«الترابط الأسري» قائم على المودة والرحمة ويزرعه الأبوان في الأبناء غازي الشمري يشعر الإنسان بالسعادة حينما ينظر إلى أسرته المستقرة، فهي أغلى ما يملك الإنسان في حياته، فإن الترابط الأسري بجمل مختصرة يعني أن تقوم العلاقات بين الأبوين ابتداءً، وبينهما وبين الأولاد بعد ذلك.. على أسس سليمة من المودة والرحمة التي أخبر الله أنه جعلها بينهم بقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) وأن تكون المعاملة في حالات الاختلاف والاتفاق مبنية على المسامحة والصفح، وعند المشاحة مبنية على العدل والإنصاف. وأن يعرف الزوج والزوجة كل منهما ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، فيؤدي كل منهما ما عليه على أساس الشراكة والمسؤولية، وأن يتربى الأولاد في جو من الهدوء والتفاهم بعيداً عن أي مشكلات تخص الأبوين.. وأن يمارس الأب دوره ووظائفه في البيت والأسرة من القوامة والرعاية، والأم وظائفها في التدبير والتربية، وأن يمارس كل منهما دوره بكفاءة وأن يكون قدوة في ذلك. ومن الأمور المهمة تعاهُد البيت وحمايته من أسباب الفساد والانحراف، سواء في شخص الوالدين أو في أشياء المنزل، أو في العلاقات الاجتماعية، ومن المهم كذلك ألّا يتصور أحد الأبوين أن الحياة الزوجية أولاً، والعائلية ثانياً، حياة مثالية لا مشكلات فيها ولا اختلاف في وجهات النظر، وأساليب التفكير.. بل هي حياة بشرية بكل خصائص البشر وضعفهم وتقلبهم، ولكن من توخى العدل، ولازَم الصبر والاحتساب، واستفاد من التجارب، وسلك الحكمة في معالجة الأخطاء.. كان أسعد بحياة أكثر هدوءاً وتفاهماً. وينبغي أن يتدرب كل من الزوج والزوجة ويستعد لاحتمال أن يكون أحدهما هو العائل الوحيد للأولاد، بحيث يعرف كيف يخفف عنهم فقْد أحد الوالدين، والتعويض يرتكز على أمور؛ أهمها: العطف والحنان، وثانياً حمايتهم من الشعور باليتم والمسكنة بالإكرام وتأمين الاحتياجات، وهذا بطبيعة الحال قدر الإمكان، والأول في جانب الأم غالباً والثاني من نصيب الأب عادة، وأن يتعاونا في حياتهما على التكامل وحماية الأسرة من المفاجآت التي قد تخلّ بتوازنها. تجربتي أنهيت علاقتي بشاب من «النت» أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاماً، لم تكن في بالي فكرة الارتباط، حتى صادفت شابّاً متديناً إلى حد ما، أحسست تجاهه بأحاسيس لم أحسّها تجاه أي شاب آخر، وكذلك هو، وقد صارح كل منا الآخر بشعوره، تعارفنا عن طريق الإنترنت (كافيه) يمتلكه هو، وتصارحنا عن طريق الإنترنت، وكنا نتحدث أحياناً عبر الهاتف، ولكني طلبت منه ألا يكون بيننا سوى التحادث عن طريق الإنترنت؛ إرضاءً لله، كما طلبت منه ألا يكون بيننا سوى الكلام الذي لا يغضب الله، والحق يقال إنه استجاب لطلبي منه بنسبة كبيرة، وهو أيدني، ورأيت أن باستطاعتي تغييره كثيراً، فقد شجعته على عدم التدخين، وعدم سماع الأغاني، وفي نيتي إعانته على كثير، فكنت أود أن أعرف: هل علاقتنا بهذا الشكل مغضبة لله، خاصة وأني لست مستعدة لأي ارتباط إلا بعد ثلاث سنوات على الأقل؛ حتى أتمكن من تثبيت أقدامي في الكلية التي سألتحق بها، فأنا مقدمة على السنة الأولى من الكلية، وهذا يعني أننا سنظل على علاقة ارتباط ثلاث سنوات أو أكثر دون معرفة أهلي، كنت محتارة في هذه العلاقة، وسألت أختي الكبيرة هل من الممكن الاستمرار في تلك العلاقة بشكل لا يغضب الله؟ قالت لي: نعم، إنه يُغضب الله وإنه سيتطور؛ فما نسمعه ونقرأه من ضحايا النت قصص كثيرة، وعادة تكون البداية هكذا.. حينها قررت أن أستجيب لنصيحة أختي فغيرت رقم هاتفي وهجرت النت لمدة شهر كامل. والحمد لله لقد انقطعت العلاقة بهذه الصورة ومبكراً. مستشارك أشعر بالحرج من «شعري» * السؤال الأول: أنا فتاة ملتزمة بديني ولله الحمد، فأنا محبوبة وأشعر بالنجاح في معظم أعمالي.. إنما هنالك ما ينغص عليّ في بعض اللحظات حياتي وتفكيري ولقائي بالناس، وهو أن لدي مشكلة من صغري وهي أن شعري ليس مسترسلاً ناعماً، لذلك فإنني أشعر بالحرج وأنه سيكون سبباً في سخرية الناس رغم أن ذلك انتهي مع دخولي مرحلة المراهقة وتطور شخصيتي إلى الأحسن.. ولكن مازالت تلك النظرات تقتلني رغم أن مظهري حسن وجيد ولا بأس به ولله الحمد، أتمنى أن ألقى علاجاً لما أعانيه ولكم الشكر. - الجواب: أولاً: الحمد لله الذي هداك وجعلك من الملتزمات بدينه المحافظات على سنته ووضع لكِ هذا القبول والحب في محيطك، وأسأل الله لك الثبات على الحق حتى الممات. ثانياً: تذكري –أختي الكريمة– أن الكمال لله تعالى.. وأنك مهما بحثتِ في المخلوقين فلن تجدي فيهم الإنسان الكامل، ولكن كل فرد يجد في نفسه أو في خلقته نقصاً ما.. إن تجاوزه وحمد الله على جوانب الكمال لديه أفلح ورضي.. وإن توقف عنده ونسي ما سواه.. تضخم هذا الإحساس في نفسه حتى يملأ أفق حياته! ثالثاً: قال أحدهم يوماً ما: (كنت حزيناً لأني لا أملك حذاء حتى قابلت رجلاً بلا قدمين)، ويعني ذلك أننا قد نحزن لأمور بسيطة وفي الحياة من المعاناة والمصائب ما يفوق ما لدينا بكثير.. مما عافانا الله منه. رابعاً: تذكري أختي الكريمة من هن أقل منكِ ممن يتساقط شعرهن أو يعانين من الأمراض العضوية أو النفسية أو الآلام العظيمة واحمدي الله على ما وهبك من نعمه الظاهرة والباطنة (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ). خامساً: ومع كل ذلك حاولي من خلال فعل الأسباب التعامل مع هذا الأمر.. إما من ناحية بعض المستحضرات أو نوعية التسريحة المستخدمة ولن تعدمي بإذن الله الوسيلة المناسبة. أعاني ضعف الشخصية * السؤال الثاني: أرجو أن تبينوا لي السُّبل الكفيلة للقضاء على ضعف الشخصية؟ - الجواب: بداية الشخصية تعني (صفات تميز الشخص عن غيره)، وكل منا يحب أن يقال عنه: إن شخصيته قوية، ولكن ما المعنى الحقيقي لقوة الشخصية؟ البعض يرى قوة الشخصية بأنها القدرة على السيطرة على الآخرين، البعض الآخر يرى صاحب الشخصية القوية بأنه ذلك الذي يستطيع كسب المال أكثر من غيره، ويصل بذلك إلى مكانة اجتماعية متميزة، والبعض يرى أن الشخصية القوية هي الشخصية التي تستطيع أن تتصرف بنجاح في المواقف المختلفة، ولكن التعريف العملي الصحيح للشخصية القوية: هي الشخصية التي تستمر في النمو والتطور، فصاحب العقلية المتحجرة ضعيف الشخصية، ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكاناته ضعيف الشخصية، ومن لا يعدّل من سلوكه ويقلع عن أخطائه يكن أيضاً ضعيف الشخصية.. قوة الشخصية تعني أيضاً القدرة على الاختيار السليم.. والتمييز بين الخير والشر، والصواب والخطأ، وإدراك الواقع والحاضر وتوقع المستقبل، فالنمو