ابنتي علا.. احييك على اقدامك.. وطرح تلك المشكلة التي عانيت منها طويلا.. وكونك صغيرة السن وتشعرين بأحاسيس ملأها الحب العفوي الذي تكنينه لاختك واحترامك لها جعلني اكن لك كل تقدير وحب.. واحترم عقلك الكبير في رفضك تلك العلاقات المرفوضة شرعا بين الفتى والفتاة واقتناعك بمدى نتائج تلك العلاقات الخاطئة التي تجر للوقوع في الهاوية. أما مراقبتك لاختك رغم احساسك بالخطأ.. فهو خطأ نستبيحه احيانا وللضرورة حتى تتبين الحقائق وتنكشف الاغطية لكن لا نجعله عادة نتعودها مما قد يثير المشاكل ويهدم صرح الثقة فيما بيننا وبين الآخرين.. وقد تساءلت بيني وبين نفسي ما الدوافع التي جعلك تخجلين من مصارحة امك؟ وهل ما قلته ان الحدود المشروطة هي ما جعلك عاجزة عن التحدث هي السبب؟ ولنفرض ذلك.. أليس من الاصلاح يا عزيزتي ان نصرح وبكل ثقة عما بدواخلنا.. وألا نجعل للشيطان منفذا للدخول إلى النفس وزعزعة امنها.. كان عليك ان تصارحي اختك وتنهيها عما تفعله.. وان انكرت ذلك المهم انك ستشعرينها بالذنب وتشعلين بداخلها الخوف والرهبة وفداحة ما تقوم به. اما علاقتك واختك بأمك فالواضح ان الاسلوب والمعاملة وطريقة التربية هي ما دفعتها اي اختك الى هذا الفعل دون احتساب للعواقب والنتائج.. وما فعلته نتيجة لاخطاء يرتكبها الآباء ويقع فيها الابناء.. فعندما يفقد الابن الموجه المحب ويفقد الثقة من داخل اسرته وتقديره لذاته وحريته والسماح له بالحديث والحوار والاستماع.. من السهل عليه ان يبحث عن البديل لكي يعوض ما يفتقده داخل اسوار بيته وبين والديه نحن نعلم ان الحب عاطفة تحتاج لرعاية وارتواء متى ما فقدت العاطفة تلك الرعاية وهذا الارتواء ذبلت او نبتت شائكة اغصانها مائلة لذلك لابد من الحرص والاهتمام والرعاية من قبل الوالدين فهما المسؤولان امام الله والمجتمع والمنوطان بالمسؤولية التي حملت على عاتقهما. واعود اليك يا عزيزتي لأقول: استمعي لقول الله عز وجل في كتابه (قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم). اصغي الى تلك الكلمات جيدا وتتبعي عفو الله تعالى ومغفرته لعباده.. واعلمي ان الخطأ الذي ارتكبته اختك بدافع الغفلة قد غفره الله تعالى ان شاء ما دامت تزوجت وانتهى أمر المشكلة فلا تجعلي التأنيب يلازمك لهذا الحدث او المشكلة التي ليس لك اي ذنب فيها.. وثقي في نفسك وفي قدراتك الذاتية واخلاقك واستشعري نظرات الآخرين لك حبا واحتراما.. وحاولي جاهدة التفكير في دراستك ومستقبلك والايحاء لنفسك بانك تستطيعين مواجهة الآخرين ونبذ تلك الاحاسيس التي لا تخلف وراءها الا الامراض النفسية.. تقربي إلى الله بالدعاء والعبادة وكوني على ثقة بان الله راض عنك فارضي عن نفسك واشغليها بما يريحها ويبعث فيها الامان والاطمئنان. وتحياتي. إلى الدكتور ناصح الذي سمح لي بالتعليق على هذه المشكلة ناصح