المسئول عن مراجعة صياغة عقود اللاعبين؟ وهل هناك شبهات في سقوط كلمة من عقد الشاطر؟ وإلى الأهلي: متى تتوقف صفقات شراء اللاعبين والتي تعود الى العام الماضي عندما تعاقد مع مجموعة من اللاعبين وأقام الدنيا ولم يقعدها، وعاد الآن ليستغني عن بعضهم ويتعاقد مع غيرهم بأسلوب يغلب عليه النهم والانفعال وكأن ضغوط الدنيا تطارده. إلى متى؟ @ البيان الإماراتية