شهدت الأيام الأخيرة ازديادا كبيرا في عدد الزوار وعشاق التراث والباحثين عن الآثار التاريخية في محافظة الأحساء، ومن المتوقع أن يزداد هذا الإقبال خلال الفترة القادمة، خصوصاً من دول الخليج. غير ان زوار الأحساء وساكنيها يصدمون حين زيارة هذه الأماكن بإغلاقها، أو تدني الخدمات فيها، فبعض جدران مبانيها آلية للسقوط، وتشكل خطراً على الزوار. سالم العلي، الذي قدم من مدينة الدمام لزيارة قلعة المحيرس، قال: أتردد بصورة مستمرة على الأحساء، لزيارة معالمها الأثرية، فلدي عشق خاص بهذه الأماكن، غير أنني أصدم بحالها، فمنذ سنوات أسمع أنها مدرجة ضمن الخطط المستقبلية للسياحة التراثية في المحافظة، ولكن لم ألمس أي تطوير فيها، حتى غدت تلك المواقع شبحا وخطرا يهدد المارة والقاطنين المجاورين لها، كما هو الحال في قصر المحيرس الأثري بالمبرز، الذي تساقطت معظم جدرانه، وأصبحت أبوابه مفتوحة، دون حراس.. ويتساءل سالم: لماذا لا تسعى إدارة المتاحف والآثار لترميم القصر بصورة سريعة، قبل سقوطه وفقدان واحد من أبرز معالم المنطقة، التي تمثل الكثير في وجدان أهلها، فيكفي ان بناءه يعود إلى أكثر من قرنين. ومن تلك المواقع التي أغلقت في وجه الزوار، والتي كانت واحدة من معالم المحافظة، غير ان حالها أصبح مأساوياً منزل عبداللطيف الملا (منزل البيعة)، في حي الكوت، والذي بني عام 1203ه، والذي شهد قدوم الملك عبدالعزيز في ليلة 5/5/1331ه، لفتح الأحساء، وأستقر في هذا المنزل، وبات في احدى غرفه، التي شهدت أول لقاء بين الملك عبدالعزيز والشيخ عبداللطيف الملا، ومن ثم مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله. كذلك قصر خزام في حي الرقيقة غرب مدينة الهفوف، وهو عبارة عن قلعة حربية صغيرة الحجم، تقدر مساحتها ب 2500 متر، ومن تلك القلاع المغلقة قصر صاهود في حزم المبرز شمال مدينة الهفوف، الذي تبلغ مساحته 10000 متر، وارتفاع أسواره 6 أمتار، وهو واحد من أبرز معالم الأحساء، ويتميز بأبراجه المستديرة في أطرافه الأربعة، بالإضافة إلى أبراجه المستطيلة الثلاثة، التي جعلته واحدا من أقوى الحصون العسكرية. كذلك قصر الوزية، الذي شهد المعركة المشهورة في الأحساء بيوم ناصر باشا، والعديد من القصور والقلاع، واحدا التي اشتهرت بها محافظة الأحساء.