يبدو أن رياح التغيير العاتية في طريقها لاقتاع جذور مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس من شركته، مع رشح أخبار عن احتمال مغادرته رئاسة مجلس إدارتها بسبب تعيين وشيك لرئيس تنفيذي جديد الأسبوع الجاري، وبحسب مصدر صحفي مطلع فإن مجلس إدارة الشركة سيصادق بعد أيام على تعيين ساتيا ناديلا في منصب الرئيس التنفيذي خلفا لستيف بالمر، ويشغل ناديلا حاليا منصب مدير فرع الحوسبة السحابية في مايكروسوفت. وعقب ورود الأخبار عن قرب المصادقة على تعيين ساتيا ناديلا أغلق سهم مايكروسوفت في مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا الجمعة الماضية مرتفعا بنسبة 2.7%. ويعمل المرشح المذكور -وهو مهندس ينحدر من الهند- منذ 22 عاما في مايكروسوفت وهو في عقده الرابع، ورغم السنوات الطوال التي قضاها في الشركة فإنه لا يتوفر على تجربة في إدارة مؤسسات ضخمة مثل مايكروسوفت، وأشارت المصادر إلى أن بيل غيتس، الذي ارتبط اسمه بالشركة منذ تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي، قد يستمر في القيام بدور مستشار للرئيس التنفيذي الجديد في الشؤون الإستراتيجية والتكنولوجية. ومن المحتمل أن يخلف غيتس في منصب رئيس مجلس الإدارة عضو آخر في المجلس هو جون تومبسون، وهو مدير سابق لشركة سيمنتك للأمن المعلوماتي، غير أنه لم يبد أية حماسة لتولي هذا المنصب. وتبحث مايكروسوفت عن رئيس تنفيذي جديد لها منذ الصيف الماضي بعدما أعلن بالمر عزمه ترك منصبه بحلول أغسطس المقبل. وكان بعض المستثمرين قد دافعوا عن تعيين رئيس تنفيذي من خارج مايكروسوفت، على أمل أن يعيد صياغة سياسة الشركة ويمنح حاملي أسهمها توزيعات أرباح أكبر، كما دعا مستثمرون إلى ترك غيتس رئاسة مجلس الإدارة على اعتبار أنه عائق أساسي أمام إدخال تغييرات جذرية في الشركة تساعد على جذب المستثمرين. وقد مارس ثلاثة من أكبر عشرين مستثمرا في شركة مايكروسوفت الأميركية ضغوطا على مجلس الإدارة لحمل بيل غيتس على التنحي عن منصب رئيس مجلس إدارة شركة البرمجيات العملاقة التي أسسها قبل 38 عاما مع شريكه بول آلن. وغيتس المولود عام 1955 واسمه الأصلي وليام هنري غيتس الثالث، وشهرته بيل غيتس، هو الرئيس التنفيذي السابق للشركة حيث تنحى عن رئاستها عام 2000، لكنه احتفظ بمنصب رئيس مجلس الإدارة، ويعد من كبار المحسنين الذين يتبرعون بملايين الدولارات سنويا للأعمال الخيرية ودعم مشاريع محاربة الفقر والأمراض في مختلف أنحاء العالم. ورغم تعرّض الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ستيف بالمر -الذي استقال مؤخرا من الشركة- لضغوط على مدى سنوات كي يحسّن من أدائها وسعر السهم، فإنها المرة الأولى التي يستهدف فيها مساهمون كبار غيتس نفسه الذي يظل من أكثر الشخصيات المحترمة ذات التأثير الكبير في قطاع التقنية.