بدأت أمس الجولة الأولى من المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركتى التمرد بدارفور برعاية الاتحاد الافريقى بمقره فى أديس أبابا. وترأس الجلسة الافتتاحية المفوض العام للاتحاد الافريقى الفا عمر كونارى ومفوض مفوضية الأمن والسلام فى الاتحاد سعيد جنيد ووزير خارجية تشاد وممثل الأمين العام للامم المتحدة السفير محمد سحنون . وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تراشقات كلامية رفعت من درجة حدة التوتر بين الجانبين بدأها وفد المتمردين الذى ينتمى الى حركتى تحرير السودان والعدالة والمساواة حيث تقدم على ادم شوقار عضو وفد المتمردين بست نقاط عبارة عن شروط مسبقة للحوار من جانبهم مع وفد الحكومة تتمثل فى نزع أسلحة المليشيات واجراء تحقيق دولى ومستقل حول ما سماه بالابادة والتطهير العرقى بدارفور وطالب بمحاكمة كل من تسبب فى الجرائم على حد قوله. ورفض شوقار الوصول الى أى حل أو اجراء مفاوضات مع الحكومة ما لم تنفذ المطالب التي تتمثل باعادة المبعدين من مؤسسات الجيش والدولة .كما طالب بتدويل أزمة دارفور وأن تحل تحت رعاية واشراف الأممالمتحدة والاتحاد الاوروبى والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية. واصفا ما يجرى فى دارفور بأنه تطهير عرقى من قبل العرب الذين يسيطرون على مقاليد الحكم فى الخرطوم على حد زعمه. كما وصف - زعما- وفد الحكومة المشارك بأنه من مليشيات الجنجويد نفسها.. وقام رئيس الاتحاد الفا عمر كونارى بالتدخل لتهدئة الموقف وتحويل الجلسات الى جلسات مغلقة وانهاء الجلسة الافتتاحية . فيما اتسمت كلمة وفد الحكومة السودانية بالموضوعية حيث طالب رئيس الوفد بتثبيت اتفاقية وقف اطلاق النار وتسهيل مهمة المساعدات الانسانية وعودة النازحين وحل الازمة والنزاعات القبلية عبر حوار مباشر وهو ما تم رفضه من قبل متمردى دارفور الذين طالبوا بنقل المفاوضات الى مكان آخر ومحايد بدلا من العاصمة أديس أبابا. وكشفت مصادر عليمة لمراسل وكالة الانباء القطرية فى اديس ابابا أمس عن أن الوسطاء بدأوا بعقد لقاءات جانبية مع الطرفين ومن المتوقع أن يصل رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورئيس حركة العدالة والمساواة خليل ابراهيم الى أديس أبابا للانضمام للمفاوضات. من ناحية ثانية شرعت السلطات السودانية المختصة بولايات دارفور فى اجراءات اعادة أكثر من 34 ألف نازح موجودين بالمعسكرات الى مناطقهم بعد اعادة الامن والنظام اليها منهم 29 الف نازح بمعسكر " كلمة " بمحلية بليلة والذين سيتم ترحيلهم الى مناطقهم شرقى نيالا و4 الاف أخرين من معسكرى كلمة وموسية حول نيالا الى سانية ودليبة وأبو عجورة وما حولها والف وثلاثمائة بمعسكر أبو شوك الى مناطق فتيونوط كورما وطويلة. واعلنت مصادر سودانية أن النازحين قابلوا تلك الاجراءات بارتياح عميق مؤكدين رغبتهم فى العودة الى مناطقهم. تجدر الاشارة الى أن أعدادا كبيرة من النازحين خارج الاحصاء الرسمى كانت قد عادت خلال الايام الماضية الى مناطقها بعد أن أعادت السلطة الامن والنظام اليها . وفى ذات الاطار وتمكينا للتأمين وصلت أمس الاول الى نيالا 5 سرايا من الشرطة منها فصيلان الى منطقة التعايشة فى اطار البرنامج الذى تنفذه وزارة الداخلية لاعادة النظام وتأمين عودة النازحين الى مناطقهم.