والتطوير شرطان أساسان لكي تكون شخصيتك قوية ومثمرة في الوقت نفسه، وهناك بعض المبادئ الأساسية التي عليك أن تضعها نصب عينيك، وهي: – اعرف نقاط قوتك وضعفك، ادعم الصفات الجيدة، وتخلَّص من الضعف من خلال خطة زمنية. – ادعم ثقتك بنفسك بكل السبل. – اخدم الناس من خلال الأعمال التطوعية؛ فهي صاروخ للوصول إلى درجة عالية من تقوية الشخصية والنفس الفاعلة. – فكِّر بموضوعية، وحدِّد السلبيات والإيجابيات في كل الأمور التي تواجهها. – اهتم بالتخطيط والتنظيم كوسيلة لتحقيق أهدافك، ولا تبتعد عن الواقعية في العمل. – رتب الأولويات في كل شيء، وحسب إمكانات حياتك الشخصية، ووازن بين الأشياء والمواقف مثل: الموازنة بين تحقيق الكسب السريع وضرورة العمل بضمير. – اعتمد على التدوين في كل الأمور والشؤون، وكل واجب وكل موعد، وكل ما هو مطلوب للقيام بأدائه. – كن قادراً على إدارة وقتك بكفاءة، وحدِّد المدة الزمنية المناسبة للانتهاء من الأعمال. – لا تجعل حياتك بصورة تجعل ما تقوم به عبئاً ثقيلاً عليك، فهذا يدمر الغرض الأساس من الطريق الذي اخترته. – اعمل طبقاً لما تملك من قدرات فعلية، ولا تعِش في شخصية أحد غيرك يملك أكثر أو أقل مما تملك. – كن صاحب ركائز وخصائص سوية: فأما الركائز فهي: الإيمان بالله عز وجل وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأما الخصائص فهي: الصدق في القول والعمل، إخلاص النية، والبعد عن الرياء، الموضوعية واحترام حقوق الغير، الأمانة، الصبر وتحمل مشكلات الحياة وأعبائها، العفة والقناعة وعزة النفس والكرامة، التطلع الدائم إلى المعرفة والاستزادة من العلم، المروءة وحب الخير للغير، التقوى والتحكم في الميول والأهواء.. هذا كله يعينك على أن تكوِّن نفسك. أعانك الله على نفسك. ليست لدي عاطفة تجاه زوجتي * السؤال الثالث: مشكلتي أني ليست لدي عاطفة تجاه زوجتي، وأعدّها مثل أختي، وصارحتها بهذا الكلام، فغضبتْ وذهبتْ إلى بيت أهلها، وقد كنت أحبها سابقاً حباً شديداً، لكن تغير القلب تجاهها، مما يدفعني إلى طلاقها، ولكني الآن مشتت التفكير، لا أدري ماذا أفعل: هل أطلقها أم أبقيها والقلب لا يريدها؟! - الجواب: أولاً: لتعلم أن البيوت لا تبنى على الحب فقط.. فليس كل رجل متزوج يحب زوجته، لكن هناك (الود والرحمة)، هناك العطف والشفقة. ثانياً: يقول الله سبحانه وتعالى: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ». فالحياة الزوجية لا تقوم على الحب أو الكره فقط.. فربما تكره من زوجتك أشياء، ولديها أشياء أخرى تحبها، وربما قلبك لا يقبل زوجتك، أو كما تقول في رسالتك (كنت تحبها ثم تغير قلبك تجاهها)، فربما تكون هذه الزوجة هي مصدر سعادة في الدنيا والآخرة، وتعينك على الأعمال الصالحة، وترزق منها بأولاد صالحين وبنات صالحات، وتكون زوجتك هذه التي (تغير قلبك نحوها) سبباً في رزقك وسعادتك، «فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». ثالثاً: الحب في الحياة الزوجية يمكن صناعته والتدرب عليه من خلال المواقف الجميلة والكلمات الأجمل، ومن العقل والرشد أن لا تصارح زوجتك بما في قلبك إذا كنت لا تحبها، لكن عاملها معاملة حسنة، وتلطف معها بالكلام. رابعاً: لماذا فقط نحن الرجال بيدنا أن نحب أو أن نكره، أليست للنساء قلوب