يبدو في كثير من الأحيان عدم تقبل البعض للرأي وللرأي الآخر والاصرار على أن النقد نابع من كره وحقد شخصي رغم عدم وجوده من الأساس، لذا نجد بعض الأخوان يأخذون النقد بمحمل شخصي وكأن آثار داحس والغبراء قد امتدت الى الطرفين، أي بين الناقد والمنتقد بضم الميم. يفترض بالكاتب الصحفي أن يكتب ما يمليه عليه ضميره، لا ينتقد فلانا كرها فيه ولا يمدح فلانا حبا فيه، وانما يجب أن تكون العملية متوازنة بحيث ننتقد ونحاول معالجة القصور بطريقة موضوعية، نمدح عندما يستدعي الموضوع أن نكيل المديح لشخص تميز عن الآخرين، بينما الكاتب المحسوب على جهة ما يطبل بمناسبة وبدون كأن من يتبعهم لا ينطقون عن الهوى وتفكيرهم (ما يخرش المية)، وللأسف سواء كنت من المنتقدين أو من المطبلين الأمر سيان، من يتكلم بصراحة يقولون بأنه لا يعجبه العجب، والذي يمدح يقولون انه واحد من المطبلين. في عالم الرياضة يجب أن يسود مبدأ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، حيث أن الهدف من النقد هو الرغبة في الاستقامة واصلاح الأمور المختلة، وقد تحدثت ذات مرة مع احمد خليفة حماد أمين السر المساعد لاتحاد كرة اليد، وكان من الأشخاص النادرين الذين يتقبلون النقد، بل انه فاجأني بقوله: أن النقد يعكس وجهة الشارع الرياضي وعليه لا حرج من النقد ولا توجد مشكلة طالما تم الالتزام بمعايير النقد الخالي من الاساءة. الانتقاد المبالغ فيه ومع سبق الاصرار والترصد، يصبح في خانة النقد الهدام من اجل مآرب أخرى، وهكذا يفعل بعض الزملاء الصحفيين الذين يوجهون أقلامهم صوب بعض الاداريين والمدربين واللاعبين لحاجة في نفس يعقوب. قد ننتقد شخصا يعمل ليل نهار لأن عمله به أخطاء ولا يعني هذا انه بيننا وبينه سابق عداوة أو ثأر شخصي، على العكس يجب أن نتعلم من قول سيدنا عمر رضى الله عنه "رحم الله امريء أهدى الي عيوبي"، الانسان وحده غير قادر على تدارك جميع أخطائه الا اذا تم تنبيهه لها، ونحن نخطئ في أحيان ونصيب في أحيان أخرى، ولسنا معصومين عن الخطأ أو فوق مستوى النقد، وبالنسبة لي لا أجد حرجا في الرجوع عن الخطأ عند وقوعي فيه ان أقنعني أحدهم بصحة رأيه المخالف لرأيي. البيان الإماراتية