الديكتاتورية هي في الأساس كلمة ذات أصل يوناني رافقت المجتمعات البشرية منذ تأسيسها، تدل في معناها السياسي على سياسية تصبح فيها جميع السلطات بيد شخص واحد يمارسها حسب إرادته، ويميل بعض رؤساء الأندية إلى ممارسة الدكتاتورية ولكن بصورة رياضية عبر السيطرة على الإعلام بمختلف أشكاله، بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك من خلال السيطرة على منتديات الأندية، حتى لا يطرح إلا ما يروق له، ويهدف من ذلك إلى الابتعاد عن الضغط الجماهيري وخوفه من كشف الحقائق التي قد لا تروق له، وهو في الحقيقة يستغفل جماهير ناديه من خلال طمس الحقائق، وهذا للأسف ما نراه من بعض رؤساء الأندية الذين يمنعون بعض الصحفيين من تأدية واجبهم وأداء رسالتهم فتجد هذا الديكتاتور الرياضي يحارب كل صحفي ينتقد وضع الفريق فنيا أو إداريا، ولدى رؤساء بعض الأندية حساسية مفرطة تجاه النقد ولا يقبل به بأي شكل من الأشكال، وهؤلاء الرؤساء يريدون من الصحفيين أن يدقوا الدف والعزف على آلة المزمار «أكذب» الألحان، وفي هذه الحالة فقط يكون الصحفي ناجح في نظر رئيس النادي، وبعض رؤساء الأندية لون الصحفيين بلونين إما أبيض أو أسود، فإذا كان الصحفي يكتب كما يشتهي ويريد الرئيس فهو من المرضي عنهم وكان لونه أبيض، فله الأخبار والتصاريح وله المشورة أيضا، وإذا كان الصحفي يكتب بما يملي عليه ضميره ويؤدي رسالته بكل أمانة فهو مغضوب عليه ويوشح باللون الأسود ويوصف بأنه من «المخربين» ويضيق عليه أثناء تأدية عمله، وبعض رؤساء الأندية يرغب من الصحفيين في تطبيق قاعدة السلامة «لا أرى لا أسمع لا أتكلم»، وتعني أن الصحفي لا يرى إلا ما يراه سيادة رئيس النادي ولا يسمع إلا ما يقوله سيادته، ولا يتكلم إلا بما يرضي فخامته، ولا يكتب ما يزعج حضرته.. يفترض من رؤساء الأندية أن يعرفوا دور الصحافة جيدا؛ فهي كالمرآة التي توضح لهم أخطاءهم، ويفترض من رؤساء الأندية تقبل النقد برحابة صدر، ويجب على رؤساء الأندية أن يتخذوا من أعلى سلطة رياضية الأمير سلطان بن فهد مثالا يحتذى به، فهو شرع أبوابه لكل منتقد بل طالب بالنقد ما دام يصب في مصلحة الكرة السعودية، فمتى يرتقي (بعض) رؤساء الأندية بتفكيرهم ويبتعدون عن ممارسة الدكتاتورية الرياضية، فهم بذلك يستغفلون الجماهير الرياضية، وإذا ما أراد رؤساء الأندية للكرة السعودية أن تتطور وتتطور معها أنديتهم، فعليهم تقبل النقد وفتح باب الحرية للانتقاد ما دام النقد هادفا وبناء، والابتعاد عن المطبلين الذين ابتليت بهم الصحافة، فهم في الأخير يبحثون عن مصلحتهم قبل مصلحة النادي، فهل يعي الديكتاتور الرياضي ذلك؟ هذه النوعية منتشرة في بعض أنديتنا وفي بريدة أحدهم. محمد الحبيب. بريدة