تنبض بالمشاعر؟! فمن المروءة والإيمان أن نتيح للمرأة الفرصة للبوح بعواطفها ومشاعرها الزوجية، فربما تكون زوجتك تحبك وتهيم بك، فهل تقابل هذا الحب والهيام بأن تعلن لها أنها صارت مثل أختك، وليست لديك نحوها عاطفة! أخي الكريم: إن المرأة مخلوق من ضعف، وقوامة الرجل ليست أن يكون هو السيد في الحب، فالزوجة لها حق في الحب ومشاعر التودد، فإن كان الرجل لا يستطيع أن يملك قلبه فإنه بالتأكيد يملك لسانه وإعلان مشاعره، فليكن لسانك نحو زوجتك كله فرحاً وكلمات جميلة، وعبارات رقيقة، ولو كان قلبك لا يميل إليها فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك»، ومعنى الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يملك ميل قلبه لإحدى زوجاته، لكنه يعدل بينهن.. فحتى لو كانت لك زوجة واحدة فأنت لا تملك أن تجعل قلبك يحبها ويميل إليها، لكنك تملك أن تعاشرها بالمعروف، كما هو أمر الله تعالى للمؤمنين بقوله تعالى «وعاشروهن بالمعروف». صديقتي تشكّ في زوجها * السؤال الرابع: إن صديقتي تشك في زوجها رغم أنه رجل تقي أحسبه على خير بشهادة الناس جميعهم وهي أولهم، لكنها تقول إنه قد تكون له علاقة مع أخرى، فاقترحت عليها أن تشتري خط جوال جديدا، وتعاكس زوجها حتى تتأكد من استقامته، وكنت على يقين من أنه لن يتمادى معها، إلا أنه اتضح العكس وتمادى، فكانت ترسل له رسالة حب، ويرسل لها بالورد على الجوال. والآن أنا أحس بالذنب لما اقترحت عليها فعله، فهل فعلاً أنا مذنبة، أم كان من المفروض أن تفعل هذا حتى تحاول أن تصلح زوجها وترده إلى الصواب؟ والآن هي لا تدري هل تواجه زوجها بهذا، أم تستمر معه في العلاقة حتى يكتشف بنفسه أنه كان يقوم بعلاقة مع زوجته، فيستصغر سلوكه هذا وينتهي عن ذلك؟ - الجواب: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حقاً لا أدري لِم أحزنني أسلوبك مع صديقتك هذا؟ فالأساس كان أن تنزعي عنها الشك، وتطلبي منها أن تستغفر الله، وأن تتقي الله، وتحاول أن تزيد اهتمامها بزوجها هذا. ولكن الآن وبعدما حدث ما حدث أطلب منك أنت أن تستغفري الله كثيراً، وتطلبي منها السماح، وعليها أن ترسل لزوجها رسالة عبر الموبايل أنها لا تريد التحدث إليه مرة أخرى؛ لأنها تشعر أنها أغضبت الله.. إلخ، ثم تقوم هي كزوجة بحب زوجها، ومساعدته على تخطي هذه الأزمة. سامحكما الله، لقد علقتما قلب الرجل، والآن لا تدريان ما العمل؟ ومواجهة الزوجة بما حدث لن تكون أبداً حسنة في حقها، بل ستكون أزمة قوية عليها أن تتحاشاها، وكذلك ستكون سبباً في قطيعة بينها وبينك. لذا عليكما أن تستغفرا الله كثيراً، وأن تسألاه أن تمر الأيام القادمة على خير. وعليكما أنتما الاثنتين أن تتصدقا لله عز وجل كما طلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النساء حين أمرهن بأن يتصدقن؛ لأنه رأى أكثر أهل النار من النساء. أعاذنا الله وإياكم من شر النار، وغفر الله لنا ولكم. تغريدات أسرية * من قلَّ خيره على أهله، فلا ترجُ خيره! * الخيانة ليس لها وطن ولا مكان إلا في قلوب الناقصين خُلُقاً وذوقاً! * مع الأسف بعضهم يفسدون بنات الناس ثم يبحثون عن زوجات صالحات في مستقبل حياتهم! غفلوا عن القاعدة القرآنية: الخبيثون للخبيثات.. والطيبون للطيبات. * اثنان لا يجتمعان : عقوق، وتوفيق!